أبلغ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مسؤولا رفيعا من جنوب السودان يوم الخميس أنه يجب على حكومة جوبا أن توقف القتال الدائر في هذا البلد الأفريقي. جاءت هذه الدعوة في وقت لوحت فيه وزراة الخارجية الأمريكية بالتهديد بفرض عقوبات. وفي اجتماع مع أوان رياك الوزير بمكتب رئيس جنوب السودان قال كيري "لن نقف موقف المتفرج وعناصر قصيرة النظر وهدامة تحتجز آمال هذا البلد رهينة." وقد تسببت حرب أهلية في جنوب السودان بين الحكومة والمتمردين في أزمة إنسانية في هذا البلد الذي استقل عن السودان في عام 2011 لكنه يعاني منذ ذلك الحين من الفوضى. وقتل آلاف ونزح نحو مليون شخص عن ديارهم بسبب الصراع الذي تواجه فيه فصائل من قبيلة الدنكا التي ينتمي إليها الرئيس سلفا كير قبيلة النوير التي ينتمي اليها نائبه السابق ريك مشار. وقالت وزارة الخارجية إن كيري عبر عن "قلقه البالغ" من هذا الوضع وحث الحكومة على "ان توقف على الفور القتال وتتيح وصول الإمدادات الإنسانية بشكل كامل وتمنع المضايقات والتهديدات التي تتعرض لها بعثة الأممالمتحدة." ودعا كيري قادة جنوب السودان إلى "إعطاء الأولوية لمصالح شعب جنوب السودان على مصالحهم الشخصية أو العرقية." في الاطار ذاته أكد مساعد وزير الخارجية المصري لشئون دول الجوار السفير محمد بدر الدين حرص بلاده البالغ على دعم السلام والاستقرار في جنوب السودان واستعدادها الدائم في المساهمة في الجهود المبذولة لهذا الغرض من خلال دعم جهود الوساطة التي يتولاها الايجاد، بالإضافة الى المساعدات الانسانية التي قامت مصر يتوجيهها لشعب جنوب السودان منذ بداية الأحداث. وأشار السفير زايد خلال لقائه الخميس مع وزير التعليم الجنوب سوداني جون جاي والوفد المرافق له إلى ضرورة الاستفادة من الزخم الحالي في العلاقات الثنائية على مجموعة من الخطوات لبناء شراكة متميزة بين البلدين. وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان صحافي إن جرى خلال اللقاء بحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك والعلاقات الثنائية بمفهومها الشامل نظرا لطبيعتها الاستراتيجية، كذلك تمت مناقشة سبل تفعيل المنح والمساعدات في مجال التعليم من خلال النظر في دراسة برنامج تنفيذي بين البلدين في مجال التعليم بهدف وضع وهيكلة الاتفاقيات المبرمة قيد التنفيذ بشكل دقيق وسبل تطويرها. وجه الوزير الجنوب سوداني شكر حكومته للدعم التي تقدمه مصر في كافة المجالات والذي كان واضحاً من قبل استقلال دولة جنوب السودان واستمرت في تقديمه على الرغم مما كانت تعانيه دولة جنوب السودان في الفترة الأخيرة من ظروف داخلية. كما ناقش الاجتماع كيفية التعاون بين الجانبين والنظر في بحث السبل الكفيلة لتشغيل العديد من المشروعات المصرية بجنوب السودان في مجالات التعليم والكهرباء والزراعة والتي مازالت تعاني من البطئ في تنفيذ وعدم تشغيله. وأعرب السفير الجنوب سوداني في القاهرة -الذي حضر اللقاء- من ناحيته عن تقديره للدعم المصري المقدم إلى جنوب السودان في الأزمة الراهن والتواصل رفيع المستوى القائم بين الجانبين بشكل مستمر، منوها في هذا الإطار لما شهدته الفترة الأخيرة من زيارات لوزيري الخارجية والدفاع والأمن الجنوبيين إلى القاهرة.