تُعد المجالس البلدية من الوسائل المُعينة على إيجاد تواصل فاعل بين المواطن والمسؤول، عبر مساهمتها في نقل همومه واقتراحاته، وكذلك السعي في تحقيق مطالبه، وتستأثر شريحة الطلاب في هذا المجال بنصيب الأسد من حيث الأهمية، سواءً على مستوى التعليم العام أو الجامعي، إذ يشكل هؤلاء أكبر شريحة من بين شرائح المجتمع، حيث يزيد عددهم على خمسة ملايين طالب وطالبة تقريباً، ومع ذلك فإنَّ الملاحظ أنَّ العلاقة بين المجلس البلدي والطلاب تبدو متواضعة إن لم تكن معدومة، خاصة في مجال تعريفهم بالأعمال المنوطة بالمجالس البلدية، بما يضمن تزويدهم بالوسائل المساعدة على تحمل المسؤولية. ويبقى من المهم توطيد العلاقة بين الطلاب والمجالس البلدية عبر تنظيم عدد من اللقاءات الحوارية بين الجانبين؛ من أجل إفساح المجال للطلاب للتعبير عما يدور في خواطرهم، لغرس وتنمية روح الإبداع والابتكار لديهم، وتنمية قدراتهم للإسهام في المشروعات المستقبلية، كذلك لا بد من إشراك الطلاب في حفلات وضع حجر الأساس للمشروعات؛ لأنَّها ستكون لهم ولمن بعدهم، إضافةً إلى أهمية مشاركتهم في الحملات التي تستهدف إزالة الكتابات العبثية من على الجسور والطرقات والأماكن العامة، حيث سيكون لذلك العديد من الفوائد التربوية، ولا مانع من تنظيم مسابقة في الرسوم والمجسمات لتصميم مجسم جمالي في المدن والمحافظات، على أن يتم ذلك عبر التنسيق بين المجلس البلدي وإدارات التربية والتعليم. علاقة وثيقة ودعا "زياد الشهري" -طالب- إلى إيجاد علاقة وثيقة بين الطلاب والمجالس البلدية، مؤكداً على أنَّ ذلك سيُعزز جانب الاهتمام بالمشروعات البلدية واحترامها لدى الطلاب، مشيراً إلى أنَّ الواقع الحالي مؤسف من قبل بعض الطلاب تجاه المشروعات البلدية، موضحاً أنَّ بعضهم يعملون على تكسير الألعاب في الحدائق العامة والكتابة على الجدران، مرجعاً ذلك إلى غياب الوعي وعدم استشعار المسؤولية لديهم. وأضاف أنَّ التواصل بين الطلاب والمجالس البلدية من شأنه رفع درجة الوعي لدى الطلاب، لافتاً إلى أهمية إشراك الطلاب في أعمال مسح الكتابات العبثية وتنظيف الأماكن العامة والمتنزهات، إلى جانب تزويدهم بالمحاضرات والندوات التثقيفية والتعريفية حول بعض المشروعات الخدمية، ومن أهمها الحدائق العامة والمجسمات الجمالية والطرقات. شراكة حقيقية وأكد "سعد بن محمد بن زاهر" -رئيس المجلس البلدي بمحافظة تنومة– على أنَّ هذه الفكرة تنال ترحيب وتقدير المجلس البلدي، مضيفاً أنَّه تمَّ مؤخراً التواصل مع مدير ثانوية أبو بكر الصديق بمحافظة تنومة، لافتاً إلى أنَّ اللقاء معه تناول مدى العلاقة بين المجلس البلدي والمجتمع التربوي، خاصة فئة الطلاب، مرحباً في هذا المجال بأيّ أفكار حول هذه العلاقة بما يخدم الصالح العام. وأيَّده الرأي "عبدالله بن سعد بن سعيد" -رئيس قسم التخطيط والتطوير بإدارة التربية والتعليم بمحافظة النماص-، مضيفاً أنَّ الفكرة ممتازة ورائعة وتحتاج إلى تفعيل على أرض الواقع. وشاركه الرأي "عمر بن عبدالله بن ظافر" -مشرف تربوي-، مشيراً إلى أنَّ الفكرة تبدو رائعة وجديدة وغير مسبوقة، مبيناً أنَّ هناك أوجها كثيرة لهذا التعاون، بيد أنَّ المهم هو أن تجتاز هذه الأفكار مرحلة الفلاشات والتقارير الشكلية للتحوُّل نحو عقد شراكة حقيقية بين الجانبين في هذا المجال. بصمة مؤثرة ورأى "سعيد بن ناصر الأسمري" -مدير ثانوية الملك فهد بمحافظة تنومة- أنَّ شريحة الطلاب في "المملكة" تُعد من أكبر شرائح المجتمع، مشيراً إلى أنَّ هناك ما يقارب خمسة ملايين طالب وطالبة بمدارس التعليم العام، مؤكداً على أنَّه لا بد أن يكون لهم بصمة مؤثرة في التنمية التي تعيشها بلادنا في شتى المجالات، مشدداً على ضرورة وجود برامج تُحفزهم على المحافظة على المكتسبات الحضارية للوطن؛ لأنَّها وجدت لتبقى لهم وللأجيال القادمة من بعدهم. وشدد على ضرورة توطيد العلاقة بين المجلس البلدي وطلاب وطالبات المدارس على وجه الخصوص والمعلمين ومنسوبي التعليم بشكل عام، موضحاً أنَّ هناك العديد من المقترحات التي تخدم هذه العلاقة وتوطدها بين الجانبين، ومن ذلك تنظيم مسابقة في الرسوم والمجسمات يشارك فيها طلاب وطالبات التعليم العام لتصميم مجسم جمالي في المدن والمحافظات، على أن يتم ذلك عبر التنسيق بين المجلس البلدي وإدارات التربية والتعليم في المناطق. آثار إيجابية وذكر "الأسمري" أنَّه بالإمكان أن تُطرح المسابقة في الميدان التربوي وتُجمع المشاركات وتُحكَّم، ومن ثمَّ يتم الإعلان عن الفائزين وتكريمهم، على أن تتولى البلدية تنفيذ هذا المجسم بطريقتها الخاصةً، لافتاً إلى أنَّ ذلك سيكون له العديد من الأهداف التربوية التي ستنعكس آثارها الايجابية على الطلاب والطالبات وعلى المجلس البلدي نفسه، موضحاً أنَّه من الممكن أن يتم تنظيم بعض المعارض في الميادين أو المتنزهات أو الحدائق العامة، على أن تضم أعمالاً فنية من إنتاج طلاب وطالبات المدارس، ومن ذلك الرسومات الورقية أو على القماش أو الصوف أو الزجاج أو الأعمال الخزفية والنحاسية. وأشار إلى أنَّه من المهم ألاَّ يقتصر التعاون بين الجانبين على الأعمال الفنية فقط، بل لا بد أن يتعدى ذلك إلى إشراكهم في نشاطات البلدية، داعياً إلى إشراك طلاب المدارس في حفلات وضع حجر الأساس للمشروعات التي تنفذها البلدية؛ لأنَّها ستكون لهم ولمن بعدهم، إلى جانب مشاركتهم في حفلات افتتاح المشروعات التي تنفذها البلدية، موضحاً أنَّه من الممكن أيضاً أن تتاح الفرصة لهم بالمشاركة في قص شريط الافتتاح. مسميات الشوارع وشدّد "الأسمري" على أهمية مشاركة الطلاب في عدد من الحملات التي تستهدف إزالة الكتابات العبثية من على الجسور والطرقات والأماكن العامة، وذلك بالتنسيق بين المجلس البلدي وبعض المدارس، على أن تعمل البلديات على تأمين الدهانات والأدوات اللازمة، مبيناً أنَّ ذلك ستكون له العديد من الفوائد التربوية التي تعود على الطلاب، إلى جانب مساعدة البلديات في المحافظة على مشروعاتها. وأكد على وجود العديد من الطرق المساعدة على إشراك الطلاب في صنع القرار البلدي، ومن ذلك منحهم الفرصة في اختيار مسميات الشوارع والميادين العامة، مشيراً إلى أنَّ ذلك سيجعلهم يشعرون بالفخر؛ لأنَّهم شاركوا في تسمية شوارع بلدتهم أو مدينتهم، وبالتالي فإنَّهم سيكونون هم أول من سيحافظ على هذه اللوحات من العبث، لافتاً إلى أنَّه بالإمكان تكريم بعض المحال التي تلتزم ببيع المواد الغذائية الصحية بوضع اسمها في لوحات داخل المدارس باعتبارها محالاً معززة للصحة العامة، على أن يكون هناك تنسيق في هذا الجانب بين إدارات التربية والتعليم والمجالس البلدية. علاقة قوية وبيّن "د. سعيد الفقيه" -كاتب صحفي- أنَّ بيئة المدارس تُعد مكاناً مناسباً لاستيعاب واستثمار كافة الموارد والإمكانات والطاقات الكامنة عند الطلاب بمختلف المراحل التعليمية، مضيفاً أنَّ المشكلة تكمن في عدم وجود التواصل والتنسيق والمشاركة بين المؤسسات التربوية والتنظيمات المجتمعية، وبالتالي امتد تأثير ذلك بشكل كبير على بقية الأنساق الاجتماعية الأخرى، مشدداً على أهمية مضاعفة الجهد لتصحيح الوضع عبر مد جسور التواصل والتلاقي بين أهم مؤسسات المجتمع، وعلى رأسها المجلس البلدي والمؤسسات التربوية وفي طليعتها مدارس التعليم العام. تنظيم عدد من اللقاءات الحوارية يغرس روح الإبداع والابتكار لدى الطلاب.. لا تهملوهم وأوضح أنَّه من الواجب أن تكون هناك علاقة قوية ومتينة بين المجالس البلدية والطلاب باعتبارهم شباب المستقبل وثروة الوطن، مضيفاً أنَّ ذلك من الممكن أن يكون عبر غرس حب المشاركة المجتمعية والعمل التطوعي في نفوس الأبناء عن طريق إرشادهم وتوجيههم، على أن يبدأ ذلك في المدرسة وتُكمله الأسرة ويستفيد منه الوطن، مشيراً إلى أنَّ ذلك يمكن أن يتم من خلال المحاضرات والندوات والدروس المنتقاة بشكل صحيح والدورات التدريبية المختلفة التي تتناول موضوعات المقدرات والمكتسبات الوطنية ودور جميع أفراد المجتمع في المحافظة عليها وحمايتها. روح الابتكار وقال "الفقيه": إنَّ تلك المكتسبات لم تُنجز إلاَّ لنا ومن أجلنا، فهي تخص كل واحد منَّا وملك له، فحريٌّ بنا المحافظة عليها بأي شكل، مضيفاً أنَّه بالإمكان عرض بعض الصور أثناء الدقائق الأولى لبعض الحصص تتناول بعض المشروعات التنموية والمنجزات الحضارية، ومن ثمَّ التعليق عليها من قبل الطلاب، مشدداً على أهمية مشاركة الطلاب بشكل فعلي وعملي في المشروعات الوطنية المختلفة عبر تنظيم زيارات ميدانية للطلاب إلى تلك المشروعات وأخذ انطباعاتهم عنها وملاحظاتهم حولها والاستئناس برأيهم حيال كيفية تطويرها، مؤكداً على أنَّ ذلك من شأنه زرع الثقة في نفوس الطلاب. وأضاف أنَّه من الممكن أن تتم تنمية العلاقة بين الطلاب والمجلس البلدي عبر تنظيم عدد من اللقاءات الحوارية بين الجانبين؛ من أجل إفساح المجال للطلاب للتعبير عن ما يدور في خواطرهم، إلى جانب غرس وتنمية روح الإبداع والابتكار لديهم، وكذلك تنمية قدراتهم للإسهام في المشروعات المستقبلية أو تحسين المشروعات القائمة، إضافة إلى إكسابهم مهارات التفكير الإبداعي والنقد البناء. تواصل الطلاب مع المجالس البلدية يُعزز الاهتمام بالمشروعات البلدية د. سعيد الفقيه سعد بن زاهر سعيد الأسمري