وصف عدد من الكتاب والشعراء، والروائيين والمترجمين الأسبان، مشاركتهم "ضيف الشرف" بمعرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام 2014م بأنها من دواعي السرور والفرح، التي تأتي محل فخر واعتزاز مملكة اسبانيا، التي تجسد عمق العلاقة الوطيدة بين السعودية وإسبانيا، إلى لا تزال تشهد ازدهارا متميزا، ألقى بظلال تميزه على التعاون الثقافي والاقتصادي، وغيرهما من مجالات التعاون المختلفة. وقد وصف سفير مملكة إسبانيا لدى المملكة، خواكين برايث، أن مشاركة إسبانيا "ضيف الشرف" لمعرض الرياض تعد مشاركة مهمة، لما تشير إليه المعلومات المنشورة عن معرض الرياض الدولي للكتاب، التي تصفه بأنه أهم معارض الكتاب العربية، مردفا قوله: شعرنا بمزيد من مشاعر السعاة بمشاركتنا في هذا المعرض، الذي يأتي امتدادا للعلاقات السعودية والإسبانية التي قال خواكين عنها: العلاقات السعودية والاسبانية متميزة جدا على مستوى الشأن الخارجي، حيث هذا التميز من شأنه أن ينسحب - أيضا - على مختلف جوانب التعاون الأخرى. أما الشاعر والروائي والكاتب الصحفي الدكتور رامون مايراتا، الذي صدر له "مرآة الحب والموت" وديوان "جماليات الأفعى" وصاحب الرواية العالمية الشهيرة "مسيحي في مكة" التي استلهما من حياة الرحالة الإسباني دومينغو باديا، يقول: "القارئ اليوم أصبح قارئا مختلفا، على الكاتب أن يكون قادرا على تفهم من يكتب لهم، لتكون مهمته إليه أسهل، وليكون ما ينقله لهم يصل محققا ما يريد". ومن خلال مشاركة رامون في الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام الذي تحل فيه مملكة إسبانيا "ضيف الشرف" قال رامون: من خلال ما رايت وجدت اهتماما بحضورنا ضيف لمعرض الرياض، إذ وجدت من خلال زيارتي للجناح المعد لنا إقبالا عربيا وسعوديا على التعرف إلى الثقافة الإسبانية، الذين كانوا مهتمين من خلال استفساراتهم عن الجوانب المشتركة بين الثقافتين العربية والإسبانية، وهذا ما نجده - أيضا - لدينا في إسبانيا من اهتمام للتعرف إلى الثقافة العربية، التي استطعنا أن نتحاور حولها في هذا المعرض الرائع، الذي أتاح لنا المشاركة والتعرف بشكل مختلف إلى الثقافة العربية. أما رئيسة مركز الوثائق بوزارة الدفاع الإسبانية، والمتخصصة في شؤون الثقافة العربية، نوريا توريس سانتو دومنقو، ذات الاهتمامات البحثية بالثقافة العربية، على المستوى الشخصي، وعبر المؤسسات الإسبانية التي تعنى بالثقافة العربية، كالمكتبة الوطنية بمدريد، ومعهد ثربانتس، والمكتبة الإسلامية بمدريد، ومؤسسة البيت العربي، فقالت: سعيدون بمشاركة إسبانيا ضيف الشرف في معرض الرياض الدولي للكتاب، كما أن سروري لا يوصف بما أتيحت لي به المشاركة عبر فعاليات المعرض الثقافية. وأضافت نوريا: هناك كثير من المشتركات الثقافية بين الثقافتين العربية والإسبانية، التي يمثلها الإرث الثقافي بين الثقافتين المكتوب في المؤلفات، أو الإرث العمراني الذي يدلل على حجم التواصل بين العرب وإسبانيا، الذي يدل على تأثر الثقافتين بعضهما ببعض. أما عن حجم المخطوطات العربية الموجودة في المؤسسات الثقافية الإسبانية، أشارت نوريا إلى أن هناك ما يقارب 3500 مخطوط عربي، موجودة لدى عدة جهات إسبانية، التي وصفتها نوريا بأنها تمثل سجلا مهما لدراسة التواصل بين الثقافتين العربية والإسبانية. أما صاحب كتاب "البنية الطوباوية لقصور الحمراء" وكتاب "مغامرة القلم: تاريخ الخط العربي وفنانيه وأساليبه" وكتاب "قراءة الحمراء: الدليل المصور للكتابات المنقوشة في الحمراء" أستاذ تاريخ الفن في جامعة غرناطة الدكتور خوزيه ميغيل بورتا، الذي أسهم - أيضا - في تنسيق وتأليف ومراجعة مشروع "موسوعة الثقافة الأندلسية، فقد عبر - أيضا - من جانبه عن بالغ سروره لحضوره معرض الرياض الدولي للكتاب، والتعرف عن قرب إلى هذا المحفل الثقافي. وقال خوزيه: شعرت شخصيا بفرح غامر لمشاركة إسبانيا ضيف شرف هذا المعرض الجميل، وهي فرصة سمحت لي أن أزور عددا كبيرا من الأجنحة، التي شاهدت خلالها إقبال المواطن السعودي على الكتاب، وعلى ما شاهدنه من اهتمام زوار المعرض بمقر ضيف الشرف، الذي نشكر عبر هذه المشاركة حكومة المملكة على استضافتنا، ونقدر لوزارة الثقافة والإعلام السعودية، القيام على هذا المعرض. وقال خوزيه عن مشاركة الكتاب الإسباني للكتاب العربي في معرض الرياض: حرصنا أن نأتي معنا بما يمكننا نقله إلى الرياض من الكتب الإسبانية، التي تناولت الثقافة العربية، ومن الكتب الإسبانية المترجمة إلى اللغة العربية، إلى جانب العديد من المؤلفات والمنشورات المتعلقة بالثقافة الأندلسية، التي تعد مرتكز رئيسا التقت فيه الثقافتين العربية والإسبانية. من جانبه وصف الفائز ب "جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة" لعام 2013م والحاصل على الدكتوراه في الترجمة من جامعة ملقا، لويس ميغيل بيرث، الذي يشغل منذ عام 2006 منصب رئيس مدرسة طليطلة للمترجمين، الذي قدم خلال السنوات الماضية الإشراف على أكثر من عشرة برامج للترجمة ن الإسبانية وإليها، إضافة إلى عمله مدرسا للترجمة في عدد من الجامعات العربية، منها جامعة بغداد، وجامعة تطوان، وجامعة طنجة. يقول لويس عن اختيار المترجم لما يقوم بترجمته: كثيرا ما يقوم المترجم بما تدفعه إليه رغبته الشخصية، إضافة إلى ما يقدم إليه من الأفراد أو دور النشر أو المؤسسات الثقافية لترجمته، لكونه محترفا للترجمة، ما يجعل المترجم يتعامل مع هذه المترجمات لكونها مهنته، مؤكدا أهمية حيادية المترجم، بعيدا عن تحريف أو تزوير معلومة ما، لكون المترجم يشتغل للكاتب والكتاب والمجتمع القارئ، مردفا قوله: المترجم عليه أن يترجم ما يقرأ في النص، دونما تدخل لتغيير او تصحيح، مؤكدا ان المترجم متى ما وجد ضغوطا فردية أو مؤسسية، فهو يملك حق الرفض. وقال لويس: إن الفوز بجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة، وسام فحر لكل مترجم، وتتويج لكل جهوده ومسيرته، مشيرا إلى أن المترجم المحترف قد يقوم بترجمة نص رديء، لكون الترجمة مهنته ومصدر معيشته. أما عن انطباعات لويس عن معرض الرياض الدولي للكتاب في هذه الدورة فقال: نشكر المملكة على هذه الدعوة الكريمة، التي استضافتنا ضيف لشرف هذه الدورة، فقد سمعت كثيرا عن معرض الرياض للكتاب، بحكم إجادتي اللغة العربية، لأجدها فرصة كبيرة أن استمتع بالتعرف إلى المعرض، وشراء الكتب العربية، التي أتصور أنها فرصة ثمينة لي بحضور المعرض والمشاركة في فعالياته. خواكين برايث نوريا توريس لويس ميغيل رامون مايراتا