تواصلت المعارك على جبهات القتال في مناطق سورية مختلفة، وسط استمرار ضغط القوات الحكومية على مدينة يبرود الاستراتيجية شمال دمشق، في وقت هددت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بالعودة إلى محافظة حلب التي طُردت منها في شمال سورية، متوعدة بذبح من سمتهم عناصر «الصحوات»، في إشارة إلى فصائل سورية مسلحة تخوض مواجهات مع «الدولة الإسلامية» منذ بداية هذه السنة. وأعلنت وسائل إعلام حكومية أمس أن الجيش السوري «قضى على أعداد كبيرة من الإرهابيين في منطقة يبرود بريف دمشق». وتستخدم السلطات هذا الوصف على المعارضين المسلحين. وأشارت إلى أن بعض هؤلاء القتلى ينتمي إلى «الجبهة الإسلامية» التي تضم مجموعات مسلحة مختلفة. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن مصدر عسكري إن من بين «الإرهابيين القتلى» سعودياً مُلقّباً ب «أبو مالك» وهو قيادي في «الجبهة الإسلامية»، و «سمير نصر الله رحمون» الذي يقود مجموعة «الأمن الداخلي»، ومحمود عروق الملقب «أبو علي اليبرودي» والذي وُصف بأنه «ممول ومتزعم عمليات المجموعات الإرهابية في المنطقة»، وأنس عبود وركن مثقال حمامة وهما من جماعة «حركة أحرار الشام» الإسلامية. وجاءت معلومات وسائل الإعلام الحكومية في وقت أورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره بريطانيا) «أنباء عن استشهاد قائد كتيبة المهمات الخاصة في لواء إسلامي مقاتل خلال اشتباكات مع القوات النظامية مدعمة ب «حزب الله» اللبناني وقوات الدفاع الوطني، في محيط يبرود». وأشار إلى «استشهاد مقاتلين اثنين آخرين في الاشتباكات ذاتها، كما استشهد رجل ومعلومات عن سقوط جرحى جراء قصف للقوات النظامية على مناطق في بلدة جيرود بالقلمون». ولفت «المرصد» أيضاً إلى «تعرض محيط بلدة هريرة وطريق الجرد لقصف من القوات النظامية». وتسعى القوات النظامية منذ أيام إلى التقدم نحو يبرود وهي من المعاقل الأخيرة المتبقية للمعارضة المسلحة في سلسلة جبال القلمون المحاذية للحدود اللبنانية. وفي محافظة حمص، أشار «المرصد» إلى «تعرض جبهة خضور في بلدة غرناطة لقصف من القوات النظامية ... كما استشهد رجل من قرية حوارين تحت التعذيب في سجون القوات النظامية». وتحدث أيضاً عن «استشهاد 6 مقاتلين من الكتائب الإسلامية المقاتلة خلال اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني على أطراف قرية الزارة بريف تلكلخ، كما تجددت الاشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية على جبهة الهاجمة في غرب بلدة الدار الكبيرة». أما في محافظة حلب (شمال)، فقد أفاد «المرصد» أن اشتباكات وصفت بالعنيفة وقعت «بين جبهة النصرة والكتيبة الخضراء وكتائب اسلامية مقاتلة من طرف والقوات النظامية من طرف آخر في محيط مطار كويرس العسكري، وسط قصف متبادل بين الطرفين، كما تدور اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في محيط قرية الشيخ نجار الخاضعة لسيطرة القوات النظامية، وسط قصف من القوات النظامية على مناطق في المدينة الصناعية، ما أدى إلى اندلاع النيران في معمل الكرتون». وفي مدينة حلب نفسها سقطت قذيفة على منطقة في حي المشهد، ما أدى إلى أضرار مادية، بينما وردت معلومات عن مقتل مواطن برصاص قنص في حي العامرية. وأورد «المرصد» أيضاً من محافظة حلب أن مصادر كردية أشارت إلى أن «مسلحين مجهولين هاجموا قرية احرص التي يقطنها مواطنون كرد، وخطفوا نحو 15 مواطناً واقتادوهم إلى جهة مجهولة». وفي محافظة القنيطرة (جنوب غربي سورية)، أشار «المرصد» إلى تعرض مناطق في بلدة الصمدانية وقرية أم باطنة لقصف من القوات النظامية، في حين تعرضت مناطق في بلدتي قصيبة وعين زيوان لقصف بالبراميل المتفجرة. وفي محافظة الرقة (شمال شرقي سورية)، نقل «المرصد» عن مصادر موثوق بها «ان الدولة الإسلامية أقامت احتفالاً بحديقة الرشيد في مدينة الرقة، وأنها شغّلت أناشيد تهدد (فيها) ما أسمتهم «الصحوات» بالذبح، كما أسمعت الحاضرين خطابات لأمراء الدولة الإسلامية في الرقة، تتوعد بالعودة والسيطرة على مدينة حلب وذبح مقاتلي الصحوات والتابعين لهم قريباً». كما اتهم متحدثون في احتفال «الدولة الإسلامية» كتائب اسلامية مقاتلة باختطاف «40 مهاجرة مجاهدة»، وتوعدوا مقاتلي هذه الكتائب الإسلامية المقاتلة بالذبح.