ليست ككل المكتبات.. فعلى بعد أمتار قليلة من قبلة الدنيا"الكعبة المشرفة" تفتح مكتبة المسجد الحرام أبوابها يومياً لقاصدي بيت الله الحرام من المهتمين بالثقافة والقراءة لتجتمع نفحات الإيمان مع نهم المعرفة في جو مفعم بالروحانية ويفيض بالسكينة. كما تظل الساعات المسائية ذروة الإقبال على مكتبة المسجد الحرام، حيث يقبل المهتمون بالقراءة والثقافة إلى مقر المكتبة في الدور الثاني داخل الحرم المكي للاستمتاع بالقراءة، عبر ملمح يلفت إليه الأنظار، الذي يبرز لزائر المكتبة، وهو جمع المكتبة لأطياف متعددة ومشارب متنوعة من المثقفين والمهتمين بالكلمة والحرف من دول العالم الإسلامي في صورة مبهرة لقدرة الثقافة على تحقيق التواصل. يقول المعتمر محمد سلام تونسي، الذي يعمل في السلك الدبلوماسي: قدسية المكان وشرف الزمان تجتمعان في مساء يوم الجمعة، حيث أحرص على القراءة في جو ماتع، فقد وفرت المكتبة صوتيات نادرة ووثائقية لكبار علماء وأئمة ومدرسي الحرم المكي. أما منير يزك - معتمر مغربي- فيشير إلى أن فكرة تخصيص قسم نسائي للمكتبة يعتبر من الخدمات المنتظرة ولفتة جميلة من رئاسة المسجد الحرام والمسجد النبوي، بحيث تتيح فرصة الاطلاع على الكنوز العلمية التي تنفرد بها مكتبة المسجد الحرام، وهو ما لم يتوفر في غيرها. وتعد مكتبة المسجد الحرام التي افتتحت يوم السبت الموافق 22 رجب 1434ه مرتبطة إدارياً بمكتبة الحرم المكي الشريف، وتشتمل على قاعة للاطلاع وقسم للمكتبة الصوتية، وقسم للمخطوطات والنوادر والمكتبة الرقمية والحاسب الآلي لتزويد المطالعين والقراء بمختلف العلوم والمعارف، وتستقبل روادها يومياً من الساعة الثامنة صباحاً الى الواحدة ليلا. وتقع مكتبة المسجد الحرام بالدور الثاني من توسعة الملك فهد – رحمه الله – حيث تبلغ مساحة المكتبة أكثر من 1000 متر تحتوي المكتبة على ماُ يقارب أكثر من ثلاثين ألف مجلد 30,000 بأكثر من 5,600 خمسة آلاف وستمائة عنوان، لتزويدها بمختلف العلوم والمعارف وكذلك تسعى المكتبة لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة وخدمة الاستعلامات وخدمة التصوير الذاتي وخدمة تصفح الكتب الرقمية وخدمة المخطوطات الرقمية وخدمة الصوتيات من الخطب والدروس والتلاوات وخدمة النسخ وخدمة الانترنت لرواد المكتبة. كما وفرت المكتبة كُتب مطبوعة (نادرة) من القرن الثاني هجري، منها: كتاب "المستطاب" المسمى بشرح المواقف والذي اصدر في زمن السلطان محمود بن السلطان عبدالحميد والذي طبع بدار الطباعة العامرة بعهد القسطنطينية عام 1239ه ومجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر الذي ألفه عبدالرحمن بن شيخ محمد سليمان المدعو بشيخ زادة ويرجع تاريخ الطبع، في أواسط شعبان سنة 1258ه الذي طبع بدار الخلافة العلية، وكتاب (الأشباه والنظائر) من تأليف زين بن إبراهيم بن محمد بن نجيم المعروف بابن نجيم المصري، سنة 970ه ويرجع تاريخ طباعته ، لسنة 1260 ه.