أكد عدد من الاقتصاديين ومسؤولي المبيعات في عدد من الشركات السعودية، حدوث تحول كبير في هيكلة السوق بالنسبة للمنتجين العالميين إلى المنتجين الثانويين، عقب ارتفاع الطلب على السلع ذات الجودة الرخيصة بأكثر من 30 في المئة. ولفتوا إلى أن نسبة التراجع على السلع عالية الجودة من الماركات العالمية تتراوح بين 30 و50 في المئة، ما يدعو إلى أهمية إعادة قراءة السوق، من خلال قوة سلوك المستهلك، الذي اتجه إلى البحث عن بدائل أخرى رخيصة. وقال مدير المبيعات والتسويق في شركة حلواني فواز تكريتي ل«الحياة»، إن «السلع الرخيصة تشهد طلباً كبيراً من مختلف فئات المتسوقين، إضافة إلى أن هناك تراجعاً في الكميات المطلوبة من أية سلعة، وذلك عقب الأزمة العالمية التي أثرت بشكل كبير في كثير من السلع والماركات العالمية، وتسببت في تكدسها في الكثير من الأسواق والمراكز التجارية». وبيّن أن المستهلك يملك وعياً كبيراً، ولديه القدرة على ارتياد أكثر من سوق، للبحث عن السلع الرخيصة والعروض المخفضة، ما تسبب في تراجع الطلب على السلع العالمية ذات الأسعار المرتفعة، بنسبة تجاوزت 30 في المئة. ولفت تكريتي إلى أن السعودية من أقل الدول تراجعاً في حجم الطلب على الماركات العالمية، إذ إن هناك دولاً مجاورة تجاوز حجم التراجع فيها 40 في المئة، ما يشير إلى أن السلع ذات الأسعار المرتفعة تشهد تكدساً في الأسواق، وبالتالي ستضطر الشركات إلى خفض أسعار تلك السلع. وذكر أن السلع الرخيصة المستوردة من الصين تشهد طلباً كبيراً من المستهلكين، وهذا يؤكد أن البحث عن البدائل وتكوين قاعدة استهلاكية جديدة هما السمة الرئيسية للمرحلة المقبلة. من جهته، أكد مشرف المبيعات في شركة أسواق الجزيرة مرسي إبراهيم، أن الطلب على السلع ذات الجودة العالية تراجع بنسبة تتراوح بين 25 و30 في المئة، في الوقت الذي بدأت فيه كثير من الشركات التنافس على طرح عروض وأسعار مخفضة لجذب المستهلك. وبيّن أن سلع الماركات العالمية تشهد تكدساً في كثير من الأسواق، متوقعاً أن تشهد المرحلة المقبلة تراجع أسعار كثير من السلع، خصوصاً أن كمية المشتريات لدى المستهلك تراجعت بشكل كبير. ويقول رئيس «دار الدراسات الاقتصادية» الدكتور عبدالعزيز الداغستاني: «إن المرحلة المقبلة ستشهد تحولاً في هيكلة السوق السعودية من المنتجين العالميين إلى المنتجين الثانويين حتى على مستوى السلع المعمرة، وذلك نتيجة لتداعيات الأزمة العالمية، وارتفاع أسعار كثير من السلع العالمية». وبيّن أن السوق السعودية تشهد تسويق نوعين من المنتجات، الأول غير معروف وذو جودة منخفضة، ويشهد طلباً كبيراً من المستهلكين، والثاني منتجات الماركات العالمية، والتي تشهد تكدساً وتراجعاً في الطلب عليها، بسبب الضغط على موازنة الكثير من الأسر. ودعا داغستاني الشركات ووكلاء مختلف المنتجات إلى قراءة واقع السوق الاستهلاكية السعودية، الذي يعتبر الموجّه للسوق في المرحلة المقبلة، عقب تراجع الطلب على كثير من السلع الاستهلاكية العالمية بنسبة تتراوح بين 30 و50 في المئة.