سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محافظ تحلية المياه ل «الرياض»: نمتلك 18 % من محطات التقنية على مستوى العالم ولدينا خطة لتصدير تجربة المملكة للعالم التجمد الوظيفي في المؤسسة طبيعي ونسعى لاستحداث وظائف جديدة
كشف محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الدكتور عبدالرحمن بن محمد آل إبراهيم عن توجه المؤسسة لإخراج تجربة الممكلة في تحلية المياه إلى العالم، كعلامة تجارية يمكن أن تستفيد منها كل الدول عن طريق معهد البحوث الذي أنشئ لهذا الأمر، وبين أن تحلية المياه قطعت شوطاً كبيراً في توطين الصناعات المرتبطة بتشغيل محطات التحلية المنتشرة في مدن ومحافظات المملكة. واوضح في حوار ل «الرياض» أنهم استطاعوا تجاوز الكثير من التحديات التي مرت بها المؤسسة العامة لتحلية المياه خلال الفترة المنصرمة، وأطلق على الفترة التي تمر بها مشاريع تحلية المياه في الوقت الحالي بالفترة الذهبية من حيث ضخامة المشاريع خصوصاً بعد إقرار مجلس الوزراء مؤخراً دعم المؤسسة العامة لتحلية المياه بمبلغ 33 ملياراً، لإنشاء محطة تحلية إضافية بالمنطقة الشرقية بسعة مليون ونصف المليون لتر مكعب، وإنشاء خط أنابيب جديد بين الجبيل ومدينة الرياض وخط آخر ينقل المياه من رابغ إلى بريمان، ومن ثم إلى مكةالمكرمة عبر السيل الكبير. وفي مايلي الحوار الذي أجرته «الرياض» مع محافظ تحلية المياه والذي فضل من خلاله الإعلان لأول مرة عن مشاريع المؤسسة المستقبلية وأبرز توجهاتها خلال الفترة المقبلة: خطة لتوطين الصناعات المساندة في تحلية المياه * أعلنتم في وقت سابق عن خطة لتوطين الصناعات المساندة في تحلية المياه، إلى أين وصلتم في هذا الجانب؟ - بالفعل لدينا هذا التوجه بسبب الدراسات التي عملنا عليها والتي أكدت أن صناعة التحلية بالمملكة واعدة وتنبئ بمستقبل واعد حيث أن المؤسسة لديها إستراتيجيات لتوطينها داخلياً، حيث أن هذا الأمر حققنا منه ثلاث فوائد جوهرية، وهي أننا استطعنا تقليل التكلفة، وأيضاً الحصول على قطع الغيار بالجودة التي نريد، وكذلك إيجاد رافد جديد لتحفيز الصناعات الوطنية ودعمها وهو الأهم بالنسبة لنا، حيث نتوقع أن يرتفع معدل الاعتماد على الصناعات الوطنية إلى 15 % خلال الثلاث سنوات القادمة من إجمالي احتياج المؤسسة من قطع الغيار والذي يزداد عاماً بعد آخر بسبب التوسع في المشاريع. وبما أن المحطات التي ننشئها وتعمل على تحلية المياه المالحة، لديها عمر زمني لا يتجاوز ال 35 عاماً ثم نقوم بتجديدها وتطويرها وخلال هذه المدة فإن هناك مواد كيماوية وقطع غيار تستهلك بكميات كبيرة مجدولة لدينا ومعروفة كميتها وأنواعها منذ إنشاء المحطة وحتى انتهاء عمرها الافتراضي، وتقدر الميزانية المخصصة لقطع الغيار 500 مليون ريال سنوياً يتم صرفها على ما يعرف بالمستهلكات التي تسهم في الميزانية المخصصة لقطع الغيار تبلغ 500 مليون ريال سنوياً ووفرنا منها 136 مليوناً بفضل اعتمادنا على المنتجات الوطنية نتوقع ارتفاع معدل الاعتماد على الصناعات الوطنية إلى 15 % إجمالي احتياج المؤسسة من قطع الغيار تشغيل محطات تحلية المياه المنشرة في المملكة، من هذا المنطلق ومنذ أن بدأنا قبل 14 عاماً في إحلال المنتج المحلي بدلاً من المستورد حيث كنا في الماضي نستورد هذه القطع بمبلغ يفوق 276 مليون ريال من المصانع والشركات الأجنبية، بعدها قمنا بتحفيز المصانع الداخلية لعقد شراكات مع تلك المصانع في الخارج ونقل التصنيع إلى المملكة حيث قمنا بتوقيع عقود مع المصانع الداخلية طويلة المدة لدعمها لنقل التقنية إلى الداخل، ونتج عن ذلك أننا استطعنا توفير ما يقارب ال 136 مليون ريال من ميزانية قطع الغيار السنوية، بعد أن أصبحت تنتج داخلياً في مصانع سعودية بنفس الجودة. ونحن الآن نتجة إلى عقد مؤتمر يعنى بدعوة الشركات والمصانع السعودية وعرض ما يمكن تصنيعه عليهم مع ضمان الشراء منهم عند نقلهم لهذه التقنية إلى الداخل، بخلاف أن المؤسسة تسعى الآن لتوطين بناء محطات التحلية محلياً وليس قطع الغيار وحسب، حيث نجحنا بالفعل في بناء مبخرتين محلياً من أصل 6 مبخرات في محطة ينبع المرحلة الثالثة، حيث أن استيراد القطع الرأسمالية تبلغ كلفته ما يزيد على ال 10 مليارات ريال ويسعون لتوطين تصنيع جزء منه داخلياً. تجربة المملكة في تحلية المياه * الكثير من الدول استفادت من تجربة المملكة في تحلية المياه، لماذا لا يقوم مركز البحوث التابع للمؤسسة على تحويل هذه التجربة إلى علامة تجارية سعودية يمكن تصديرها؟ - قمنا بتحويل فكرة مركز الأبحاث ليصبح معهداً للدراسات والبحوث مستقلاً عن المؤسسة من حيث الهيكلة الإدارية والميزانية التشغيلية، كل ذلك من أجل أن يتواصل هذا المعهد مع الشركات العالمية المنافسة في تحلية المياه أو الشركات والدول التي تسعى للاستفادة من تجربة المملكة الفريدة، ويقدم لهم المشورة مباشرة دون الرجوع لنا، وقمنا بهذا التوجه بعد أن لاحظنا أن أغلب محطات تحلية المياه التي تنشئ في الدول الأخرى تستنسخ التجربة السعودية كما هي، وبعضهم يطورها بشكل آخر، وهنا أشير إلى أن المعهد قام بعقد عشرات الشراكات مع تلك المنشآت الخارجية التي تسعى للاستفادة من تجربة المملكة، ومنها على سبيل المثال شركة داو وشركة هيتاشي وشركة توري وشركة ساساكورا وغيرها الكثير، كما أشير إلى أنه المعهد حصل مؤخراً على 7 براءات اختراع في مجال تحلية المياه، الأمر الذي دفع ثلاث شركات يابانية للدخول للتفاوض مع المعهد للاستفادة من هذه الاختراعات وتقاسم الملكية الفكرية وتطويرها، بالإضافة إلى أن رؤية المؤسسة في هذا الجانب هي أن تصبح المملكة رائدة في هذه الصناعة محلياً وإقليمياً وأن يكون معهد البحوث هو البوابة لتصدير هذه الصناعة للعالم، وللعلم، هذا التوجه جعل المملكة الآن تمتلك 18 % من محطات التقنية في العالم. وصول المياه المحلاة إلى الباحة الصيف الحالي * هناك بعض المناطق لم تستفد من مشاريع تحلية المياه بالرغم من حاجتها الماسة لها خصوصاً وأنها قريبة من بعض المحطات الرئيسية، فمثلاً منطقة الباحةوجنوب محافظة الطائف قريبة من محطة الشعيبة ولا تستفيد منها.. لماذا؟ - بخصوص منطقة الباحةوجنوبالطائف فأنا ومن خلال صحيفة الرياض "أعلن" أنه وخلال صيف هذا العام 1435ه سيتم ضخ 80 الف متر مكعب بالمناصفة بين جنوب محافظة الطائف ومنطقة الباحة بمقدار 40 الف متر مكعب لكل منهما، حيث أن المشروع الآن يمر في مراحله النهائية انطلاقاً من محطة الشعيبة ومروراً بمحافظة الطائف ويصل إلى منطقة الباحة، ولم يتبق الكثير عن استلام المشروع والبدء في الضخ خلال الأربعة أشهر القادمة، بالإضافة إلى إمكانية زيادة هذه الكمية مستقبلاً متى ما احتاج الأمر لذلك وزاد الطلب على المياه المحلاة. كما أود تسليط الضوء على أن شبكة المياه الحديثة في الشقيق التي تزود عددا من المدن في جنوب المملكة، والتي ارتفعت قرابة 129 كيلو مترا عن مستوى سطح البحر إلى ارتفاع 2200 متر إلى مدينة أبها متجهة شمالًا إلى سبت العلايا بمسافة 225 كيلو مترا، ثم جنوبًا إلى ظهران الجنوب، هذا يشكل ما يقارب 1000 كيلو متر من شبكة المياه تعبر من خلال الجبال، كما أن الخطة الإستراتيجية للمؤسسة هو اعتماد تنويع مصادر الطاقة لتحلية المياه المالحة، حيث إننا حاليًا نستخدم أربعة أنواع من الوقود لتشغيل المحطات، مشيرًا إلى أن المؤسسة تستهلك يوميًا 300 ألف برميل مكافئ من النفط يوميًا. التجمد الوظيفي * هل هناك تجمد وظيفي بالفعل في المؤسسة العامة لتحلية المياه كما نسمع؟ - من الطبيعي في أي مؤسسة إدارية وجود تجمد وظيفي، فالأصل أن هناك قاعدة وظيفية متينة وسلما وظيفيا يتدرج عليه الموظف في حالة وجود شواغر فيما يعرف بالترقية، وكلما ارتفع الهرم الإداري إلى الادارة العليا تقل تلك الشواغر وهذا من البديهي من وجهة نظري، ولكن المؤسسة في هذا الجانب لم تقف مكتوفة الأيدي بل قمنا باستحداث الكثير من الوظائف خلال السنوات الثلاث الأخيرة ونسعى لفتح المزيد من الفرص، ولكن يجب أن نأخذ جانباً مهماً جداً وهو أن الموظف المؤهل والذي يمتلك الشهادات المناسبة هو من سيستفيد من هذا التوسع ويبقى فئة من الموظفين لديهم إمكانات محدودة من حيث التأهيل العلمي وكذلك القدرات، وهؤلاء يجب أن يستفيدوا من الفرص التي تطرحها المؤسسة باستمرار لتطوير أنفسهم ومؤهلاتهم إذا ماأرادوا التقدم الوظيفي في سلم المؤسسة، ومع هذا أعد جميع الموظفين بمستقبل أفضل وأكثر تطوراً وتقدماً. * وماذا عن التسرب الوظيفي بين فئة المهندسين والفنيين في المؤسسة الذي وصل إلى 7 % خلال العام الماضي وماذا عملتم للتقليل من ذلك؟ - بالفعل لدينا تسرب وظيفي وصل إلى 7 % خلال العام الماضي، وهذا أحد التحديات التي تواجهنا في المؤسسة الآن ونعمل على تلافيها، اصدقك القول أن موظفي المؤسسة يمتازون عن غيرهم بتأهيلهم العالي والمميز والذي جعل المؤسسة تنجح في أداء عملها، هذا التميز أصبح نقطة سلبية وجعل معدل الطلب يرتفع عليهم من لدن شركات أخرى وقطاعات عديدة في ظل ارتفاع الطلب بشكل عام على المهندسين والفنيين، ونحن الآن نسعى مع متخذي القرار لدعمنا في هذا الأمر بشكل كبير، سيما وأنه خارج عن صلاحيات مجلس إدارة المؤسسة وسيتم تقديم المزيد من المميزات للموظفين في سبيل الإبقاء عليهم مثل بدل السكن لمن لم يحصل على إسكان وكذلك التأمين الطبي وغيرها من المميزات الأخرى والبدلات التي تجعل المؤسسة بيئة جاذبة للعقول والكفاءات، ولدينا خطة لتقليل نسبة هذا التسرب خلال العام الحالي ونتوقع أن ينخفض إلى 4%. أبرز المشاريع * ماهي أبرز مشاريع المؤسسة التي تعملون عليها الآن بعد إنجاز مشروع رأس الخير؟ - دعني أوضح لكم هنا، أننا نمر بفترة ذهبية في المؤسسة العامة لتحلية المياه من حيث عدد وضخامة المشاريع نعمل الآن على مشروع محطة ينبع المرحلة الثالثة وكذلك مشروع العقير بالأحساء لضخ 25 الف متر مكعب من المياه لمنطقة العقير باعتبار أنها مقبلة على مشاريع كبيرة، وكذلك محطة رابغ بواقع 600 الف متر مكعب لتغذية رابغ ومنطقة خليص والكامل ومنطقة شمال جدة ومن ثم منطقة مكةالمكرمة وما جاورها، حيث ستصل المياه المحلاة لمنطقة مكة الكرمة من مصدرين هما الشعيبة حالياً ومحطة رابغ وكذلك الحال بالنسبة للطائف ومحافظة جدة، لتعزيز توفير المياه في ظل الطلب المتزايد عليها، كما ندرس الآن استبدال محطة جدة 3 والتي أوقفت قبل ثلاثة أشهر لبحث إمكانية زيادة الإنتاج إلى 400 الف متر مكعب في جدة، ومن المشاريع التي تمر بمراحل البدء في التنفيذ أيضاً مناطق الساحل الشمالي، في كل من محافظة الوجه وحقل وأملج وضباء وأخيراً محطة الخفجي التي تمر الآن بمراحل التنفيذ والتي ستعمل "بالطاقة الشمسية" حيث أن المؤسسة حاليًا تعمل مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في مبادرة خادم الحرمين الشريفين لاستخدام التحلية في الطاقة الشمسية، ونحن الآن نباشر معهم في إنشاء أكبر محطة لتحلية المياه في العالم بالطاقة الشمسية في الخفجي، وهي عبارة عن 30 ألف كيلو متر مكعب من الخلايا الشمسية وجميع الخلايا الشمسية على مشارف الانتهاء من تصنيعها والعقد لإنشاء المحطة تم توقيعه ومتابعة المقاول في تنفيذ هذه المحطة، وهذه تعتبر خطوة من خطوات أخرى، حيث سيكون هناك محطة للطاقة الشمسية في المنطقة الغربية ونحن نناقش معهم من أجل نقل 300 ألف متر مكعب من المياه. التسرب الوظيفي أحد التحديات التي تواجهنا في المؤسسة حاليا مشروع رأس الخير لتحلية المياه المالحة