نظم مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بالتعاون مع معرض الرياض الدولي للكتاب، ندوة الحوار مع الآخر في المجتمع الافتراضي، مساء يوم السبت 7 جمادى الأولى 1435ه، في مقر المعرض. وشارك في الندوة الشيخ ناصر القطامي، والإعلامي عبد الله المديفر، والإعلامي صلاح الغيدان، والإعلامي محمد العوهلي، فيما أدار الندوة الدكتور فهد السلطان نائب الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني. وأكد د.السلطان في كلمته على اهتمام مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بوسائط التواصل الاجتماعي، واستشعاره لأهميتها وتأثيرها في تشكيل الرأي العام، ودورها في نشر ثقافة الحوار بين شرائح المجتمع وخصوصاً الشباب، مشيراً إلى تخصيص المركز لقاء الخطاب الثقافي السادس الذي نظمه في مدينة الدمام للحوار حول وسائل التواصل الاجتماعي. وقال إن المركز يتطلع من خلال ندوة الحوار مع الآخر في المجتمع الافتراضي إلى حوار مثمر وهادف، بمشاركة نخبة مميزة من المثقفين الذين لهم مشاركة فاعلة واهتمام واسع في وسائل التواصل الاجتماعي. وتناول المديفر في كلمته موضوع الحوار مع الآخر سواء في المجتمع الواقعي أو الافتراضي ومحاولات الإقصاء للآخر المخالف في الرأي، وخصوصاً في المجتمع الافتراضي، والذي اعتبره أكثر واقعية ووضوحاً عند التعبير عن الأفكار والآراء، كما تناول الأسباب التي تؤدي إلى مشكلة محاولات إقصاء الآخر وإلغائه وأحادية الآراء في المجتمع من حيث الدوافع، وتأثير نشأة الفرد في جنوح شخصيته نحو النزعة الفردية في تغليب الرأي الواحد. وأشار إلى مسؤولية مؤسسات المجتمع في تكوين ثقافة تقبل الاختلاف والحوار، مؤكداً على أن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني منارة حقيقية لنشر ثقافة الحوار من خلال إتاحته فرصة الحوار بين جميع الأطياف. من جهته أكد الغيدان على أهمية تناول ظاهرة تفاعل المجتمع مع وسائط التواصل الاجتماعي والقضايا التي يتم تداولها من خلال المجتمع الافتراضي، وتناول تجربته مع وسائل التواصل الاجتماعي وقناعته بضرورة قبول الرأي الآخر حتى لو اختلفت معه، مبيناً أنه من خلال تجربته في هذا المجال لم يقم بحجب أي شخص من التواصل معه من خلال تلك الوسائط. وعزا العوهلي ارتفاع نسبة المشاركات في المملكة في وسائط التواصل الاجتماعي واتجاه الشباب اليها أنها أصبحت مكاناً مناسباً للشباب لإيصال أفكارهم وأطروحاتهم بشكل مباشر للجمهور، وقال إن سهولة الوصول والتعبير عن الرأي من أهم أسباب انتشار ظاهرة التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى أنه من خلال المجتمع الافتراضي لم يعد هناك حواجز بين المبدع والمتلقي كما كان سابقاً. فيما تركزت مشاركة الشيخ ناصر القطامي حول أسباب ازدواجية بعض الشخصيات عند تعاملها مع المجتمع الافتراضي وعند تعاملها مع الآخر والأسباب التي أدت إلى هذه الازدواجية، وأهمية تنظيم العلاقة والحوار مع الآخر، كما دعا إلى ترشيد استخدام التقنية، والتي يرى أن التعامل معها لم يعد ترفاً وإنما أصبح ضرورة لتيسير وتسهيل التعاملات اليومية في المجتمع. وشهدت الندوة تفاعلاً كبيراً من الحضور، من خلال مداخلاتهم واستفساراتهم من ضيوف الندوة في حوار مفتوح، استمع فيه المشاركون إلى إجابات ورؤى ضيوف الندوة حول الأسئلة المطروحة في اللقاء. يشار إلى أن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني يشارك أيضاً في معرض الكتاب من خلال جناح خاص في المعرض للتعريف بإصدارات المركز والفعاليات والأنشطة التي ينفذها، والتي تشمل اللقاءات الوطنية ولقاءات الخطاب الثقافي والبرامج الشبابية، وبرامج التدريب على الحوار، والدراسات، واستطلاعات الرأي العام، بالإضافة إلى نحو 80 إصداراً يتم عرضها على زوار معرض الكتاب.