قال باحثون إن انف الانسان يمكنه تمييز عدد يزيد كثيراً عن عشرة آلاف رائحة مختلفة وهو الرقم الذي ظل لفترة طويلة يشار اليه على انه الحد الاقصى لقدراتنا على الشم. وتوصل الباحثون إلى ان الانف يمكنه ان يميز بين عدد لا نهائي تقريبا من الروائح -أكثر من تريليون رائحة- استنادا إلى استقرائهم لنتائج تجارب مختبرية شارك فيها متطوعون قاموا بشم مجموعة كبيرة من الروائح. وقالت ليزلي فوسشال مديرة مختبر علم الاعصاب والسلوك بجامعة روكفلر في نيويورك "أهم مساهمة يقدمها هذا البحث هو انه يصحح الفكرة الحالية القائلة إن تمييز الروائح عند البشر سيىء جدا.. نحن نميز الروائح بشكل جيد للغاية." وقال أحد معدي الدراسة، أندرياس كيلر، إن رائحة الوردة مثلاً تتضمن في الواقع 275 مركب رائحة مختلفاً والإنسان قادر على شمها كلها. لكن كيلر، ذكر أنه بالرغم من حاسة الشم القوية، فإن الإنسان إذا ما أجبر على التخلي عن حاسة البصر أو السمع أو الشم فهو يتخلى عن الأخيرة. واظهرت الابحاث ان الانسان يمكنه التمييز بين بضعة ملايين من الالوان المختلفة وحوالي 340 ألف نغمة صوتية لكن أبعاد حاسة الشم ظلت لغزا. وقال الباحثون إن اعتقادا ظل سائدا منذ عشرينيات القرن الماضي بان الانسان يمكنه تمييز عشرة آلاف رائحة فقط لكن ذلك الاعتقاد استند إلى افتراضات خاطئة. وصمم الباحثون تجارب لمحاولة التوصل إلى العدد الحقيقي. وشارك في التجارب 26 رجلا وإمراة من اصول عرقية متنوعة واعمار تراوحت من 20 إلى 48 سنة حيث اعطيت لهم ثلاث قوارير زجاجية بها روائح. وكانت اثنتان من القوارير متماثلتين وواحدة مختلفة. وطلب من المشاركين التعرف على الرائحة المختلفة. وفعل كل منهم هذا مع 264 رائحة مختلفة. واستخدم الباحثون 128 من جزئيات الروائح مع طيف واسع من الروائح منها الليمون والنعاع والثوم والتبغ والجلد وروائح اخرى. ثم مزج الباحثون هذه الروائج وطلب من المشاركين في التجارب التعرف عليها. وقام الباحثون باحصاء عدد المرات التي يميز فيها المشاركون بشكل صحيح الرائحة في القارورة المختلفة عن القارورتين الاخريين ثم قاموا بحساب متوسط عدد الروائح التي يمكن للشخص تمييزها اذا شم جميع الاخلاط الممكنة لجزئيات الروائح التي استخدمت وعددها 128 جزئيا. وبهذه الطريقة قدر الباحثون أن الانسان يمكنه تمييز اكثر من تريليون رائحة. وقالوا إن هذا العدد ربما يكون منخفضا جدا لان هناك جزئيات اخرى للروائح موجودة في العالم اكثر من الجزئيات التي استخدمت في الدراسة.