ازداد معدل الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية غير الهودجكيني على مدى السنوات العشرين الماضية. وعادةً ما يُصيِب هذا الورم الغدد اللمفاوية. بينما يعتبر سرطان القولون والمستقيم الليمفاوي الأولي -غير الهودجكيني-أمراً نادر الحدوث (بنسبة تتراوح ما بين 0.2 – 0.6% من بين الأورام السرطانية للأمعاء الغليظة). إلا أن ما يقارب نسبة ثلث الإصابة بهذا المرض تحدث في أجزاء من الجسم خارج الغدد اللمفاوية، حتى وإن لم تكن تحتوي على أنسجة لمفاوية، والقولون والمستقيم أحدها. قام قسم جراحة الجهاز الهضمي، بمستشفى سانت انطوان، جامعة بيير وماري كوري في باريس، فرنسا باستعراض خبرة أعضائه من الفرق الطبية التي تعالج مرضى هذا الورم وذلك بالعودة ومراجعة قاعدة بيانات المرضى الذين يعانون من سرطان القولون والمستقيم بكافة أنواعه بالمركز من عام 1988 الى عام 2012، على أساس معايير داوسون. تم تحديد أحد عشر مريضا فقط (0.3٪ من 4219 مريضا) (6 ذكور و5 إناث). بلغ متوسط العمر 63 عاما عند التشخيص. لم تكن هناك أعراض سريرية موحدة لدى هؤلاء المرضى بل تنوعت طريقة الشكوى؛ ما بين ألم في البطن، وكتلة واضح، أو نزيف من المستقيم والتي كانت الأكثر شيوعا. كان القولون الأيمن (الأعور)الأكثر إصابة بهذا المرض، حيث بلغت نسبة الإصابة خمسة مرضى من أحد عشر مريضاً (5/11). خضع تسعة مرضى لاستئصال المكان المصاب جراحياً، بينما تداوى مريض واحد بالعلاج الكيميائي وحده، وأخذ مريض آخر علاجا إشعاعيا فقط. بلغ متوسط استمتاع المرضى بحياة خالية من الورم بعد علاجه وقبل رجوعه ما يقارب عشرة أشهر. نُشرت نتائج هذا الاستعراض في مجلة الجراح في عددها لهذا الشهر 2014. دل هذا البحث على ندرة إصابة الإنسان بسرطان القولون والمستقيم الليمفاوي غير الهودجكيني.