تحتفل مملكتنا الابية، وطن المجد والعزة والرخاء بذكرى مرور ثماني سنوات على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز «حفظه الله ورعاه» مقاليد الحكم في البلاد، هذا الاحتفال الذي يرسم صورة من الفخار تجسد كل معاني التلاحم والتعاضد الذي يبديها الشعب السعودي لقائد نهضته ومسيرته، في صورة ستظل خالدة في ذاكرة التاريخ، تؤرخ لعلاقة لم يحمل إلينا التاريخ مثيلاً لها من الحب المتعاظم بين ملك معطاء وشعب متيم محب لمليكه ووطنه، ان صفحات التاريخ عامرة وحافلة بإنجازات خالدة سيتم تدوينها مرادفة لاسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. ان الإنجازات التي تحققت للمملكة خلال العهد الزاهر الميمون لخادم الحرمين الشريفين تحققت نتيجة رؤيته الطموحة وحرصه الدائم على الانتقال بشعبه الى صدارة الحضارة والتقدم وبلوغ سبق الريادة والتقدم، والامساك بزمام المبادرة, وترسيخ الاستقرار، وتحقيق الامن والأمان للمواطن والمقيم في عالم اليوم الذي يموج من حولنا بالفوضى والانفلات والانتكاس الى الخلف, يعود الفضل كل الفضل لخادم الحرمين الشريفين زعيم الامة وحكيم العالم في وضعه للمملكة والعالمين العربي والإسلامي في المكانة التي تليق بما يمتلكونه من حضارة ورصيد طالما غذت التاريخ البشري على مدار اكثر من 1400 عام بالعلوم والمعرفة التي ساعدت في التطور الذي نعيشه في العصر الحديث، وبفضل السياسات الحكيمة والمتوازنة لخادم الحرمين الشريفين اصبحت المملكة رقما اقتصاديا مهما، و من أقوى الاقتصاديات في العالم، الأمر الذي تجسد في انضمامها إلى مجموعة العشرين الدولية التي تضمّ أقوى 20 اقتصادًا حول العالم. وكان لنجاح قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود « حفظه الله « في توجيه سياسة المملكة الاقتصادية ودعم الاقتصاد وقطاع الأعمال السعودي، أبلغ الأثر في جعل المملكة دولة فاعلة في رسم سياسة الاقتصاد العالمي وقبلة آمنة للاستثمارات من مختلف دول العالم, تأكيداً لمكانة المملكة العربية السعودية وثقلها المؤثر على الاقتصاد العالمي ولمواقفها المعتدلة وقراراتها الاقتصادية الرشيدة التي تبنّتها خلال سنوات التنمية الشاملة إضافة إلى النمو المتوازن للنظام المصرفي السعودي. لقد سخَّر خادم الحرمين الشريفين «أيده الله» جلَّ وقته واهتمامه لبناء الوطن بتنمية شاملة ونقلة حضارية ارتقت بالمجتمع إلى مصاف المجتمعات المتقدمة معيشة وذوقاً وتعاملاً مع معطيات الحضارة الحديثة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً ومع التزام واعتزاز بقيم الدين الحنيف ومبادئه. ولقد ظل خادم الحرمين الشريفين دائما على الموعد مع أمته العربية والإسلامية لحماية كياناتها بحصافة ومصداقية كقائد أممي يحظى بتقدير واحترام وثقة الجميع. لقد شهدت المملكة العربية السعودية منذ مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - العديد من المنجزات التنموية العملاقة على امتداد مساحتها الشاسعة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة، شكلت في مجملها إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته، مما وضع المملكة في رقم جديد في خارطة دول العالم المتقدم. وبمناسبة «البيعة المباركة» أتشرّف بأن أرفع أسمى آيات العرفان والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين وزير الدفاع والطيران صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والى النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز. وأقدم التهنئة الخالصة للأسرة المالكة الكريمة، ولكل أفراد الشعب السعودي الأبي. متمنيًا للجميع التوفيق والسداد, وعشت يا وطني شامخًا عزيزا راياته مرفوعة عالية صواريها.