عندما تأخرت في الحضور حسب الموعد مع (الشك) قال لي: أكيد عرجت على أحد المطاعم حتى لا تعزمني على العشاء. قلت له إن زحمة المرور هي السبب فأجاب: (يمكن). لماذا تقول (يمكن) (ألا تصدقني) قال: أصدقك (ولكن) قلت: ولماذا (لكن) قال: هذه الأسئلة تزعجني. قلت: نحن لم نبدأ بعد. قال: ولماذا لا نبدأ، هل أنت تختبرني؟ قلت: ماذا تقصد؟ قال: أرى أنك تتوقف عند كلماتي وتدقق فيها؟ قلت: نحن نتعلم منك؟ قال: هل تقصد أنني معلم سيئ، هل تتهمني بسوء الأخلاق؟ قلت لا أبداً، أنا أتعلم من الجميع أينما ذهبت. قال: كأنك تقول إنك تجدني في كل مكان وأنت ترمي إلى هدف لم أتأكد منه حتى الآن. قلت: لماذا لا نبدأ الحوار فأنت تضيع الوقت وتضع العراقيل أمام نجاح هذا اللقاء، هل أنت مجبر عليه؟ قال: بل أنت الذي تطرح أسئلة ملغومة. هل أنت مدفوع لمحاكمتي، هل هناك مؤامرة ضدي؟ قلت: كيف نتآمر عليك وأنت معنا وجزء من حياتنا وطريق من طرق الوصول الى الحقيقة. قال: شكراً ولكن الملاحظ أن البعض صار يبالغ في هذا الأمر. قلت: ماذا تقصد؟ قال: أصبح الشك هو مبدأ التعامل بين الناس. قلت: ربما تقصد في المجال السياسي؟ قال: كل المجالات. قلت: هل أنت مرض؟ قال: الله يسامحك. قلت: هل أنت اختبار للمصداقية والأمانة؟ قال نعم: قلت: ولكن لماذا تجعل الإنسان أحياناً يشك في قدراته ولا يثق في نفسه؟ قال: أنا أساعد الإنسان على التفكير، أنا نشاط ذهني صحي. من يشك في نفسة يستطيع أن يتطور ويكتسب الثقة وينجح عند توفر العزيمة والصبر، (ولكن) قلت: رجعنا إلى (لكن) لماذا؟ قال: نعم نرجع إليها لأن المشكلة هي سوء الظن بالآخرين دون وجود مبررات يستند عليها. أنا أساعد الناس على الدقة في العمل والحرص على عدم الوقوع في الأخطاء، وكذلك اكتشاف مواطن الخلل واكتشاف الجرائم، وكشف الغموض. أنا أملك ايجابيات كثيرة. (ولكن) قلت: أوه، لماذا هذه ال (لكن) تقاطعنا دائماً؟ قال: لأن هناك من يبالغ في الشك ويتعامل به بصفة دائمة في كل الظروف ومع الجميع. قلت: هل أرهقناك بكثرة الاستخدام؟ قال: هل (تشك) في قدرتي على التحمل؟ قلت: لماذا(تشك) في مغزى سؤالي؟ قال: أكاد أشك في نفسي؟ قلت: هل تقصد أن الثقة أصبحت غائبة بين الناس؟ قال: هل بدأنا الحوار؟ قلت: أعتقد ذلك. قال: أشك في ذلك.