الاندفاع خلف الأماني وحده لا يكفي، والنوم على وسادة أن الأرض والجمهور عاملان مساعدان على تخطي الخصم لا يؤكل عيشاً، والشعور بالثقة المفرطة عند اكتمال الاوراق ربما يفضي الى نتائج عكسية، هذا ما يجب أن يعيه كل هلالي عندما يواجه فريقه سباهان الايراني الثلاثاء المقبل في الرياض، الفوز في هذه المواجهة ثمنه ثلاث نقاط، ولكنها تختلف عن نقاط أي مباراة أخرى، لأنها ستنقل الفريق الازرق الى الدور الثاني اذا ما فاز فيها، وأي نتيجة غير ذلك سترمي به إلى خارج المنافسة الآسيوية. محاولة التأثير المفتعلة ستظهر من جديد.. والوقفة الشرفية والإدارية سلاح إيجابي موقف الادارة وتحديداً الرئيس وبعض أعضاء الإدارة كان إيجابيا قبل مواجهة الأهلي الإماراتي التي خاضها الفريق وهو شبه معطل هجومياً، حتى غياب أبرز أجنبي في الملاعب السعودية نيفيز اتضح تأثيره، وعلى الرغم من ذلك لوحظت التهيئة النفسية الجيدة والروح العالية والإصرار على النتيجة وشعوراللاعبين والجهاز الفني بالمسؤولية، فلم يسمحوا للفريق الخصم باستغلال ظروفهم وتعقيد الأمور من الناحية النفسية فيما لو خسر الفريق الأزرق، هذه الوقفة تحسب للادارة التي حضرت واقتربت من الفريق فكان ذلك سلاحاً قوياً للرفع من روح اللاعبين وتحفيزهم، إذ إن وجود الأمير عبدالرحمن بن مساعد ونائبه محمد الحميداني وحسن الناقور منح ثقة كبيرة للفريق ككل، فشاهدنا خالد الكعبي القادم من الفريق الاولمبي يبذل محاولات جدا مميزة مقارنة بعمره وخبرته وظروف المنافسة والاوضاع المحيطة بفريقه. هذه الوقفة لابد ان تتكرر وبصورة مضاعفة ومختلفة من الادارة واعضاء الشرف والجماهير حتى (تشيل) من ذهن اللاعبين الضغوطات الاعلامية والجماهيرية، وبالتالي دخول اللقاء الحاسم أكثر هدوءا، خصوصا ان عضوء الشرف الداعم والقريب جدا من الفريق الأمير احمد بن سلطان -حسب مانعرف- رصد مكافآت مغرية للفريق ككل عند الانتقال الى الدور الثاني، ولاغرابة في ذلك فهو الرجل الذي لم يأت من اجل الاعلام وان يتصدر المشهد بالتصريحات واللقاءات والصور، انما بالعمل ودعم عشقه الأزرق، وهذا الشيء لابد ان يكون محفزا للإدارة واللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية على تقديم نتائج وعمل يليق بدعم هذا الرجل وكل محب للكيان، مع استثمار الحضور الجماهير المنتظر ليكون سلاحا قويا في المواجهة وتسهيل المهمة نحو الكسب. من يقول ان سباهان ليس بذلك الفريق فهو كمن يضرب ابرة في اجسام اللاعبين والادارة ويحاول أن يهوّن الأمر، وبالتالي تجاوز الثقة بالنفس إلى الثقة المفرطة التي ربما تفضي الى نتائج وخيمة، وهذه النقطة لابد ان توضع بالاعتبار ويحسب لها ألف حساب، فالفريق الايراني يلعب بفرصتين تنقلانه الى الدور الثاني، وحتما سيلعب منذ البداية على خطف هدف يصعب من مهمة صاحب الأرض ويشل تركيز افراده. اما النقطة الأهم من هذا كله فهي محاولات جر الادارة خارج الملعب واستغلال الاعلام المفتوح من خلال تسريب اخبار بعض الصفقات والتركيز على قضية عبدالعزيز الجبرين، والاخبار الاخرى التي يهدف أصحابها الى التأثير على الفريق واضعاف التركيز لدى اللاعبين ومدربهم سامي الجابر، مثل هذه الاخبار ستكون حاضرة فقط قبل المواجهة المنتظرة على طريقة ماحدث ليلة مباراتهم مع الاهلي الاماراتي من خلال تناول أكثر من برنامج لقضية الجبرين، هذه الاشياء لابد ان يكون لدى الفريق والادارة حصانة تمنع افراده وادارته من التأثر فيها، ايضا لابد ان تحّذر الادارة الحديث عن بعض الصفقات المستقبلية ايا كانت في هذا الوقت بالذات، فخروج أي مسؤول لو بطريقة عفوية للحديث عن أمور مستقبلية يسبب الكثير من القلق لدى بعض العناصر ويضعف الحوافز المعنوية لديهم، فالحديث عن أي صفقة او مشروع يفترض ان يكون بعد انقضاء المرحلة التي تسبقه وليس وسط معمعة المنافسة وانشغال اللاعبين والمدرب بحصد النتائج. نظن ان فتح التدريب امام اعضاء الشرف الذين يهمهم مؤازرة الفريق وكذلك الجماهير قبل المباراة بيومين على الأقل نقطة ايجابية تحسب للادارة والمدرب وستشعر اللاعبين بوقوف الجميع خلفهم بدلا من اغلاق التدريبات بصورة نهائية، وهذا ربما يشحن اللاعبن ويضعاف لديه الضغوطات، والكثير من الانتصارات في مباريات حاسمة وبطولات صعبة تحققت والتدريبات كان قبل المباريات بوقت قصير. حماية الفريق وتحصينه من الفوضى كفتح التدريبات بصورة مطلقة أمر لابد منه، ولكن الاصرار على الاغلاق بصفة دائمة وعدم تمكين الشرفيين المؤثرين من الحضور بحجة تركيز المدرب على وضع الخطة واللاعبين على فهمها ربما يجعل اللاعبين يعيشون بدوامة التفكير والضغوطات بصورة اكثر. النقد الهادف أمر محمود ولابد منه، ولكن عندما يستغل البعض هذه الكلمة -أي النقد- لتمرير تحت عباءاته الاساءات واستغلال الظروف جماعة وافرادا، فهذا لم يعتده من عاش الانتماء للهلال، والدليل ما احدث في الايام القليلة الماضية من انتقادات وصلت حد "الانتهازية" والتطاول على رموز صنعوا الفرحة في محيط الهلال وعلى ارض كرة القدم السعودية، وهذا لم تعهده جماهيره من قبل. صحيح ان الهلال هو اكثر ناد يتعرض للنقد في مرات مضت وهذا أمر يحسب له لايحسب ضده ولكن لم يصل الأمر الى محاولة تقسيم النادي الى فئات والتطاول على رموزه مهما كانت الاخطاء، وهذا يعتبر تصرفاً دخيلاً على الساحة الهلالية، اي نعم يخطئ رئيس ويتراجع مستوى لاعب ولا يوفق عضو شرف، ويخفق مدرب ولكن لايصل الأمر بالأمنية ان يستمر هذا الفشل، حتى لايستمر هذا ويبقى ذاك، النادي الأزرق لكل الهلاليين ولايمكن منع أحد من ولوج أروقة عشقه، هكذا اعتاد الجميع منذ تأسيسه على يد الرمز الرياضي الكبير عبدالرحمن بن سعيد، يختلف انصاره وينتقدون بعضهم البعض ولكن لايصل بهم الحال إلى نشر الغسيل وانتهاز الظروف من أجل التشهير والإساءة لبعضهم البعض، هذا ما يجب ان يسير عليه عشاق النادي الآن إن أرادوا لناديهم القوة واستعادة الهيبة، فالالتفاف يولد القوة، والتكاتف يصنع الإرادة، والتفاهم يفضي إلى الحماس الكبير والروح العالية وهذا مايجب أن يعيه كل هلالي.