كثير من الناس يعانون من آلام مزمنة وقد تكون شديدة في منطقة أعلى الظهر في الناحية الداخلية لعظمة لوح الكتف فهذه الآلام عرفها القدماء وكانوا يسمونها الأبهر أو المشق أو الملع أو الملخ. وفي الواقع فإن هذا المرض منتشر بكثرة ويعاني منه الآلاف وعندما يصبح شديداً ومزمناً فإنه يؤثر على حياة المريض أو المريضة. ولكن ماهو هذا المرض وكيف يمكن تشخيصه وعلاجه وتفاديه. التهاب عضلات لوح الكتف أما منطقة الكتف هي منطقة شديدة الحركة ولكي يستطيع الجسم توفير هذه الحركة فإن هناك خصائص تشريحية خاصة بهذه المنطقة. فمثلاً فإن العظمة المعروفة لدى العامة بعظمة لوح الكتف هي عظمة رئيسية تربط الجزء الأعلى من عظمة الذراع بهذه العظمة وبعد ذلك ترتبط بجذع المريض. ولكي يكون هناك مجال كبير من الحركة في منطقة الكتف فإن هذه العظمة لا ترتبط بقوة لبقية عظام الجسم ولكن تحيط بها العديد من الأربطة القوية والعضلات التي تحافظ على وضعها الطبيعي وفي نفس الوقت تمكنها من التحرك بحرية. هذه العضلات تغلف عظمة لوح الكتف وتربطها في الذراع والساعد وبمنطقة أعلى الصدر وبمنطقة أعلى الظهر وأيضاً بمنطقة الفقرات العنقية السفلى. ولذلك فإن هذه العضلات قد تكون عرضة للإجهاد والالتهابات خصوصاً لدى الأشخاص الذين يستخدمون أيديهم وأكتافهم بشكل متكرر مثل الرياضيين والذين تطلب أعمالهم مجهوداً جسدياً. هذه المجهودات تؤدي إلى أن تلتهب هذه العضلات التهاباً غير جرثومي مما يؤدي إلى ظهور أعراض المرض المعروف بالتهاب عضلات لوح الكتف أو ما يعرف لدى العامة بالأبهر. وفي بعض الحالات قد تكون الأعراض حادة تظهر نتيجة مجهود معين. الأعراض والتشخيص في الواقع ان الأعراض التي يشعر بها المريض أو المريضة في المنطقة الداخلية من عظمة لوح الكتف التي تقع في أعلى الظهر أو في أسفل منطقة العنق. هذه الآلام تشتد حدتها مع بذل المجهود ومع تحريك الرقبة أو تحريك الكتف والذراع. أيضاً تزداد شدة هذه الآلام عند التعرض للبرد أو الخروج من الحمام إلى غرفة مكيفة أو عند القيادة لفترات طويلة أو عند الجلوس أمام الكمبيوتر لفترات طويلة أو عند استخدام الهاتف الجوال لفترات طويلة. كما أن بعض المرضى تزداد لديهم شدة الآلام عند التعرض للمجهود البدني أو المجهود النفسي. بالرغم من أن الغالبية العظمى من الحالات تكون الآلام فيها بسيطة إلى متوسطة إلا أنه في حالات قليلة تكون الآلام شديدة جداً بحيث أنها تمنع المريض من استخدام الذراع أو القدرة على تحريك الرقبة بشكل طبيعي بل وحتى قد تحرمه من النوم والاستلقاء نتيجة شدتها. وعادةً مايتم التشخيص بعد الحصول على تاريخ مرضي وأيضاً من خلال الفحص السريري الذي يبين وجود تحدب في حركة العضلات المحيطة بلوح الكتف. فمثلاً قد يشعر المريض بآلام عند تحريك الرقبة والرأس إلى الأمام أو عند تحريك الكتف والذراع أو عند القيام بحركة الركوع. وفي بعض الحالات يكون هناك ألم عند الضغط على المنطقة التي تقع بجانب عظمة لوح الكتف في أعلى الظهر. أما بالنسبة للأشعات والتحاليل المخبرية فهي ليست ذات فائدة تذكر في تشخيص هذه الحالات. ويعتمد التشخيص على التاريخ المرضي وعلى الفحص الإكلينيكي. وعندما يتم اللجوء إلى الأشعات أو التحاليل فإنه يكون بغرض التأكد من عدم وجود أسباب أخرى قد تؤدي إلى أعراض مشابهة لدى هؤلاء المرضى. الخطة العلاجية سواء كانت الأعراض التي يشعر بها المريض أو المريضة حادة أو مزمنة فإنه يجب أن تكون هناك خطة علاجية لعلاج هذه الحالات لكي لا يصبح المرض مزمناً ويؤثر على حياة المريض أو المريضة. هذه الخطة العلاجية تتكون من التالي: 1- يجب على المريض أو المريضة تجنب العوامل التي تزيد من شدة الأعراض وتزيد من الإجهاد على العضلات وتزيد من التهاب العضلات مثل المجهود الزائد أو التعرض للتيارات الباردة أو وضع الضغوط الشديدة على منطقة الكتف والرقبة. 2- يجب تناول الأدوية المضادة لالتهابات العضلات والمفاصل (Nsaid) والأدوية المسكنة للآلام والأدوية المرخية للعضلات. بالإضافة إلى ذلك يمكن استخدام المراهم الموضعية الدافئة وأيضاً القربة الدافئة حول المنطقة المؤلمة. 3 - يجب عمل جلسات علاج طبيعي في محاولة لتخفيف الالتهاب والشد حول العضلات وأيضاً بعد ذلك يتم عمل جلسات إطالة وتقوية لعضلات لوح الكتف بحيث تصبح أكثر مرونة وقوية بحيث انها تتحمل الضغوط اليومية ولا تصبح عرضة للالتهابات بسرعة. 4- يجب تجنب عمل المساج اليدوي الشعبي والضغط على المنطقة الملتهبة بشكل مباشر وشديد لأن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض.