ما أجمل الهلال حينما يلعب كرة القدم السهلة والممتعة والخالية من التعقيد، ما أجمله وهو يلعب كالشطرنج يهاجم بذكاء ويدافع بدهاء، أمام السد في آسيا لم يكن مجرد لقاء، بل معركة عنوانها الأول: نكون أو لا نكون، معركة تاريخ وهيبة وكبرياء. معركة كان جمهور الهلال فيها كالجنود يدافع عن "الملكي" بحضور رائع وتفاعل أروع وبتيفو جميل ودعم أجمل، إنه الرقم الصعب متى ما حضر بكبريائه حضر الهلال، وكان ياسر القحطاني فيها وزير المعركة يتحرك في كل الاتجاهات، بذكائه وخبرته رسم طريق الانتصار وبتحركاته وتمريراته بالنقاط الثلاث طار، لم يترك للخصم لحظة تفكير، فقاتلهم من الثواني الأولى حتى الرمق الأخير. أما ناصر الشمراني فكان حصان الهلال الذي يقفز ليقفز بهلاله بعيداً، في كل خطوة له هدف، وفي كل هدف رغبة، يتحرك بشكل مدروس، ويسجل ليقول للهلاليين ارفعوا الرؤوس، وكان سلمان الفرج كالقلعة، يكتب بحروف أنيقة جداً:الوصول لمرمى الهلال محال، فأنا وزملائي بالروح والعزيمة، لا نعرف الهزيمة. إنها ليلة الشطرنج ليلة التخطيط والمهارة والذكاء، الليلة الأجمل التي قال فيها الهلال بصوت عال للسد:كش ملك ! ليلة الخماسية التي كتب فيها الهلال أنا (نادي القرن) في آسيا،الذي متى ما عاد، فإنه يصبح الجلاد، يجلد الشباك فينفض غبارها وغبار كل إخفاق ! ليلة احتار الجميع فيها هل يتفرج في اللاعبين أم الجمهور في المدرج، وليلة اختار الهلال فيها الرد على الأفلام الهندية، وحولها لرعب بعد أن كانت كوميدية. ليلة سامي الذي أدار اللقاء بعلو تكتيك، فيه الواقعية وسيلة واستثمار كل الفرص الممكنة غاية، بقي أن أشير بأن جمهور الهلال كتب أتاك، فقال النجوم نحن فداك، فهاجموا بقوة واتخموا الشباك، وقالوا لآسيا (أتاك الهلال أتاك)!