سجل المدرب الروماني (اولاريو كوزمين) المدير الفني لفريق الهلال نجاحاً كبيراً بقيادته فريقه لاحراز بطولة كأس كأس سمو ولي العهد ولفت المدرب الأنظار بالتنظيم الدفاعي المميز في المباراة النهائية فضلا عن هجومه الضاري الذي خرج بهدفين كانا قابلين للزيادة كوزمين الذي حقق مع الهلال اول بطولة له تحدث عن "تركيز" لاعبي فريقه العالي وعزيمتهم للظفر بالانجاز يوم الحسم وأجاب عن تساؤلات تتعلق بالتغييرات في الخارطة الزرقاء وكشف عما اسماه (امور خارجة عن ارادته) تمكن من التعامل معها رغم صعوبة تقدير الآخرين لصعوبتها كما تطرق للكثير من المواضيع التي تهم القارئ الرياضي وعشاق الهلال على وجه الخصوص. @ نبارك لك اولا تحقيق بطولة كأس ولي العهد - اشكرك. @ في اللقاء النهائي كان تركيز لاعبي الهلال شديد للغاية وهو امر لافت للانتباه مع ضغط المشاركات، كيف تمكنت من توجيه تركيز اللاعبين للنهائي؟ - نعم مع هذا الضغط وتداخل البطولات من الطبيعي ان يصاب اللاعبون بحالة تشتت وضعف تركيز.. ولكن كنا نتعامل مع كل مباراة كحالة خاصة تحتاج لتهيئة واعداد نفسي اكبر وهي مهمة صعبة لاننا نلعب كل عدة ايام في مسابقة مختلفة ولك ان تتخيل كيف يكون الوضع صعباً علينا في الجهازين الاداري والفني للتغلب على هذه المعضلة، في الاستعداد للقاء النهائي اجتمعت باللاعبين وكان حديثي مركز على أن هذا اللقاء يعتبر من اهم المحطات في مسيرة الفريق هذا الموسم بالحصول على بطولة تاريخية اولا ولكسب الثقة الداخلية لهم كلاعبين ولكسب ثقة الجمهور في بقية المسابقات، ولا احد يتخيل اهمية كسب ثقة الجماهير الا اللاعبين انفسهم فهم من يدرك اهمية هذا الأمر وينعكس عليهم حتى خارج الملعب.. ولذلك ظهر اللاعبون بعزيمة قوية لتحقيق هذا اللقب ولا ننسى ايضا خبرة لاعبي الهلال مع تحقيق البطولات ومعرفتهم لطريقة التعامل مع أجواء كهذه المباريات وفي المجمل مهمتنا لم تكن سهلة ابدا. @ المتابع لمسيرة الفريق الهلالي هذا الموسم.. يتساءل عن عدم الثبات على تشكيلة معينة حتى الآن، الفريق يفوز وهذا دليل على أن هناك عملاً ولكن مازالت الثقة ضائعة بسبب غياب الهوية الفنية الواضحة للفريق؟ - أنا اتيت هنا وأحمل ثقافة الفوز وابحث عن تحقيق البطولات وبطريقتي الخاصة، انا من بداية الموسم كنت أعمل على تجهيز اكثر من خمسة وعشرين لاعبا لأن التعامل مع اندية البطولات مختلف تماما واضع في الحسبان كل الظروف واستراتيجيتي تعتمد على التعامل مع ظروفها وهوية الفريق الخصم وكحالة خاصة تحتاج لطرق معينة وتشكيلة خاصة.. وهناك امور خارجة عن ارادتي تعاملت معها ولا يمكن لأحد ان يقدر صعوبتها فبعض اللاعبين مروا بظروف خاصة كمحمد الشلهوب او اصابة بعض اللاعبين كطارق التايب هذا عن مشاركات اللاعبين مع المنتخبين الاول والاولمبي واعتقد انني لو اعتمدت على أسماء معينة لتأثر الفريق في حالة الاصابات.. لاعبو الهلال يعانون من الارهاق تسبب في اصابات وابتعاد قسري لكثير من اللاعبين لذلك لابد من توافر البديل الجاهز وأؤكد انني لا اهتم بالأسماء بل اختار اللاعب المناسب في كل مباراة. وعلى سبيل المثال في البطولة الخليجية عندما واجهنا الاتفاق كانت ظروفنا سيئة للغاية وفقدنا عددا من اللاعبين بظروف مختلفة وعلى اثرها فقدنا البطولة.. واضيف كذلك ان مشكلة الهلال في المواسم الماضية اعتماده على مجموعة معينة من الأسماء هذا الامر تغير وكان لابد ان يتغير اذا كان الفريق يبحث عن البطولات وانا لا اعتمد على اي لاعب سواء ياسر القحطاني او التايب او الشلهوب والتمياط وعزيز، الاسماء لا تهمني اذا كنت أبحث عن بطولات ويهمني كثيرا مستقبل الهلال بدعم اللاعبين الشباب. @ تحدثت كثيرا عن ضغوطات تؤثر على عملك ماهي بالضبط وما زالت تتحدث عنها حتى في يوم البطولة؟ - نعم هناك اشياء كثيرة تغيرت علي اهمها اختلاف البيئة الرياضية بين اوروبا وهنا واحتجت فترة للتأقلم معها ومعرفة النظام الاحترافي وتفكير اللاعبين وانا او أي مدرب يخوض هذه التجربة لأول مرة بحاجة للبقاء مع اللاعبين ساعات طويلة يوميا للاندماج معهم.. هناك تصادم لدي بسبب مشاكل اعاني منها حاليا ويتعلق جلها بالتنظيم واحتجت فترة طويلة لافهم مشاكل ترتيب المباريات والمؤثرات الفنية التي لم اعان منها او اتعامل معها في السابق، واللاعبون الدوليون كانوا يعانون لانهم يتعاملون مع طريقتين مختلفتين في النادي والمنتخب وكل مدرب بحاجة للوقت حتى يصل لمرحلة انسجام مع اللاعبين فمن الصعب ان يفهم اللاعب ماذا يريد المدرب منه اذا كان عائداً من المنتخب وتنتظره مباراة مهمة بعد ساعات وليس ايام ولا افهم لماذا توضع المباريات بهذا الشكل الذي يؤثر على مستوى الأندية والدوري بشكل عام ربما تكون هذه الأمور طبيعية بالنسبة لكم ولكن أنا أعتبرها أقوى المعوقات لأداء عملي بشكل صحيح.. التنظيم مهم جداً إذا كنتم تبحثون عن دوري قوي جداً وكرة قدم متطورة. @ يعاني لاعبو الهلال لياقياً فهل هذا يعود لقصور في أوقات التمارين؟ - أغلب الأيام يتمرن الفريق على فترتين صباحية ومسائية وبسبب الأجواء الحارة يكون تمرين اللاعبين في الصالات المغلقة ويخضعون لتمارين تقوية وغيرها.. أعمل على جدول منظم جداً وبرنامج يومي وأعود لأؤكد لو كان هناك تنظيم اكثر لتمكنا من قضاء ساعات أطول في أداء التمارين. @ التنظيم على أي صعيد تقصد.. داخل الأندية أو تنظيم المسابقات؟ - كلها حلقات متشابكة لا يمكن اخذ شيء بمنأى عن الآخر.. فمثلاً بعد مباراة للمنتخب خاض اللاعبون الدوليون مباراة الهلال والنصر، هذا متعب جداً لهم.. لا بد ان يكون هناك فاصل زمني وتنظيم في هذه المسألة ومع ماهو حاصل الآن ممكن ان يخسر المنتخب والناديان إذن الخسارة على الكرة السعودية بشكل عام هذا من جهة.. من جهة ثانية يجب التركيز على القاعدة من سن عشر سنوات وأقل بطرق حديثة والبحث المواهب في هذه السن وتطويرها بشكل علمي صحيح.. اللاعب السعودي يملك إمكانات هائلة وموهبة فطرية ولكن يفتقد للتأسيس الصحيح. @ هذا يقودنا لسؤالك عن اللاعبين السعوديين.. ماذا ينقصهم حتى يجتازوا مرحلة لازالوا يدورون في فلكها سنوات؟ - أولاً الاهتمام بالمدارس الكروية.. ومعنى ان تنشئ مدارس كروية بالمفهوم الذي أقصده ليس أن تجلس مدربين وتبني منشآت فقط.. بل يكون هناك منهجية عامة وعلى سبيل المثال المنتخب الفرنسي كان من أسهل المنتخبات وكثيراً ما يهزم والدوري الفرنسي كان سيئاً للغاية.. فانشأوا مدارس كروية متوافقة مع احتياجاتهم وتتوافق مع قدرات الناشئ الفرنسي من حيث البنية الجسمانية والفكر وتنمية الموهبة واستقطبوا المدربين بعناية فائقة حتى وصلت فرنسا لما وصلت إليه وأسست لها الآن مدرسة كروية خاصة لها سمعتها العالمية.. المدارس الكروية بحاجة للتركيز على أمرين التكتيك والتكنيك وهناك مهارات لن يتعلمها اللاعب ابداً طالما لم يتعلمها في سن صغيرة وهناك كثير من الأمور يطول شرحها وتحتاج لتفصيل موسع. @ إبعادك لبعض اللاعبين الكبار في بعض المباريات أرجعه البعض لمحاولتك فرض سيطرتك بعد أن كادت زمام الأمور من يدك! - هذا غير صحيح إطلاقاً.. أنا واللاعبون عائلة واحدة وهم إخوة صغار لي ومنذ ان توليت التدريب في الهلال أتعامل معهم كأصدقاء.. أعرف أن مثل هذه الأقاويل تدور لأنني لا أعتمد على اسم معين واللاعبون وكذلك المقربون من الفريق يعرفون هذا الأمر جيداً.. لا أفرق بين لاعب وآخر ولا يهمني ان يكون ذ ا سم كبير او صغير ما يهمني هو جدية اللاعبين في التمارين وتطيبقهم لما يطلب منهم وهذا حق مشروع لي كمدرب لأن العبرة في النتائج اولاً وأخيراً وهذا ما أكرره دائماً. @ في الفترة الماضية طالتك إنتقادات واسعة رغم ان الفريق يحقق نتائج جيدة لماذا برأيك؟ - متى كان هذا؟ @ خلال الشهرين الماضيين كان هناك إنتقادات جماهيرية وإعلامية وخاصة بعد التعادل مع القادسية وضياع نقطتين مهمتين في الدوري. - لكل مباراة ظروفها الخاصة.. بل وعلى العكس كل من أقابلهم يناقشوني في أمور فنية وأجد لديهم الرضا من عملي وكل تشجيع، لا يمكن ان يجد شخص الاجماع من كل الناس ولكن في المجمل الكثيرون ووفق ما نمر به من ظروف المس منهم الدعم. @ تدور أقاويل عن نية الادارة بإلغاء عقدك.. كيف ترى الموضوع من منظورك أنت ولماذا تنطلق حولك مثل هذه الشائعات؟ - سؤالك مهم جداً وأنا أستغرب كثرة الشائعات حولي وبداية من معسكر تونس قيل أن هناك إحتكاكاً بيني وبين الادارة وعندما سافرت لرومانيا قالوا انني لن اعود وكل فترة يقولون انني سأستقيل من عملي او ان الادارة ستقيلني مع أنني وقعت مع الهلال وأنا مقتنع تماماً وراضياً عن عملي واجد من الهلاليين كل دعم وإقتناع ويمكن ان يكون المقصود بمثل هذه الشائعات هو نادي الهلال ولست أنا شخصياً. @ كيف تقيّم عملك حتى الآن مع الفريق الهلالي؟ - جيد وفيه نوع من التحدي لأن العمل يأتي بسرعة وبشكل مضغوط، كان من الممكن تحقيق أفضل من ذلك.. وعموماً المدرب الذي يبحث عن تطوير وعمل مستقبلي وخاصة في فريق كبير كالهلال لن يرضيه شيء حتى يلمس النتائج.. والنتائج التي أبحث عنها لن تأتي بسهولة للأسباب التي ذكرتها لك سابقاً والتركيبة الرياضية هنا يلزمها تغيير جذري حتى تكون القاعدة هي الأساس في العمل الفني والاداري. @ رأيك بالثلاثي الأجنبي في الهلال خاصة وان طارق التائب وتفاريس يلعبان في الهلال قبل التعاقد معك؟ - لاعبون جيدون يملكون الامكانيات الفنية الجيدة وبيننا تفاعل جيد لخدمة النادي وهذا الكلام ينطبق على كل اللاعبين في الفريق وليس الاجانب فقط. @ هل ستسمر مع الفريق موسماً آخر؟ - برغم أهمية هذا السؤال إلا أنه لازال سابقا لأوانه ومن المبكر جداً الاجابة عنه. @ بصراحة، هل لديك الرغبة في الاستمرار؟ - حتى الآن لم أفكر بهذا الجانب إطلاقاً لأن تفكيري منصب الآن على عملي في هذا الوقت.. وأي مدرب يملك الرغبة في الاستمرار وفيما بعد سنجلس انا وإدارة الهلال ونتفاهم حول هذا الموضوع. @ في حالة استمرارك ماذا ستغير في الفريق؟ - من الطبيعي ان هناك اشياء كثيرة ستتغير خاصة وان الوقت سيكون في صالحي في موسم الصيف وسأعرض إستراتيجيتي للموسم القادم على الإدارة وحسب الرغبة المتبادلة بيننا. @ ماهي منهجيتك لما تبقى من منافسات الموسم خاصة وأن الأمور ستزداد صعوبة في الدوري وهناك فترة توقف إضافة لعوامل الارهاق والاصابات؟ - ان تنافس على ثلاث بطولات وفي وقت واحد امر في غاية الصعوبة لذلك لا بد من التعامل مع كل مباراة على حدة، وأنا آمل تحقيق كل البطولات الثلاث.. وبالنسبة لعوامل الارهاق وخلافه فكل شيء يعتمد علينا الآن وكيفية التعامل مع احداث الفترة المقبلة ولازال امامنا عمل كثير. @ ألا تخشى ان يصاب اللاعبون بالفتور بعد تحقيق كأس ولي العهد؟ - لا ولا يمكن ان يحدث ذلك، أنا متأكد من كلامي لسبب بسيط وهو ان النصر يجلب النصر.. وهذه البطولة اكبر دافع للاعبين لتحقيق بطولات اخرى والآن أرى في أعين اللاعبين حماساً شديداً لتحقيق كل بطولات الموسم. @ الكلمة أخيرة لك ؟ - نحن الآن على مشارف تحقيق إنجازات جديدة وأوجه رسالة لجماهير الهلال بأنها إذا ترغب بإنجازات جديدة عليها بدعم الفريق والمؤازرة لأن كل مباراة قادمة لنا تعتبر فاصلة وأتمنى من كل قلبي أن نتمكن من إسعادهم.. وأشكركم على هذا اللقاء.