لا يختلف اثنان على حجم التألق الذي قدمه نجوم النصر والحضور الذهني الفني الكبير في جل منافسات الموسم المنصرم، وهو التألق الذي منح النصر التفوق وساهم كثيرا في تتويجه بلقبين من أصل ثلاثة ألقاب محلية، وسط ترابط الخطوط الصفراء وإبداع لاعبيه في مختلف المراكز ومن خلفهم دكة بدلاء قوية تعوض غياب أي نجم من اللاعبين الأساسيين، فلم يختلف النصر كثيرا ولم يتأثر بغياب أي من نجومه فالبديل الكفء كان حاضرا لاستثمار الفرصة وتقديم أقصى مالديه. إلا أن أهم العوامل التي رسمت الإستراتيجية الصفراء نحو تحقيق البطولات هذا الموسم، ومهدت لعودة قوية لمنصات التتويج بعد غياب طويل كانت العلاقة الثنائية النموذجية التي ربطت رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي والمدرب الارغوياني كارينيو، وهي العلاقة القوية التي أحاطت اللاعبين بالطمأنينة والأداء المركز، في بيئة مثالية تشجع على العطاء والإبداع لمحها الكثيرون، فالرئيس كان حاضرا دوما في دكة البدلاء مؤازرا وداعما للاعبيه، يشعرهم بهيبة المباريات وأهميتها، قريبا منهم في كل الأحوال والأوقات قبل وبعد، يقف بينهم كعنصر واحد من عناصر منظومة متكاملة متناغمة، يشد همهم ويطلق طاقاته كقائد إداري ينتظر ثمار جهده. المدرب يستقبل اللاعب المستبدل بالعناق ويربت على كتف البديل بحماس، مشهد من الواقع تابعه الجميع في مباريات النصر هذا الموسم، ووقف له الكثيرون احتراما بعد أن عدوه واحدا من أسلحة المدرب النصراوي النفسية قبل الفنية، ولمحة رائعة تؤكد مثالية العلاقة بين المدرب ولاعبيه، بعيدا عن الرسمية وتصنع الموقف، فزاد المدرب على تألقه الفني إبداعه في ملامسة مشاعر اللاعبين وتفهم حاجاتهم النفسية قبل واجباتهم الفنية. بعد نهاية المباراة كان يلتف الجميع الرئيس، المدرب واللاعبين في أسرة واحدة تتقاسم الفرح بانتصار جديد وتستثير الهمم معاً نحو انتصار آخر، فالرئيس والمدرب في النصر هذا الموسم علاقتهما صنعت أنموذجاً يحتذى في قيادة المنظومة العناصرية النصراوية، توافقها وانسجامها معا في بوتقة العمل الإداري والفني ساهم كثيرا في تفوق النصر وحصده لبطولتين بعد غياب طويل، هذه العلاقة المميزة تصدرت أدوات النجاح النصراوي هذا الموسم، وظهرت جلياً بعد كل انتصار نصراوي، لتكون الصورة أكثر تعبيراً وأدق وصفاً لما يجمع الاثنين من تفاهم وثقة متبادلة في قيادة النصر وروح واحدة، صنعت أفراحاً نصراوية تغنت بالعودة إلى منصات الذهب والتتويج باثنتين من كبرى البطولات المحلية.