الموروث الشعبي جزء مهم من تاريخ الشعوب وثقافتها، تستمد منه عاداتها وتقاليدها وقيمها وأفكارها وهي أيضاً تستمد منه أسلوب حياتها الذي يعبر عن ثقافتها وتعبر عن التواصل بين الأجيال. تراثنا الشعبي ما هو إلا صوره تركها لنا الآباء والأجداد منذ القدم، ومنذ أن عاشوا في أزمنتهم وأمكنتهم، نرى فيه عاداتهم وتقاليدهم المتعددة والمختلفة وممارساتهم التي تتنوع حسب الأهمية لديهم، ولذلك نراهم الآن حاضرين فينا نستذكرهم في كل مناسبة وفي كل عادات مجتمعية. في مجتمعنا نجد العديد من العادات والتقاليد التي هي في الحقيقة تمثل صورة الموروث في مختلف جوانب الحياة، وتلك العادات والممارسات ما هي إلا إنعكاس طبيعي تركه لنا جيل سابق، سبقنا في ثقافته الشعبية ليتركها لنا حاضرة. الجوانب العديدة في الحقيقة في ذلك الموروث ما هي الا ثقافة مجتمعية تكونت جميلة آنذاك، وهذا سبب في بقائها جميلة نستلهم منها جمالياتهم وروعتهم في مختلف ممارساتهم وحتى في سكنهم ومنازلهم واجتماعاتهم ومسامراتهم خصوصاً في ليالي الشعر والقصة والحكم والأمثال. في وقتنا الحاضر ونحن نعيش التطور الثقافي الكبير، نرى ما وصلنا إليه من تقنيات مجتمعية متعددة ومن أدوات تواصل اجتماعي قد تؤثر في ارتباطنا الوثيق بموروثنا الشعبي، غير أننا وفي نفس الوقت ندرك حقيقة الارتباط بثقافة موروثنا الشعبي الذي يجب أن تظل باقية على الأقل بين جيلنا الحالي، ولعل الأهم هنا هو ما يوجد لدينا من عادات وتقاليد مازلنا من خلالها نلتزم، كعادات الزواج ومناسبات الأعياد، وهذا بالطبع يجعل لدينا ارتباط جميل يجب أن يبقى في ظل المتغيرات الحالية في المجتمع من تطور وخلافه. في وقتنا الحاضر، نعيش العديد من تحديات متعددة يجب أن نتجاوزها في سبيل الحفاظ على موروثنا وتقاليدنا، كل تلك التحديات أتى في واقع فرض علينا في الحقيقة مجاراة التطور والتغير الاجتماعي. ويجب أن نعمل على الحفاظ على تراثنا الشعبي وتشجيع أبنائنا عليه والتزامه ليبقى صامداً بالرغم من كل تلك التحديات. أخيراً: آه يا أنتي والجفا شب الفتيل كيف قلبك يالغضى فيني جسور مات ظلي وانهمر دمعٍ يسيل وصحت كلي لا وجود ولا سرور