أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس أن القدس عاصمة دولة فلسطين، "ودونها لن تكون هناك دولة فلسطين". وخاطب اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، في دورته السادسة والعشرين المنعقدة في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، قائلاً "ان أي حكومة فلسطينية ستأتي بموجب اتفاق المصالحة ستكون حكومة تكنوقراط وستأتمر بأوامري وتلتزم سياسياتي وسينحصر عملها في شؤون الداخل، بينما المفاوضات من اختصاصات منظمة التحرير لأنها تمثل كل الشعب الفلسطيني." -على حد قوله- ومضى قائلاً "نوافق على تمديد المفاوضات ثلاثة أشهر مقابل وقف كامل للاستيطان والافراج عن دفعة الاسرى الاخيرة وغير ذلك نقول لاسرائيل تفضلي واستلمي مسؤولياتك". واضاف "لن نقبل باستمرار الوضع الحالي كدولة تحت الاحتلال, لكن لا بد ان تعالج الامور بحكمة.. واسرائيل دولة احتلال مسؤولة عن كل شيء والوضع القائم لن نقبل به ومن دون القدس لا مفاوضات". وقال "هدفنا الوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، "ونعمل كل ما بوسعنا للوصول إلى هذا الهدف"، مشددًا بأنه "لن يقبل بأن تكون دولة لفلسطين بدون أن تكون القدسالشرقية عاصمة لها". ورفض الموقف الإسرائيلي من اتفاق تنفيذ المصالحة المبرم مع حماس، قائلاً "أنتم (إسرائيل) ابرمتم اتفاقا معهم (حماس) زمن (الرئيس المصري السابق) محمد مرسي، ما معنى أنه ممنوع أن أذهب الآن إلى حماس". وتابع أن اتفاق الحل النهائي مع الإسرائيليين يجب أن يُحوّل إلى استفتاء شعبي، لافتاً إلى أنه لا يمكن لأحد أن يوقع عن الشعب الفلسطيني إلا بعد استفتاء عام لكل الفلسطينيين في كل مكان. واضاف عباس "لن نقبل باستمرار الوضع الحالي كدولة تحت الاحتلال." وقال "المفاوضات تعني العمل السياسي. نريد أن نحصل على حقنا من خلال المفاوضات. عام 1974 كانت لدى القيادة الجرأة الكاملة من أجل ان تتحدث بالسياسة". ومع ذلك، اعترف عباس بأن المفاوضات لم تحقق شيئاً للفلسطينيين. وقال "ان ما وصلت اليه المفاوضات اليوم اثبتت لنا أن اسرائيل لا تريد حلاً دائماً، ولا تريد حل الدولتين.. اتفاق أوسلو كان اتفاق مبادئ وليس حلاً نهائياً". وأعلن موافقة الفلسطينيين على تمديد المفاوضات ثلاثة أشهر بشروط، ملوحاً بحل السلطة إذا رفض هذا العرض. وجدد الرئيس الفلسطيني رفضه الاعتراف بدولة الاحتلال الإسرائيلية "دولة يهودية". وقال "لن نقبل أبداً الاعتراف باسرائيل دولة يهودية". وذكر عباس بأن الفلسطينيين اعترفوا بدولة اسرائيل في العام 1993. وبشأن الاستيطان اليهودي المتغول في الأرض الفلسطينية، قال عباس ان الرئيس الأميركي باراك أوباما حاول منذ توليه في البيت الأبيض، اقناع (اسرائيل) بوقف الاستيطان على مدار أكثر من عام ونصف، وحين انتهت ولايته الاولى صرح بأن أميركا فشلت في اقناع اسرائيل بذلك". واوضح عباس "ان اسرائيل تحاول الخلط بين الإفراج عن الأسرى والمفاوضات"، مؤكداً أن إبعاد الأسرى مخالف للقانون الدولي. ويأتي اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني بعد اعلان عن اتفاق مصالحة بين وفد رسمي من منظمة التحرير وحركة حماس يقضي بتشكيل حكومة توافق خلال خمسة أسابيع وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وأخرى للمجلس الوطني الفلسطيني بشكل متزامن خلال ستة أشهر.