توفي غابرييل غارسيا ماركيز أحد أكبر الكتاب باللغة الإسبانية الحائز على جائزة "نوبل" للآداب الخميس في منزله في مكسيكو بعد بضعة أيام من نقله إلى المستشفى إثر إصابته بالتهاب رئوي. وكتب الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس على حسابه في "تويتر" تأكيدا على نبأ الوفاة الذي كشف عنه قبل بضع دقائق صحافي مكسيكي "مئة عام من العزلة والحزن على وفاة أكبر كولومبي في التاريخ"، في إشارة إلى الرواية الشهيرة "مئة عام من العزلة" التي اشتهر الروائي بفضلها. وبعد بضع ساعات أعلن الرئيس الكولومبي في خطاب رسمي متلفز الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام. وقال خوان مانويل سانتوس إن "كولومبيا برمتها هي في حداد بعد رحيل مواطنها الذي شكل أكبر مصدر إعجاب في تاريخ البلاد... وهو كان، وأنا لا أبالغ في القول، الكولومبي الذي رفع اسم البلاد إلى أعلى المستويات وعلى أوسع نطاق". وكانت حالة الروائي الصحية "هشة للغاية" خلال الأيام الأخيرة وهو غادر في الثامن من نيسان/أبريل أحد المستشفيات في مكسيكو حيث عولج لثمانية أيام إثر إصابته بالتهاب رئوي. وفي بيان نشره البيت الأبيض، اعتبر الرئيس باراك أوباما أن "العالم فقد أحد كبار الكتاب المتبصرين وأحد كتابي المفضلين في شبابي". وانسحب غارسيا ماركيز من الحياة العامة منذ عدة سنوات، وهو كان يعيش في المكسيك منذ العام 1961 مع إقامات متقطعة في كارتاخينا (كولومبيا) وبرشلونة (اسبانيا) وهافانا. وهو لم يكن يدلي بأي تصريح صحافي خلال إطلالاته النادرة. وآخر إطلالة علنية له تعود للسادس من آذار/مارس عندما قصد منزله الواقع في جنوبمكسيكو حيث يعيش منذ أكثر من 30 عاما لاستقبال صحافيين أتوا لزيارته بمناسبة عيد ميلاده. وقد اشتهر بفضل رواية "مئة عام من العزلة" (سيين أنيوس دي سوليداد) الصادرة سنة 1967 والتي ترجمت إلى 35 لغة وبيعت منها أكثر من 30 مليون نسخة. وتعتبر رواياته من أشهر الروايات في القرن العشرين، ويذكر منها "ليس للكولونيل من يراسله" (1961) و"قصة موت معلن" (1981) و"الحب في زمن الكوليرا" (1985). وصدرت آخر رواية له في العالم 2004 تحت عنوان "مذكرات غانياتي الحزينات". وأشتهر غارسيا ماركيز بين أصدقائه ومعجبيه باسم "غابو" وبيعت كتبه عشرات الملايين من نسخ كتبه. وكافح لسنوات كي يصنع اسمه كروائي رغم أنه نشر قصصا ومقالات وعدة روايات قصيرة في الخمسينيات والستينيات أشهرها "عاصفة الأوراق" و"ليس لدى الكولونيل من يكاتبه". وحقق اسمه كروائي على نحو مثير في روايته "مئة عام من العزلة" والتي نال شهرة كبيرة بعد نشرها مباشرة في عام 1967 التي باعت أكثر من 30 مليون نسخة في أنحاء العالم وأعطت دفعة لأدب أمريكا اللاتينية. وفي الرواية يمزج ماركيز الأحداث المعجزة والخارقة بتفاصيل الحياة اليومية والحقائق السياسية في أمريكا اللاتينية. وقال ماركيز إنه استلهم الرواية من ذكريات الطفولة عن القصص التي كانت ترويها جدته التي يغلب عليها التراث الشعبي والخرافات لكنها قدمت أكثر الوجوه استقامة. ونال ماركيز جائزة "نوبل" للآداب سنة 1982. وقد أشادت الأكاديمية بأسلوب كتابة "يمتزج فيه الخيال والواقع في إطار شعري يعكس نزاعات قارة والحياة اليومية فيها". ونوه الكاتب البرازيلي باولو كويلو بالروائي "الذي كسر الجدار بين الحقيقة والخيال، ممهدا الطريق لجيل برمته من الكتاب الأميركيين اللاتينيين".