يستقبل عالم السباحة بأحضان مفتوحة نجمه الأبرز، مايكل فيلبس، الذي يعود إلى المياه بعد 628 يوما من الاعتزال ، عقب مشاركته في دورة الألعاب الأولمبية في لندن 2012. وسيكون سباق الجائزة الكبرى في ميسا بولاية أريزونا اعتبارا من اليوم الخميس وحتى السبت المقبل مسرحا للعودة المنتظرة للرياضي الأولمبي الأكثر تحقيقا للميداليات بإجمالي 22 ، بينها 18 ذهبية. وقال بوب باومان مدرب فيلبس: "ليس بيننا من يملك طموحات كبيرة، لكن التجربة ستكون جيدة وكذلك السباحة من جديد في ظروف تنافسية". وسينافس سباحه يومي الخميس والجمعة. وفي مركز "سكاي لاين أكواتيك" في ميسا/ 30 كيلومترا شرق فينيكس/ سينافس فيلبس مبدئيا في سباقي 50 و100 متر حرة، و100 متر فراشة. وإذا ما تأهل غدا إلى نهائي سباق 100 متر حرة المميز، من المتوقع أن يصطدم بمنافسين قدامى مثل مواطنيه ريان لوكتي وناثان أدريان -البطل الأولمبي لهذا السباق- والفرنسي يانيك أنييل ، صاحب الميدالية الذهبية لسباق 200 متر ، والذي يتدرب مثل فيلبس في بالتيمور مع باومان. ويعرف فيلبس وباومان فقط الحالة البدنية للسباح، الذي لم يتفوه بكلمة منذ تأكيده العودة الأسبوع الماضي. وبعد دورة لندن 2012، حيث حصد ثماني ذهبيات، قال السباح إن العالم لن يراه يسبح وهو في الثلاثين ، مستبعدا العودة في دورة ريو 2016. وفي الوقت الحالي، وهو يوشك أن يكمل التاسعة والعشرين، يعود بعد أقل من عامين على الاعتزال، حيث عكف على لعب الجولف ومتابعة فريقه المفضل في رياضة كرة القدم الأمريكية ، بالتيمور رافينز. وقال إيان كروكر، الذي كان منافس فيلبس في سباقات الفراشة: "الابتعاد مع عدم التفكير في العودة كان رائعا له على المستوى الذهني". أما الألماني بول بيدرمان فوصف العودة بأنها "رائعة"، رغم أنه سيكون عليه العودة لمواجهة فيلبس. وقال بيدرمان صاحب الزمن القياسي العالمي لسباقي 200 و400 حرة ، والذي هزم الأمريكي في سباق 200 متر في بطولة العالم عام 2009 ،"أتمنى أن يكون سعيدا بالقرار الذي اتخذه". لكن كيف سيعود فيلبس؟ لماذا يعود إلى تدريبات السباحة اليومية وصالة الألعاب البدنية بدلا من الاستمتاع بحياته؟ الرد لا يوجد سوى لدى فيلبس ، وفي الوقت الحالي هو لا يكشف النقاب عنه. ولدى باومان تفسير فلسفي: "الفنان دائما ما يستمتع بعمله". ويرفض المدرب التكهنات حول المشاركة في ريو 2016 ، ويؤكد أن لاعبه يرغب فقط في تجربة حالته البدنية، وبعد ذلك عليه التفكير في مستقبله. ويبدو أن فيلبس اليوم يختلف عنه بالامس، فهو يخطط لكل تفصيلة مع باومان. ويأمل كروكر في أن تكون عودة فيلبس ناتجة عن رغبة حقيقية، وأن يستمتع بذلك. وهناك أمثلة على رياضيين كانت عودتهم من الاعتزال ناجحة ، مثل مايكل جوردان، على سبيل المثال، فقد عاد نجم كرة السلة إلى الملاعب في عام 2001 بقميص واشنطن ويزاردز ، بعد نحو ثلاثة أعوام من مباراته الأخيرة مع شيكاغو بولز. ورغم أنه لم يتوج بلقب ، فقد استمتع وامتع. ويؤكد كروكر الذي اعتزل عام 2008 وكثيرا ما ارتبط اسمه بفكرة العودة "إذا جرب المرء القمة، من الصعب عليه مقاومة هذه المشاعر". وحتى حزيران/يونيو، سيشارك فيلبس في ثلاث بطولات أخرى، وبعد ذلك في البطولة الوطنية خلال آب/أغسطس. وحتى ذلك الحين ، سيتلقى أسئلة كثيرة حول أسباب عودته. ولا يعتقد آرون بيرسول ، الذي كان زميله في الفريق الأولمبي الأمريكي ، أن يكون السبب هو الرغبة في حصد مزيد من الذهبيات : "تأتي الرغبة من الداخل ، لكن مايكل ليس عليه تفسيرها لأحد".