بعيداً عن تعقيدات الأزمة السورية، والمخاوف الناجمة عن البرنامج النووي الإيراني، أو حتى أزمة السلام في الشرق الأوسط وغيرها من المواضيع التي جرى بحثها في القمة الأخيرة التي جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله - والرئيس الأميركي باراك أوباما، بعيداً عن كل ذلك يحتل المكان مساحة بارزة في هذا الحدث. "روضة خريم" أو كريم كما ينطقها الإعلام الأجنبي التي احتضنت هذه القمة تحولت من متنزه طبيعي على أطراف مدينة الرياض إلى رمز سياسي بارز سيشكل علامة فارقة في السياسة الدولية في مستقبل الأيام. في الماضي كنا نسمع عن منتجع كامب ديفيد الشهير الذي شهد اللقاء الذي جمع بين الرئيس المصري أنور السادات ومناحيم بيغن رئيس وزراء إسرائيل في عهد الرئيس الأميركي جيمي كارتر، والقمة بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس وزراء إسرائيل أيهود باراك في ولاية بيل كلينتون، ومنذ ذلك الحين لم يغب اسم "كامب ديفيد" عن أي مفاوضات أو حديث عن عملية السلام في الشرق الأوسط. والآن وبعد الاهتمام الذي حظيت به القمة التي جمعت الملك عبدالله بالرئيس أوباما والملفات الساخنة التي تم طرحها في تلك القمة سيبقى المكان حاضراً في أي حديث أو رصد لتطورات الأزمات الراهنة بكافة أبعادها وتطوراتها. وبعد أشهر من الآن وربما بعد سنوات سنقول بأن ما دار في هذه القمة رسم ملامح الحل أو على الأقل وضع المنطقة على المسار الصحيح بعد عودة المياه إلى مجاريها بين الحليفين الاستراتيجيين هنا في روضة خريم.