، حوار - محمد المرزوقي قال نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر، خلال حديثه ل"الرياض" عن النجاح الذي تحقق لمعرض الرياض الدولي للكتاب لدورة هذا العام 2014م التي اختتمت مسا أمس: يتوج نجاح المعرض عبر مسيرته وصولا إلى هذه الدورة الرعاية الكريمة من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله- الذي يرعى مختلف شؤون الثقافة في بلادنا، ويولي العلم والعلماء كل دعم واهتمام وتكريم. لدينا اتفاقيات مع أبرز معارض الكتاب الدولية.. و50% للنشر «المحلي» ولا نية لتقليصها وعن الإقبال الجماهيري الذي شهده المعرض، الذي لا يزال – حسب إجماع الناشرين أنهم المتفرد عربيا – قال د.الجاسر: هذا الحضور الكبير من لزوار المعرض الذي لا يزال مقوما رئيسا لمقومات نجاح هذا المعرض، لا يزال يجعلنا امام المساحة التي لا تزال تقلقنا كثيرا، أمام الإقبال الكبير من زوار المعرض، وتقلقنا قبل ذلك امام زيادة الطلب الكبير على المشاركة من قبل الناشرين الذين لم نستوعب منهم هذا العام سوى 900 ناشر، من أصل ما يقارب 1500 ناشر. أما عن مساعي الوزارة لتبديد هذا القلق فأضاف د. الجاسر: سعينا وما نزال نسعى إلى إيجاد إما "البديل" أو البحث عن "الحلول" إلا أن البديل الذي نبحث عنه مكلف جدا، والمساحات التي ربما تكون أفضل من مساحة مركز المعارض، غير مهيأة لأن تكون قادرة فنيا على أن يقام بها المعرض، ومتى ما سلمنا بإيجاد تهيئات فنية لتلك البدائل، فإننا حينها سندخل في تنفيذ عدد من التهيئات المطلوبة لهذا المناسبة، مما سيكون تنفيذها أضعاف ما تدفعه الوزارة لمركز المعارض والمؤتمرات. القوة «الشرائية» دلالة على الاهتمام بالكتاب.. ولم أقرأ كتباً اشتريتها خلال دورة المعرض الماضية كما أن تحقيق البعد "الدولي" لمعرض الكتاب الدولي للكتاب، هدف رئيس، ما تزال وزارة الثقافة تسعى غلى تحقيقه بأفضل المستويات، التي قال عنها د.الجاسر: حرصنا على أن نرتقي بمعرض الرياض إلى مضاف المعارض الدولية، وهذا هدف لا جدال فيه، فأنا كأحد المسؤولين على المعرض، لدينا حرص كبير، وعمل مستمر، لتحقيق "الدولية" لهذا المحفل الثقافي الوطني، عبر العديد من الاتفاقيات مع أكبر المعارض الدولية في العالم، كمعرض فرانكفورت، ولندن، وجنيف وغيرها، من أبرز معارض الكتاب في العالم. وقال د. الجاسر: عندما ندخل في البعد الدولي عبر اتفاقيات، فإننا هنا نجعل من معرض الرياض معرضاً ملتزماً بجملة من المعايير الدولية، في التنظيم والإدارة، ومستوى التنظيم، وسقف استقبال الناشرين بالأعداد التي يتطلبها البعد الدولي، لنكون بذلك في مصاف ابرز المعارض الدولية على كافة المستويات المعيارية التي يتطلبها هذا البعد الذي نسعى إليه بكل اهتمام. وأضاف د. الجاسر في هذا السياق الدولي: ما نسعى إليه من تحقيق الدولية، يأتي من منطلق حرص الوزارة على خدمة الناشر المحلي، ولذلك سيظل 50% حقا للناشرين المحليين مقارنة بنصيب الناشرين الدوليين من عرب أو غيرهم، الذين لن تتجاوز حصتهم من المشاركة 50% في معرض الرياض، لأن هذا التناسب في المشاركة من شأنه أن يحقق التواصل والتلاقح في التجارب بين الناشرين المحليين والدوليين من جانب، وعبر البرامج الثقافية المصاحبة التي سنظل حريصين على الارتقاء بها – أيضاً – إلى مستوى الدولية، التي من شأنها أن تعكس في مجملها على الارتقاء بصناعة الكتاب، الذي من شأنه – أيضا – أن ينعكس إيجابيا على المؤلف والناشر المحلي. كما أكد د.الجاسر في سياق تحقيق البعد الدولي، الذي لا يزال هاجس المؤلف والناشر والقارئ، في كل عام، بأن الوزارة تسعى إليها بما لا يضر بالناشر المحلي وفقا لمعايير هذا الارتباط، مردفاً قوله: كلما ارتبطنا بمعرض الرياض مع المعيار العالمي لما تتطلبه الدولية، صنف معرض الرياض الدولي للكتاب تصنيفات عالمية، وما تحقق للمعرض خلال دوراته يجسد ما وصل إليه معرض الرياض، الذي تجاوز الكثير من معارض الكتاب في الوطن العربي التي سبقتنا بسنوات وسنوات. وقال د. الجاسر عن القفزات النوعية الي تصدر من خلالها معرض الكتاب الدولي للكتاب المعارض العربية ليكون الأبرز والأهم بينها: هذا جاء نتيجة لعدة عوامل، أبرزها أننا ربطنا معرض الرياض بالمعيارية العالمية لمعارض الكتب، أما العامل الآخر، فيتمثل في القوة الشرائية التي يتفرد بها معرض الرياض، إلى جانب جملة من العوامل التي يتوجها الرعاية الكريمة لقائد مسيرتنا، وما تمت تهيئته من عومل تنظيمية تكاملت في إنجاحها جهات مختلفة شريكة لنا في هذا النجاح المتميز، إضافة إلى تأجير الأجنحة على الناشرين بمبالغ زهيدة، ولن يتم رفع هذه المبالغ حتى لا يكون سعر المكان عقبة في طريق مشاركة الناشر السعودي، ولا تجاريا أمام حضور النشر الدولي، مؤكدا أن معرض الرياض الدولي خدمة ثقافية تقدمها المملكة للناشر والمثقف السعودي والمقيم. أما عن القوة الشرائية ومؤشرات "المقروئية، فقال د. الجاسر: ليست القوة الشرائية دلالة قطعية على حجم القراءة لكنها تدلنا على مدى الاهتمام بالكتاب، وان يشتري على سبيل المثال 50 كتابا فهل لابد أن يقرأها قبل حلول دورة المعرض القادمة، فأنا شخصيا اشتريت مجموعة من الكتب خلال دورة المعرض الماضية ولما أقرأها، وإن كانت هذه القوة الكبيرة على اقتناء الكتاب تعطينا مؤشرا على وجود قارئ، وتؤكد لنا ما يحظى به الكتاب الورقي إلى اليوم، مقارنة بمقولة سمعنها من سنوات عن انقراض الكتاب الورقي، لوجود الكتاب لإلكتروني. وعن نشرة "المعرض" التي جاءت ضمن الرؤى التجديدية في هذه الدورة من المعرض قال د. الجاسر: إن إصدار هذه النشرة بشكل يومي يعد تجربة ثرية، التي استطاعت أن تغطي وبشكل كبير مختلف الفعاليات والنشاطات المختلفة اليومية في معرض الرياض الدولي للكتاب. وأضاف معاليه: الأهم هو إصدارها بالتعاون مع جريدة "الرياض" الجريدة الوقورة المتميزة في المملكة، دعم هذه النشرة، وجعلها نقطة تفاعل من خلال التعاون في إصدارها، ومن خلال تعاون الجريدة مع معرض الرياض للكتاب، وإلى جانبها – أيضاً – بقية الصحف في المملكة، إلا أن ارتباط رسالة "المعرض" مع جريدة "الرياض"، أضفى عليها المهنية في الإعداد والتنفيذ والإخراج، وفي طريقة عرض المضامين، وتوزيع الصور، بمعالجة مهنية عالية، إذ حرصت الوزارة منذ إقرار صدور النشرة، على ربطها بجريدة "الرياض" لكونها جريدة عريقة. وقال د. الجاسر: إصدارات "المعرض" في تجربتها الأولى ، التي استطاعت بنجاحها، أن تجعلنا نقرر – أيضا – إصدارها خلال دورات المعرض القادمة، بمشيئة الله – سبحانه وتعالى – حيث نبحث الآن فيما يشابه هذا الإصدار على مدار العام، كأن يكون إصداراً شهرياً، أو فصلياً، أو نصف سنوي، إذ لابد أن يكون لقطاع الثقافة وعاء توعوي تواصلي، مشيرا إلى أن لدى الوزارة مجلة تصدرها، تتمثل في "المجلة العربية" التي تعنى بجانب البحوث والدراسات، الأمر الذي يجعل الوزارة تفكر في إصدار آخر، يكون إعلامياً إخباريا، معلوماتياً، يتابع مناشط الوزارة الثقافية على مدار العام.