لم يتوقع الشاب البريطاني "أليساندرو ميكولي" البالغ من العمر 28 عاماً أن يكون تسارع نبضات قلبه واختلال خفقانه وضيق التنفس المفاجئ والألم الشديد في الصدر الذي تعرض له خلال ثواني قليلة قد يكون سببه اضطراب كهرباء قلبه وهو الأمر الذي لم يتعرض له سابقاً ولم يكن له مقدمات أو أعراض من قبل. وبعد إنقاذه السريع والمؤقت بحضور المسعفين الذين هرعوا به إلى المستشفى وجد الأطباء أن قلبه ينبض بمعدل 250 مرة في الدقيقة وهو معدل مرتفع للغاية مقارنة مع المعدل الطبيعي الذي يتراوح ما بين 65 إلى 80 نبضة في الدقيقة فحاولوا حقنه بالمورفين لإرخاء عضلات قلبه ولم ينجح ذلك. وفكر الأطباء في حل أخير ولكنه خطير حين عمدوا إلى إيقاف قلبه بشكل كامل ثم إعادة إنعاشه مرة أخرى لضبط معدل نبضه وإرجاعه إلى الطبيعي ليتنفس الجميع الصعداء قبل إصابة الشاب "أليساندرو" بنوبة قلبية حادة و شديدة قد تؤدي إلى وفاته على الفور. وشخص الأطباء لاحقاً حالة "أليساندرو" بأنه يعاني من متلازمة "وولف باركنسون وايت" وهو ما يعني اختلال آلية عمل القلب بسبب اضطراب تناغم دائرته الكهربية وزيادة الشحنات العصبية الواردة إليه مما يدفعه إلى النبض بمعدل عالي جداً يؤدي خلال لحظات قصيرة مع تسارع وتيرته المتواصل إلى انهياره وتوقفه ثم الوفاة. وبالرجوع إلى تاريخ عائلته الطبي تبين للأطباء أن ذلك ناتج عن عوامل وراثية تجعل دماغه يرسل إشارات عصبية زائدة إلى قلبه و تضاعف عمله وهو ما يشتكي منه والده أيضاً وتسبب في وفاة جده عن عمره 73 عاماً واتضح أن شقيقه "أدريانو" كذلك يعاني من نفس الحالة. ويموت سنوياً في المملكة المتحدة حوالي 600 شخص من المصابين بمثل هذا العامل الوراثي الذي يحدث فجأة ودون مقدمات أو أعراض أولية حيث لا يمكن معرفة حالة الشخص المصاب بمثل ذلك إلى حين تداهمه أعراض هذه المتلازمة القاتلة. ويعاني الأشخاص المصابون بهذه المتلازمة كذلك من حساسية تجاه إفراط إفراز الأدرينالين لكونه يضاعف سرعة نبضات القلب بشكل عام ولذا فمن الأفضل تجنب ما يزيد من حصول ذلك مثل المنبهات والأمور والأوضاع المفزعة والمخيفة لدرء احتمالية حدوث ما قد لا يحمد عقباه. وخضع "أليساندرو" منذ بداية تشخيصه في عام 2010 وحتى الآن لأربع عمليات جراحية في محاولة تحسين حالته الصحية التي استقرت مؤخراً ولكنها ما تزال في وضع مقلق نسبياً.