هل سبق أن أصبت أثناء ممارسة الرياضة وخصوصاً الرياضات العنيفة ؟ هل نتج عن ذلك آلام في منطقة الكتف؟ هل نتج عن ذلك بروز في الجزء الخارجي من الكتف؟ إذا كانت هذه حالتك فأنت تكون من الذين تعرضوا لإصابة المفصل الأخرمي الترقوي في الكتف. هذا المفصل هو أكثر المفاصل إصابة نتيجة ممارسة الرياضة في منطقة الكتف. ولكن ماهو المفصل الأخرمي الترقوي؟ وماهي انواع الإصابات التي يتعرض لها ؟ وكيف يتم تشخيصها وعلاجها؟ المفصل الأخرمي الترقوي مفصل الكتف الطبيعي يتكون من التقاء ثلاث عظمات هي عظمة لوح الكتف في الخلف وعظمة الترقوة في الأمام والجزء العلوي من عظمة العضد. والمنطقة التي تربط عظمة الترقوة بعظمة لوح الكتف والتي تقع في رأس الكتف هي ما يعرف بالمفصل الأخرمي الترقوي. هذا المفصل دقيق جداً ومهم جداً ويربط هاتين العظمتين بعضهما ببعض عن طريق غشاء كبسولي وأيضاً أربطة قوية قصيرة تتشابك مع بعضها البعض لتؤتي القوة والثبات لهذا المفصل. ونتيجة لكون هذا المفصل قريباً من الجلد ولأنه يقع في مفصل الكتف الذي تكثر حركته عند ممارسة الرياضات فإنه يكون عرضة للإصابات في كثير من الألعاب وخاصة كرة القدم الأمريكية والمصارعة وكرة السلة وألعاب القوة والجمباز وأيضاً كرة القدم. وعادة ماتحدث الإصابة نتيجة إصابة مباشرة أو نتيجة السقوط على الكتف مباشرة عند الوقوع على الأرض. وتختلف شدة الإصابة حسب عدد الأربطة التي تتمزق عند حدوثها وحسب نسبة التزحزح بين عظمتي الترقوة وعظمة رأس الكتف التي تنتج عن الإصابة فإذا كانت الإصابة طفيفة وإذا كان التمزق يصيب رباطا واحدا فقط وكان التزحزح بسيطا ً فإن الإصابة تعتبر من الدرجة الأولى أو الدرجة الثانية. أما إذا كانت الإصابة شديدة وتؤثر على جميع الأربطة وهناك تزحزح كامل وانفصال كامل في المفصل الأخرمي الترقوي فإن الإصابة تعتبر من الدرجة الثالثة أو الرابعة. وفي الحالات التي تتزحزح فيها عظمة الترقوة بشكل كامل وتصبح معلقة بعد الجلد في منطقة الكتف والرقبة فإن هذه إصابات شديدة وتعتبر من الدرجة الخامسة أو السادسة. عادة ما تبدأ الخطة العلاجية بالطرق التحفظية الأعراض والتشخيص في اللحظات التي تلي الإصابة عادة ما يشتكي المريض من آلام شديدة في منطقة الكتف وصعوبة في تحريك الكتف. بعد ذلك قد يشعر المريض بانتفاخ وتورم في هذه المنطقة وتغير في لون الجلد مع أخذ اللون الازرق أو الأخضر بعد بضعة أيام من وقوع الإصابة. بعد ذلك يبدأ المريض بالشعور بطقطقة وحركة غير طبيعية حول هذا المفصل وخصوصاً في الدرجات المتقدمة من الإصابة. وحتى بعد أن يقل الانتفاخ والتورم فإن الآلام قد تصبح مزمنة وتؤثر على حركة الكتف وقوة الكتف والذراع. أما بالنسبة للتشخيص فهو عادة ما يبدأ بالتاريخ المرضي لمعرفة نوع الإصابة وكيفية حدوثها وبعد ذلك يبدأ الفحص السريري الذي يبين وجود آلام في منطقة المفصل ووجود تورم ووجود حركة طبيعية في نهاية عظمة الترقوة عند منطقة اتصالها بعظمة لوح الكتف. هذه الحركة قد تكون مؤلمة وتصدر أصواتاً بالإضافة إلى ذلك فإن هناك ضعفا في جميع حركات الكتف وخصوصاً حركة تبعيد الذراع ورفعها إلى الأعلى. بعد ذلك يأتي دور الأشعات السينية التي تبين وجود الانفصال والتباعد في العظيمات التي تكون المفصل الأخرمي الترقوي. هذه الأشعة تساعد على تحديد شدة الإصابة. يشتكي المريض من آلام شديدة في منطقة الكتف الخطة العلاجية عادة ما تبدأ الخطة العلاجية بالطرق التحفظية وغير الجراحية عن طريق تناول الأدوية المسكنة للآلام والأدوية المضادة للالتهابات واستخدام ربطة طبية ساندة للكتف لبضعة أسابيع وتجنب الرياضة لبضعة أسابيع وبعد ذلك يتم عمل جلسات علاج طبيعي لتخفيف الألم والتورم ولتقوية عضلات الكتف. هذ الطريقة تكون ممتازة في الحالات البسيطة من الدرجة الأولى والثانية. وقد أثبتت الأبحاث أن هذه الطريقة ممتازة في الحالات البسيطة من الإصابات لهذا المفصل. أما في الحالات الشديدة التي يكون فيها الخلع كاملاً فإن التدخل الجراحي يكون هو الحل الأمثل لعلاج هذه الإصابات وعادة ما تتم هذه الجراحة عن طريق فتحة في الجلد يبلغ طولها حوالي ثماني سنتيمترات يقوم الجراح بعدها بإعادة المفصل إلى وضعه الطبيعي ومحاولة ترميم وإصلاح الأربطة التي تحافظ على ثبات المفصل. وقد يلجأ الجراح إلى استخدام برغي أو أشرطة أو أربطة طبية صناعية لإعادة الثبات للمفصل. وبعد الجراحة يجب وضع اليد والذراع في ربطة طبية لمدة ستة أسابيع يبدأ بعدها برنامج تأهيلي. البرنامج التأهيلي في كلتا الحالتين التي يتم علاجهما بالطريقة الجراحية فإن برنامجاً تأهيلياً مفصلاً يكون لازماً لعلاج هذه الحالات وذلك عن طريق أخذ قسط من الراحة ومن ثم عمل تمرينات لإعادة الحركة إلى مفصل الكتف وبعد ذلك يتم عمل تقوية لعضلات محيطة بالكتف. أما العودة للرياضة فقد تستغرق على القليل من ثلاثة إلى ستة اشهر بعد الإصابة. إهمال العلاج في الواقع ان إهمال العلاج في مثل هذه الحالات يؤدي إلى استمرار الآلام والأعراض والضعف في الكتف ويؤدي مع مرور الوقت إلى حدوث خشونة مبكرة في هذا المفصل مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة والألم ويؤدي إلى صعوبة في علاجها في المستقبل وإلى استحالة إزالة الأعراض تماماً. ولذلك فإن العلاج المبكر والتشخيص المبكر هما أفضل طريقة للتعامل مع هذه الإصابات.