ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات بين قوات النظام وقوات الدفاع الوطني ومقاتلي "حزب الله" اللبناني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام وعدة كتائب إسلامية مقاتلة استمرت أمس في محيط مدينة يبرود"، آخر معاقل المقاتلين في القلمون شمال دمشق. وقال ناشطون ل"فرانس برس" عبر الانترنت أن الطيران السوري ألقى أمس "براميل متفجرة" على المدينة. وأفادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) أن القوات النظامية قصفت المنطقة الصناعية ودوار الصالحية والمدخلين الشمالي والشرقي ليبرود. وأفاد المرصد عن مقتل 25 مقاتلاً، إضافة الى 11 جندياً من قوات النظام وعنصر من "حزب الله"، في معارك يبرود الجمعة. وتقدمت القوات النظامية مدعومة بحزب الله في الأيام الماضية في اتجاه يبرود، وسيطرت على مناطق محيطة بها. وتحاول هذه القوات السيطرة على التلال المحيطة بيبرود لتصبح المدينة تحت مرمى النيران. وتواصلت المعارك في مناطق عدة، لا سيما في دير الزور حيث افاد المرصد عن "سيطرة القوات النظامية على جبل الثردة عقب سيطرة الكتائب الإسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة عليه"، مشيرا الى ان معارك الكر والفر "لا تزال جارية" بين الطرفين. ولقي المصور السوري في قناة "الميادين" عمر عبد القادر مصرعه خلال تغطيته هذه الاشتباكات. وافادت القناة السبت "استشهاد الزميل المصور (...) عمر عبد القادر (...) في جبل الثردة في محيط مطار دير الزور خلال تغطيته للمواجهات" بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة. وفي اتصال هاتفي مع القناة، قال قائد العمليات العسكرية في المنطقة العميد عصام زهر الدين ان عبد القادر تعرض لرصاص قنص من مسافة بعيدة "وفارق الحياة اثناء نقله الى مشفى دير الزور العسكري". وقالت القناة ان عبد القادر سوري من دير الزور، وهو من مواليد الثامن من آذار/مارس 1987، وتوفي في يوم اتمام عامه السابع والعشرين. وهو الشاب الوحيد لأسرته، وله ثلاث شقيقات. وقالت شقيقته فاتن في اتصال هاتفي مع القناة "عمر كان بطلا لا يخاف. ينزل (للتغطية) من دون درع واق من الرصاص او خوذة". اضافت ان عائلته تعيش حاليا "صدمة كبيرة (...) عمر كان رجل المنزل. اليوم عيد ميلاده وكنا نحضر احتفالا... الآن سنحتفل باستشهاده". وشدّدت القوات النظامية السورية الطوق على مقاتلي المعارضة في المناطق القريبة من الحدود مع لبنان، بسيطرتها السبت على بلدة الزارة في الريف الغربي لحمص، مع تواصل المعارك في محيط مدينة يبرود شمال دمشق. في غضون ذلك، قتل مصور فضائية "الميادين" عمر عبد القادر (27 عاما) برصاص قنص اثناء تغطيته المعارك في دير الزور شرق سورية. وكانت قوات النظام بسطت أول من أمس سيطرتها الكاملة على بلدة الزارة ومحيطها. وقالت قيادة الجيش في بيان بثه التلفزيون الرسمي، ان هذا التقدم يكتسب اهميته "من الموقع الجغرافي الذي تتمتع به بلدة الزارة، كونها تشرف على الطريق الدولي الذي يربط بين المنطقتين الوسطى والساحلية، فضلا عن اتخاذها ممراً رئيساً للمسلحين القادمين من الاراضي اللبنانية". وتقع الزارة في ريف مدينة تلكلخ الحدودية مع لبنان. وعرض التلفزيون لقطات من الزارة، تظهر انفاقا وضعت فيها بعض الفرش للنوم والاغطية المصنوعة من الصوف. كما بدا جنود يزيلون عبوات ناسفة، اضافة الى جثث لرجال بملابس عسكرية يرجح انهم مقاتلون معارضون. وكان مصدر ميداني في "جيش الدفاع الوطني" الموالي للنظام افاد وكالة فرانس برس ان اقتحام الزارة تم من المحورين الغربي والجنوبي. واكد المرصد السوري لحقوق الانسان سيطرة النظام على البلدة ذات الغالبية التركمانية، اثر معارك مع مقاتلين اسلاميين ابرزهم من تنظيم "جند الشام". واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان المعارك ادت الى مقتل "العشرات" من الطرفين، وان الزارة "كانت معقلا للمقاتلين الاسلاميين". وسيطرت القوات النظامية في الايام الماضية على التلال المحيطة بالزارة، وتقدمت في اتجاهها بهدف السيطرة على ريف حمص الغربي. وأطلقت هذه القوات منذ اكثر من شهر معركة السيطرة على هذه البلدة التي تبعد 53 كيلومترا من مدينة حمص.