أكد الدكتور تيموني تشارلز المحلل السلوكي في جامعة نيفادا رينو الأمريكية أن اللعب شيء أساسي ويعتبر حجر الزاوية في حياة أي طفل وبالأخص أطفال التوحد يستطيع الآباء من خلال الدخول لعالم أطفالهم وكسر عزلتهم ومشاركتهم المرح واستغلال اللعب لتحسين مستوى طفلهم وإكسابه بعض المهارات الاجتماعية المفيدة له. وأضاف الدكتور تشارلز، في ورشة عمل تحليل السلوك التطبيقي للأهالي، التي شاركته فيها الدكتورة كريستين ماري دكتورة التحليل السلوكي بجامعة نيفادا رينو الأمريكية، ونظمها مركز أبحاث التوحد بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، أن اللعب بالنسبة للأطفال جميعاً شيء مهم ومرحلة من مراحل التعلم، فاللعب يطور حركات الأطفال العضلية، وينمي مهاراتهم الاجتماعية، بمحاولة التنافس مع الآخرين ومشاركتهم. وبين تيموني أن أغلب أطفال التوحد يعانون من صعوبة في إيصال مشاعرهم سواءً بالتواصل أو بالكلام، مما يجعلهم معزولين ولا يجيدون التعبير عن أنفسهم، فمن المهم جداً بل ومن الضروري أن يقوم الأهل باللعب مع طفلهم التوحدي أكبر قدر ممكن، لكي ينموا لديه بعض المهارات الاجتماعية، ويجعلونه يتواصل معهم ويتكلم ويشارك معهم في المشاعر، مما يقوي صلة الأطفال بأهلهم ويكسب الأطفال نوعاً من الثقة بأنفسهم. الدكتور تيموني تشارلز وأشار الدكتور تشارلز أن أغلب أهالي أطفال التوحد يعانون من عدم رغبة أبنائهم في اللعب معهم، مفضلين اللعب بشكل منفرد وبطريقة خاطئة، واقترح دكتور التحليل السلوكي بجامعة نيفادا رينو الأمريكية أن يعمد الأهل إلى جذب انتباه أبنهم بمحاولة مفاجأته وإثارته، ويلجؤون إلى مكافئته حال قيامه باللعب معهم من خلال تقديم حلوى مفضلة مثلاً، أو ضم الطفل ودغدغته وإظهار مشاعر الحب تجاهه، تشجعه على تكرار اللعب معهم. كما تحدثت الدكتورة كريستين ماري عن بعض أساليب اللعب المفضلة مع طفل التوحد، بدءا من أعوام عمره الأولى وذلك بالابتسام له وهز الرأس وحثه على تقليد حركاتهم، وفي أعمار أكبر عن طريق ألعاب التركيب والبناء أو الألعاب التي تهتز وتصدر أصواتاً، ثم طريقة اللعب بالتقليد وطريقة اللعب بتنفيذ الأوامر، مشيرة إلى أن الانتقال من مرحلة التقليد إلى مرحلة تنفيذ الطفل للأوامر المطلوبة منه يحتاج كثيراً من الوقت والصبر. وشددت الدكتورة كريستين على أن اللعب من خلال التقليد وتلقي الأوامر هو حجر أساس للعب مع طفل التوحد، وذلك سيأخذ وقتا طويلا جداً حتى يعرف الطفل كيف تستخدم الأدوات والألعاب بالطريقة المثلى، قبل الانتقال لمرحلة اللعب التمثيلي، مؤكدة أن اللعب عن طريق التقليد والتمثيل ينمي من مهارات طفل التوحيد، ويكسبه بعض المهارات الأساسية التي تفيده في الاحتكاك مع البيئة الخارجية خارج المحيط المتواجد فيه. ونوهت ماري بضرورة أن يتعلم طفل التوحد من خلال اللعب بعض القيم الأساسية، كاحترام الوقت واحترام الأدوار في اللعب، وكيفية استخدام الأدوات بالطريقة المثلى، والتدرب على ذلك مراراً حتى يتقن الطفل طريقة الاستخدام الصحيح للألعاب والأدوات، فأن كان الطفل يلعب بطريقة خاطئة يجب إقناعه بالطريقة الصحيحة ولو أخذ ذلك وقتاً طويلاً.