يُعتبر مدافع النصر حسين عبدالغني أحد أميز الأسماء في الملاعب السعودية نظراً للقيمة الفنية العالية التي يمتلكها والتي جعلت إدارة ناديه تتمسك به بالرغم من كبر سنه وبلوغه ال 37 عام، ويُعد عبدالغني مصدر قوة في الفريق النصراوي إذ ساهم بشكل كبير في عودته للبطولات بعد غياب طويل، وتوج مع الفريق بكأس ولي العهد واقترب أيضاً من تحقيق لقب دوري "عبداللطيف جميل" السعودي للمحترفين، كل ذلك جعل عبدالغني يدخل قلوب النصراويين بالرغم من أنه لم يلعب للفريق إلا في آخر خمسة أعوام. تألق حسين عبدالغني مع النصر وقبله مع الأهلي والمنتخب السعودي يشوهه خروجه المتكرر عن النص، وتكاد لا تمر مباراة إلا ويصطدم "أبو عمر" بأحد لاعبي الخصم ويدخل معه في عراك بعيد كل البعد عن كرة القدم، إذ سبق وأن أشتكى أكثر من لاعب من تجاوزات عبدالغني واحتكاكاته سواء كانت لفظية أو جسدية، كما أصطادت الكاميرات التلفزيونية عدداً منها، ووصلت أكثر من قضية للاعب إلى المحاكم السعودية، والجميع يتذكر حادثته مع الاتحاديين حسن خليفة ومرزوق العتيبي، بالإضافة إلى حادثة أخرى لا تقل عنها مع مدافع لجنة المنشطات لم تسلم من «مشاغبته».. وعقوبات الانضباط لم تردعه كفاحه واحترافيته يُضرب بهما المثل.. وتصرفاته تؤثّر على لاعبي النصر الاتحاد السابق والفتح الحالي مشعل السعيد. ولم تسلم لجنة المنشطات من المدافع حسين عبدالغني إذ تعرض فريقها المكلف بالكشف على اللاعبين في أحد مباريات النصر لإساءات وتجاوزات من عبدالغني الذي أساء للأمين السابق بدر السعيد ووجه له عدداً من الاتهامات غير الصحيحة، وهو ما تسبب في تغريمه 40 ألف ريال. حسين عبدالغني عرّض نفسه لعقوبات لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم غير مرة إذ سبق وأن أوقف وغُرم بسبب "مشاغباته" وتجاوزه الخطوط الحمراء، ولعل من أبرز المواقف التي تدخلت فيها لجنة الانضباط واقعته مع حارس الفيصلي تيسير النتيف عندما اعتدى عليه بالكوع وأوقف ثلاث مباريات، كل هذه الوقائع التي ذكرت واستشهدنا بها ما هي إلا قطرة في بحر تجاوزات حسن عبدالغني. لا يمكن للرياضيين أن يقبلوا التبرير الذي يطالعهم به حسين عبدالغني دائماً خلال أحاديثه لوسائل الإعلام عندما يرجع تلك التصرفات وخروجه عن النص إلى حماسه الزائد داخل المستطيل الأخضر طمعاً في الفوز، كون جُل اللاعبين يبحثون عن ذات الهدف ولو أنهم ساروا على نهجه لفقدت الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص هدفها السامي وهويتها وتحولت إلى رياضة أخرى. المدافع حسين عبدالغني لاعب كبير وخبير ونجم مميز ومفيد فنياً لأي فريق يلعب له لكن في بعض الأحيان يهدم كل ذلك عندما تفلت أعصابه في المباريات ويبدأ تركيزه يتجه نحو أمور بعيده عن كرة القدم، حتى أن ذلك يؤثر على زملائه اللاعبين خصوصاً أن أغلب لاعبي النصر شبّان، الخبير عبدالغني لم يستجب لنداءات الرياضيين سواء كانوا محللين أو نقاد أو اعلاميين وحتى الجماهير خلال الفترة الماضية بالابتعاد عن تلك اللقطات التي تهز من صورته وتشوه مستوياته الفنية، لكن ذلك لن يمنعنا من توجيه نداء جديد له بأن يجاهد نفسه أكثر ليتجاوز هذه السلبية التي باتت ترتبط ارتباطاً وثيقاً باسمه من أجل مصلحته أولاً حتى ينهي حياته الرياضية بشكل يليق بمستواه، وحتى لا يتأثر فريقه النصر في المقام الثاني، خصوصاً أن عبدالغني أصبح مثالاً يُضرب في الكفاح والتألق ومحافظة اللاعب على نفسه حتى هذه المرحلة العمرية وسيتأثر به اللاعبون شبان سلباً أو إيجاباً.