تشهد مملكتنا العربية السعودية خلال هذه الأيام الأصداء الإيجابية الأعظم على مر تاريخها المرصع بذهب الإنجازات المختلفة على إثر الأمر الملكي الحكيم القاضي بالاختيار الموفق للأمير المحنك سياسياً وعسكرياً مقرن بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد ومبايعته ولياً للعهد في حال خلو ولاية العهد ومبايعته ملكاً للبلاد في حال خلو منصبي الملك وولي العهد في وقت واحد. إن صدور مثل هذا القرار المفصلي في تاريخ الدولة السعودية التي تقف دوماً بجسارة وسمو مما جعلها عصية على أرباب الفتن والتحريض ممن يريدون لها الزعزعة الأمنية عبر الزج بها في ألعوبة ما يسمونه بالربيع العربي. لقد كان اختيار مليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز-حفظه الله- لهذا التوقيت الذي يقترب من العام التاسع لذكرى بيعته الميمونة؛ ليضيف إنجازا متجددا لإنجازاته العديدة والحافلة على كافة الأصعدة المحلية والخارجية وكأن هذا المليك الفذ يقول لشعبه المحب له: أنت سعودي.. إذاً ستبقى آمنا في دولتكم الإسلامية الحديثة التي تستمد قواها وعظمتها من كتاب الله عز وجل ومن سنة نبيه الكريم -صلى الله عليه وسلم-. ولا شك إن مضامين الأمر الملكي بُني وفق رؤية حكيمة وتبلور في مرونة فريدة تعكس سلاسة ويسر النهج الملكي في التعاطي مع القضايا المصيرية لوطن العز والإباء؛الذي رسم فيه مواطنيه أنبل صور التلاحم والتكاتف الوطني إبان مراسيم بيعة سمو ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز مما أفسد كل محاولات التنجيم والتأليف المستمرة والمستهدفة بث إشاعات الفتنة من قبل أعداء وحدة هذه الوطن المعطاء فنجدهم بين الفينة والأخرى يستغلون المضطربين نفسياً للإساءة إلى الوطن وقيادته وعلمائه وشعبه عبر شبكات الإعلام الاجتماعي كتويتر ويوتيوب متجاهلين بأن هذا الوطن سماء لا تطالها أفعالهم الوضيعة. لقد وجه للشعب حبيبه عبدالله بن عبدالعزيز رسالتين هامتين تضاف إلى بحور رسائله الأبوية الكريمة ؛ حيث أوضحت رسالته الأولى لنا كيف لنا كسعوديين أن نُحسن التعامل مع معترك القضايا المفصلية بحكمة تتجلى نجاحاته باتخاذ القرارات ذات الرؤية الثاقبة في الوقت المناسب وبسلاسة للحفاظ على أمجادنا الوطنية؛ كما تمحورت رسالته الثانية حول ضرورة المحافظة على وحدتنا الوطنية والتآزر على الخير والاعتصام بحبل الله والتعاون على هداه الباعث لنعمة الأمر والاستقرار في أعظم بقاع الأرض بلادنا الغالية. #ماذا_لو: عِلم كل مواطن بأن انتماءه الحقيقي لهذه البلاد يستوجب عليه القيام بمسؤوليات المواطنة الصالحة قولاً وعملاً حتى يكون سعودياً آمناً في سربه ومعافىً في بدنه، يجد قوت يومه وبالتالي سيشعر بأن الدنيا حيزته له بما فيها.