بالحديث عن النقد؛ المقدمات لدي من أكثر الأمور التي تحتاج إلى نقد، نسعد كثيرا إذا كانت المجالس عنوانها النقد باستطاعتنا أن ننتقد الاشياء نفسها أكثر من مرة في نفس اليوم بالعمل والبيت مع الاصدقاء وفي قاعات الانتظار ومواقع التواصل الاجتماعي ونفس الاشياء هي حديثنا الشوارع ازدحامها وحفرها والفوضاء وعدم تقيدنا بكل شيء، بل إن الانتقاد لدينا يتسع ويتقلص على حسب الجهة المراد نقدها ففي مقارنات الدول ننتقد الحياة المعيشية في التنظيم والحقوق والتعليم حتى اذا قلصنا حدود انتقادنا ننتقد الزملاء ونعَرج على الأخوة والوالدين وإذا اختلينا بأنفسنا في يوم ملئ بالانتقادات ننتقد انفسنا، كنت انتقد كل شيء حتى اصبحت اجيد الانتقاد ولو كان للانتقاد مراحل لحققت فيه المراتب الاولى. السؤال لماذا كل هذا الكم من الانتقاد؟ حقيقة يختلف من بيئة الى اخرى ومن مستوى تعليمي الى غيره .. قررت أن اتوقف عن الانتقاد بعد أن سبب لي مشاكل نفسية كثيرة فالضغط على الذات وسماع كل ما هو سلبي يؤذي الجسد والنفس والعقل مع مرور الوقت وأيضاً اصبحت اعاني من اعراض الانسحاب. النفس البشرية تحب النقد لأنه يريحها من امور كثيرة فأي فشل يقع على الانسان يجعل عقله يفكر كيف اهرب منه فيضع الاسباب على الامور التي تنتقد دائما لم اتعلم لان التعليم ردئ لم أفكر لان المفكرين يتم تحطيمهم بالإجراءات والقوانين، قررت التفاؤل؛ الازدحام يعلمني الصبر، الحفر تزيد من كفاءة قيادتي، التعليم اجعله متعة واعمل على زيادة معلوماتي من وسائل اخرى الطرق التي لم يتم استكمال انتقادها سوف يصبح ذكرى والصبر كما قيل فن إخفاء نفاد الصبر، من لا يستطيع تحويل هذه الامور الى أشياء ايجابية لنركز على الاشياء الجميلة، حياتنا صحتنا ابائنا ابنائنا اخوتنا منازلنا وظائفنا أي شيء مستقبلنا فكما قالوا: (ما تركز عليه تحصل عليه) لنصبح مرنين فالبواخر على ضخامة حجمها تحركها دفة صغيرة في مؤخرتها، فالحياة عبارة عن دوائر بعض هذه الدوائر لا نستطيع التأثير فيها إذاً فلنعمل على الدوائر الاصغر حجماً والتي نستطيع التأثير فيها فالحياة أكمل وأنقى وأطهر وأجمل وأسعد من أن نجعلها انتقاداً، لا أعني هنا المثالية المطلقة، ولكن هو فن الهروب الى اشياء أجمل ..