مشكلة التسول عند إشارات المرور أخذت بالظهور مرة أخرى، بعد أن اختفت لشهور، وتوقعنا أنها انتهت، لكن مع الأسف الشديد، بدأنا نشهد عودة الأطفال وكبار السن إلى ممارسة عادة التسول بين السيارات المتوقفة عند الإشارت، وأخذت المناظر غير الحسنة التي اختفت، تعود. مثل هذه المناظر غير الحضارية، التي تشكل خطراً على المتسول وتعكس صورة غير جيدة بمنظرها العام، لابد من الحزم في التعامل معها وعدم التهاون في تركهم يجولون ويصولون بين الإشارات، ويجلسون عند أبواب المساجد، ليستدروا عطف الناس، خاصة النساء بجلوسهن ووضعهن لأطفال رضع يبكون، يجعلونك تنظر وتتألم لوضع هؤلاء الرضع المساكين، أو الأطفال الذين لا ذنب لهم، لتخرج أي مبلغ وتعطيهم إياه. مشكلة التسول مزعجة للغاية، وطيبة أبناء هذا الوطن، يستغلها مثل هؤلاء بوقوفهم في الأجواء المختلفة، وبمناظر ترق لها القلوب، وبحركات معينة، تجعل الكثير يخرج مبلغاً من المال ويمده دون تفكير، والغريب بالأمر أنك عندما تمد ماءً أو وجبة، لا يتم أخذها، وبكل برود ينصرف عنك. نعرف أن المحتاج يأخذ القليل ويكفيه، أما هؤلاء فلا يودون غير المال، وتركهم سيجعلهم يزدادون أكثر وأكثر، لذا نتمنى من كل الجهات ذات العلاقة عدم تركهم، والحزم في اتخاذ كل الإجراءات النظامية بحقهم، أيضاً نحن يجب أن نكون عوناً للجهات المسؤولة بتعاوننا معهم وعدم إعطاء مثل هؤلاء، لأننا بذلك نساهم في الحد من انتشارهم بشكل أكبر، أما أن نعطيهم ونطالب الجهات المعنية بملاحقتهم والقبض عليهم فهذا لن يجدي طالما أنهم يجدون من يعطيهم، فالمسؤولية قطعاً مشتركة بيننا جميعاً، ويجب أن نتعاون ونتكاتف للحد من هذه الظاهرة. حفظ الله وطننا وأدام علينا نعمة الأمن والأمان.