يخشى بعض المرضى تناول عقار الثيروكسين، ويحذر الناس من خطورته، بينما هو عقار اصطناعى مماثل للهرمون الذى تفرزه الغدة الدرقية وهذا العقار جيد التحمل ويكاد يخلو من الأعراض الجانبية طالما أن استخدامه يتم بالشكل الصحيح وبالجرعة المناسبة تحت إشراف طبي، ويعتقد البعض أنه ما أن يبدأ المريض العلاج بعقار الثيروكسين فلن يستطيع إيقافه نهائياً، وهو مفهوم قد يكون صحيحاً فى حالات الاستئصال الكامل للغدة الدرقية أو بعد العلاج باليود المشع، لكن هناك بعض الحالات الأخرى التى يوصف فيها العقار بشكل موقت مثل بعض حالات التهاب الغدة الدرقية الحادة والتى قد تحدث نتيجة لالتهاب فيروسي أو التي قد تتبع الحمل، حيث يكون خمول الغدة وقتيا وقد تتحسن وظائف الغدة ذاتيا بعد ذلك حيث يمكن الاستغناء عن العلاج. ويعتقد أن الجرعات العالية من هرمون الثيروكسين تضر القلب وتؤدي الى هشاشة العظام وهذه المعلومة خاطئة فالدراسات الحديثة تشير إلى أن تناول العقار بالجرعة المناسبة للمريض هو صمام الأمان وليس له أي مضاعفات على القلب أو العظام طالما تمت المحافظة على معدل طبيعي للهرمون بالدم، ويجب أن نعلم أن الجرعة المناسبة قد تختلف بشكل كبير من مريض إلى آخر وذلك حسب نوع مرضه ووزنه وعمره واستجابة جسمه للدواء. وعلى النقيض فإن الجرعة إذا كانت أقل من المطلوب فذلك يؤدي إلى قصور الغدة الدرقية سواء كان ظاهراً أم لا (القصور الدون السريري- والتي تزداد فيها نسبة الهرمون المحفز للدرقية فى ظل معدلات طبيعية لهرمون الغدة الدرقية)، وهذا القصور مرتبط بالعديد من أمراض القلب المختلفة وكذلك فقد ثبت حديثاً زيادة نسبة هشاشة العظام فى هذه المجموعة من المرضى. ويخاف بعض الناس من تأثير عقار الثيروكسين على الطفل وتقوم السيدات بالتوقف عن تناول دواء الثيروكسين أثناء الحمل والرضاعة، وقد ذكرنا من قبل فإن هذا الدواء آمن جداً ويجب أن لا تتوقف المرأة عن تناوله أثناء الحمل أو الرضاعة بل إن احتياجها من الهرمون يزيد بنسبة 25 - 50% أثناء الحمل، ولكي نرفع من درجة اطمئنان المرأة فيجب أن تعلم أن منظمة (إف دى إيه) الأمريكية قد صنفت العقار تحت المجموعة (أ) وهى المجموعة التي تحوى العقاقير الآمنة تماماً أثناء الحمل، فنمو الطفل داخل الرحم يحتاج إلى معدل طبيعي من هرمون الثيروكسين ومن الضروري أن لا يحدث قصور بمستوى الهرمون أثناء الحمل لأن له آثاره الخطيرة على كل من الأم والجنين، فالأم قد تصاب بفقر الدم مع ضعف بالعضلات وارتفاع ضغط الدم وقد تحدث عيوب بالمشيمة وزيادة في معدل نزيف ما بعد الولادة وفي الحالات الشديدة هبوط احتقاني بعضلة القلب، أما بالنسبة للجنين فقد يصاب بعيوب خلقية خطيرة مع نقص بالنمو الجسدي والإدراكي وتزداد نسبة الإجهاض والوفاة داخل الرحم لا قدر الله، أما بالنسبة للرضاعة فالمحافظة على المعدل الطبيعي للهرمون بالدم متطلب ضروري لتكوين اللبن بشكل منتظم وقد أثبتت الدراسات أن معدل إفراز الهرمون في اللبن يحدث بشكل ضعيف، لذا يجب الحفاظ على معدل طبيعي للهرمون في الدم مع تجنب الزيادة عن المعدل الطبيعي والذي قد يصاحبه زيادة نسبة الهرمون في اللبن مما قد يلحق الضرر بالطفل. * قسم الغدد الصماء والسكر