استشهد ثلاثة مقاومين فلسطينيين في مخيم جنين خلال اشتباك مع قوات الاحتلال التي حاصرتهم فجر السبت في منزل تحصنوا فيه وأمطرته بالقذائف والرصاص، فيما اصيب اكثر من عشرة آخرين بينهم حالة موت سريري خلال مواجهات عنيفة شهدها المخيم. والشهداء هم: حمزة ابو الهيجا (22 عاما)، من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وهو نجل الاسير جمال ابو الهيجا القيادي البارز في حركة حماس، ومحمود هاشم أبوزينة (24 عاما) من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، ويزن محمود جبارين (23 عاما) من كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة "فتح". وذكرت مصادر حركة "حماس" الاعلامية وشهود عيان من المخيم ان قوة من وحدات القتل الخاصة تساندها تعزيزات عسكرية كبيرة أطبقت فجراً على منزل في المخيم يعود للمواطن عزمي محمد أبو إياد، تحصن فيه المقاومون الثلاثة وطالبتهم بتسليم انفسهم، الا انهم رفضوا وبادروا الى الاشتباك مع جنود الاحتلال وعلى مدار بضع ساعات، فردت هذه القوات بقصف المنزل بالرصاص والقذائف وهدم اجزاء منه بالجرافات. في غضون ذلك هب الاهالي بالعشرات لفك الحصار عن المقاومين ورشقوا قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات واغلقوا الطرقات، فيما تعمد جنود الاحتلال اطلاق الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز بغزارة ما ادى الى اصابة سبعة على الاقل بالرصاص الحي. وعلم ان قوات الاحتلال اعتقلت في وقت لاحق ثلاثة من المصابين. واعترفت سلطات الاحتلال باصابة اثنين من جنودها، فيما تحدث الاهالي في المخيم عن احتمال مقتل جندي خلال الاشتباك المسلح، حيث شوهد مضرجا بدمائه في محيط المنزل المستهدف. وعمت محافظة جنين وباقي الاراضي الفلسطينية حالة من الغضب، عقب الجريمة الاسرائيلية فيما انطلق الالاف في شوارع جنين ومخيمها حاملين جثامين الشهداء وسط دعوات تطالب بالانتقام ووقف المفاوضات والتنسيق الامني بين السلطة الفلسطينية واسرائيل. يذكر ان والد الشهيد حمزة أبو الهيجا يقضي حكما بالسجن المؤبد تسع مرات، فيما بترت يده على خلفية دوره القيادي في معركة مخيم جنين البطولية في نيسان 2002. واما شقيقه عبد السلام فهو اسير منذ 11 عاماً في سجون الاحتلال وكان أصيب خلال معركة مخيم جنين. وكانت قوات الاحتلال اغتالت الشاب نافع السعدي رفيق الشهيد حمزة عقب اقتحام منزل الاخير قبل أربعة أشهر، حيث تمكن حمزة من الافلات والفرار من الكمين. من جانبها، نددت حركة "حماس" في بيان لها وصل "الرياض" بالجريمة الاسرائيلية وطالبت السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية بوقف ما اسمته "مهزلة التنسيق الأمني الى الابد، والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين فورا، والانحياز إلى خيار شعبنا ودماء شهدائه وآنات جرحاه وآهات أسراه". ودانت السلطة الفلسطينية على لسان الناطق باسم الرئاسة نبيل ابوردينة، التصعيد الاسرائيلي المستمر باستهداف المواطنين والاقتحامات المتواصلة للأقصى ضمن سياسة اسرائيلية ممنهجة تهدف الى تدمير كل شيء. وحمل ابو ردينة في تصريح نقلته وكالة الانباء الفلسطينية "وفا" الحكومة الاسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد وطالب الادارة الاميركية بالتحرك السريع لمنع انهيار كل شيء. وقد شارك آلاف الفلسطينيين، ظهر أمس في تشييع جثامين الشهداء الثلاثة. وحمل شبان غاضبون الجثامين التي لفت برايات فصائل المقاومة، وسط هتافات غاضبة تهاجم رئيس السلطة محمود عباس وتطالب بالوحدة والانتقام من القوات الإسرائيلية المعتدية. وقال القيادي في حركة "حماس" الشيخ حسن يوسف، في كلمة خلال مراسم التشييع "المقاومة هي الطريق الوحيد والأقصر لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني كاملة غير منقوصة"، مشيداً ب"الوحدة التي تجسدت في الميدان بين المقاومين من الفصائل الثلاثة". واعتبر خروج آلاف الفلسطينيين في مسيرة التشييع بأنه "استفتاء على المقاومة ورفض التنسيق الأمني". وطالب يوسف السلطة الفلسطينية بوقف المفاوضات ومسيرة التسوية مع (اسرائيل) معتبراً أنها "أضرت بالشعب الفلسطيني بعد أن اتخذتها دولة الإحتلال غطاء لتوسعة الاستيطان وتنفيذ سياستها التهويدية". ووجه تحية الى الأسير في السجون الاسرائيلية جمال ابو الهيجا والد الشهيد حمزة. وقال "أمانة المقاومة وفلسطين محفوظة في أعناق الفلسطينيين حتى آخر قطرة دم فيهم".