كشفت صاحبة السمو الملكي الأميرة هالة بنت مشاري بن سعود قصة نجاحها لسيدات وشابات الأعمال في إنشاء مخابز منش، وذلك خلال لقاء «قصة نجاح سيدة أعمال» الذي نظمته لجنة سيدات الأعمال بفرع السيدات لغرفة الرياض مساء الاثنين الماضي، بحضور رئيس لجنة سيدات الاعمال نوف بنت عبدالله الراكان ومديرة عام فرع السيدات الأميرة هيلة بنت عبدالرحمن آل سعود. وكشفت الأميرة هالة بنت مشاري، بأن فكرة مشروعها بدأت في عام 2007، واستمرت الدراسة والتحضيرات للمشروع لمدة عام، حيث أجرت دراسة لأذواق الجمهور عن الحلويات في المدن الثلاث «الرياض، جدة، والدمام» مع التركيز على المستهلك السعودي، وقالت إن المشروع بدأ بمحل في جدة، وبعد أن وجدت صعوبة في الحصول على قرض من البنوك التي ترفض إقراض المشروعات الصغيرة، اضطرت لطلب قرض من والدها لتأسيس المشروع بقيمة 1.3 مليون وثلاث مئة الف ريال، مشيرة إلى أن مشروعها يعتبر سعوديا 100%. وعن الصعوبات التي واجهتها قالت إن أكبر مشكلة كانت الحصول على التأشيرات، وتغلبوا عليها بالاستعانة بالعمالة من الداخل، ثم مشكلة الحصول على التراخيص والإجراءات الحكومية وخصوصاً البلدية، وقالت إنهم عانوا كثيراً في ذلك، وبعد شهرين تم افتتاح الفرع الثاني، ثم واجهتهم صعوبة الحفاظ على الجودة والنوعية المتميزة لإنتاج الحلويات، ثم مشكلة ارتفاع الإيجارات، مشيرة إلى أن إدارة المشروع نجحت بحول الله في اجتياز كل المشكلات. وأضافت صاحبة سلسة مخابز «منش بيكري» أن اسم «منش» يعني بالإنجليزية الأكل بشهية، وقالت إن المجموعة تمتلك حقوق ملكية خلطات الحلويات الخاصة بمخابزها، وأنها سجلت العلامة التجارية لمنش في المملكة وبعدها دول الخليج، ثم انطلقت للعالم، مشيرة إلى أن التسجيل في أمريكا واجه صعوبات كبيرة استمرت لعام ونصف لكنهم استطاعوا تسجيل العلامة، وكشفت عن ضبط حالة تقليد ل»منش» في مصر من محل كان يحمل نفس الاسم لمدة عام ونصف العام، لكن الجهات تدخلت وأوقفت التقليد خلال اسبوع وذلك نتيجة للمبادرة في تسجيل العلامة التجارية التي ساهمت في حفظ الحقوق. وقالت إن ما يميز عمل «منش» أنها تبحث عن التطوير المستمر بحيث تقدم منتجاً جديداً كل ثلاثة أشهر، كما أن المنتجات ليست مرتفعة السعر مقارنة بالسوق، كما أن جميع المواد المستخدمة في إنتاج الحلويات هي من السوق السعودية ويتم تصنيعها طازجة، وأضافت بأن المجموعة حريصة على إرضاء عملائها، وتقدم خصماً قدره 50% للجمعيات الخيرية، وأشارت إلى أن قيم المجموعة تقوم على الصراحة بين الشركاء، والتمسك بالجودة والنوعية العالية، والتطوير المستمر، وتحافظ على النظافة في كل مراحل الإنتاج، حيث حصلت منش على جائزة النظافة من البلدية في الرياض، وقالت إن عدد الموظفين في المجموعة بلغ 320 موظفاً، يتمتعون بسلم وظيفي واضح وبالتأمين الصحي، كما بدأت المجموعة في تقديم قروض للموظفين. وعن خطط التطوير القادمة لمنش قالت إنها بصدد إطلاق مشروع المشروبات، ومنش مالح، ومنش كريمي لتقديم الآيسكريم، ومشروع المجمدات وفكرة «بندتي» التي تنافس «ميد»، وعما حققته من أهداف قالت إنها لم تحقق كل أهدافها وأمامها مشوار طويل ينتظر الإنجاز، وأن ما تحقق فقط هو إنجاز فكرة مشروع منش. وعن نصائحها لرائدات الأعمال قالت إنها تنصح بالتحلي بالطموح والعزيمة والإصرار على النجاح، فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، ومن يطمح لشيء يجتهد فيصل إليه، كما نصحت بالبكور، ففي البكور البركة، وحذرت من التشاؤم والنظرة السوداوية للأمور، فالتفاؤل يعين على النجاح، وحثت على الجودة والإتقان في العمل، لافتة إلى أنه ليس مطلوباً أن تكوني خبيرة في التجارة للانخراط في ممارسة التجارة والاستثمار، بل على المرء أن يدرس ويخطط جيداً ويلتزم بالجودة والعمل الدؤوب ليحقق النجاح. كما أضافت إلى أهمية الاستفادة من التسهيلات التي تقدمها الدولة والقروض التمويلية التي تقدمها مما يساهم بشكل كبير في إقامة المشاريع واستمراريتها، حيث عبرت عن ثقتها في قوة ومتانة الاقتصاد السعودي، ووصفته بأنه الأكبر خليجياً وعربياً، وتوقعت طفرة جديدة خلال السنوات العشرة القادمة، وبروز فرص تجارية واستثمارية واسعة في السوق السعودية. وكانت الأميرة هالة قد تحدثت في بداية اللقاء عن مشوارها التعليمي والأكاديمي في أمريكا، حيث حصلت على شهادتي البكالوريوس والماجستير في تخصص علم النفس من إحدى الجامعات هناك، وهو ما ساهم في تكوين شخصيتها، وكشفت عن مشاركتها في دراسة علمية أجراها فريق علمي تحت إشراف بروفيسور بالجامعة حول ظاهرة «الاكتناز القهري»، وتعني أن يجمع الشخص الأشياء ويحتفظ بها دون القدرة على التخلص منها، كما تحدثت عن دور والدتها التي كانت معلمتها الأولى وتبث فيها الطموح وتصقل فيها المهارة منذ الصغر.