صدرت في يناير 2014م قائمة أعدتها منظمة (نيو وورلد ويلث) عن عدد المليونيرات في العالم بنهاية عام 2013م. وتعرف هذه المؤسسة المليونير بأنه الشخص الذي يبلغ صافي موجوداته بمليون دولار أو أكثر مع استثناء المساكن الخاصة. وتبين الاحصائيات ان 85 ثرياً في العالم يسيطرون على ثروات تعادل ثروة نصف سكان العالم مجتمعين، مما يدل على اتساع الهوة العميقة بين الاغنياء والفقراء في العالم، وقالت المنظمة ان مداخيل هؤلاء الأثرياء بلغت 240 مليار دولار في عام 2013م، بينما تعيش شريحة كبيرة من الناس حول العالم في فقر مدقع، حيث يبلغ معدل مداخيل الفرد حوالي دولاراً وربع الدولار في اليوم. وتبدو الصورة قاتمة عندما ننظر إلى الفروق بين الأغنياء والفقراء، ولكن عندما ننظر إلى المال كوسيلة لتحقيق العيش الكريم بدون الركض وراء المادة، تصبح الصورة أكثر إضاءة وتفاؤلاً. فلكي تكسب المال يجب أن تعمل بكل جهد وإخلاص في وظيفتك أو من خلال تأسيس عملك الخاص، بدون اللجوء إلى الطرق غير المشروعة. فالمال ليس هدفاً ولكنه نعمة لتحقيق السعادة والرفاهية والعيش الكريم. ويقول روبرت كايوساكي وهو رجل بدأ حياته فقيراً وأصبح مليونيراً ومحاضراً في مجال تنمية الموارد البشرية إن الغني هو من كانت مصروفاته ونفقاته أقل من إجمالي دخله. ولذلك فإن على كل من يريد كسب المال والمحافظة عليه أن يعرف الفرق بين الأصول والخصوم. فالأصول هي الأشياء التي تضع المال في جيبك، أما الخصوم فهي الأشياء التي تخرج المال من جيبك، والفرق بين الغني والفقير هو التصرف الذي يبديه كل منهما حيال الأصول والخصوم، ولذلك فإن المحافظة على المال تتم بأن تكسب أكثر مما تنفق. وينبغي أن يعمل الإنسان ليس من أجل المال لذاته، بل أن يعمل من أجل التعلم واكتساب الخبرة. فإذا تعلمت وزادت خبرتك وتعددت قدراتك وقدمت للناس ما يفيدهم، فإن المال سيأتيك حتماً، فالمعرفة والخبرة والعمل تؤدي إلى كسب المال. وتذكر دائماً أن المحافظة على الثروة أو المال أصعب أحياناً من الحصول عليه. وتتم المحافظة على المال بالصرف المتوازن والبحث عن الفرص والأمان، والاستثمار الجيد. إن المحافظة على المال لا تتم بالهدر والإنفاق بشكل مفرط، بل بإدارة المال بشكل عملي، ويتم ذلك بالصرف بحكمة دون بخل وبكسب المال الذي يغطي مصروفاتك ويفيض عن احتياجاتك.