تباين كبير في الآراء والقرارات يحدث لدينا في الوسط الرياضي مضحك جداً لأنه مليء بالتناقض في مواقف متشابهة تماماً وفي ذات الوقت مبكٍ جداً لأنه متى ما وُجد التباين يعني ذلك أننا لا نتقدم ولا نتطور بل نتراجع للخلف. ولعل غياب حارس النصر عبدالله العنزي عن الحضور للمنتخب كشف لنا مجدداً هذا التباين المبني على العاطفة والميول! فغياب العنزي دون غيره من اللاعبين المنضمين للمنتخب أظهر لنا تباينا كبيرا في الرأي والقرار مع حالات متشابهة حصلت للاعبي المنتخب في حقب زمنية مختلفة! فغياب العنزي أظهر لنا مدافعين عن اللاعب ومبررين لغيابه بل ومهددين بعدم عقوبته. وكأنهم يكتبون لكل لاعبي المنتخب متى أردتم الغياب فهو لكم، فأنتم مخيرون لا مسيرون يا لاعبي المنتخب! وكأنهم يكتبون لكل لاعبي المنتخب الغياب عن نداء الواجب لا يستوجب العقوبة بل الإبعاد فقط! ولذلك لا ألوم العنزي عندما ظهر مغرداً في تويتر بصورة فيها استهتار شديد جداً وكأن غيابه يخص ناديا معينا ولا يخص الوطن بأكمله. الوطن الذي طالب فيه كل المنتمين لكرة القدم بضرورة انضمامه لإيمان الجميع بأنه الحارس الأول حالياً في رياضتنا. ولكن للأسف خذل الكل بغيابه وحرم نفسه من فرصة لطالما انتظرها طويلاً هو والوسط الرياضي برمته. وهنا قضيتي ليس عبدالله العنزي الحارس المميز الذي بمشيئة الله سيستفيد من هذا الدرس ليعود مجدداً للمنتخب ويشارك مع زملائه في تمثيل الوطن خير تمثيل. هنا قضيتي جماعة: لا تكبروها، الذين غابوا في قضية عكاز سالم الدوسري وظهروا في قضية العنزي مقللين من غيابه. أين المعيبد والقريني وقت التشكيك في إصابة سالم الدوسري واتهامه بتعاطي المنشطات؟! أين هم والوسط الرياضي برمته يسخر من لاعب دولي شاب ويتهمه بالتخاذل عن تمثيل بلاده؟! لم نرَ حينها تصريحات لا تكبروها بل صمت رهيب عنوانه الرئيسي: شعللوها !! فالتفرقة من إدارة المنتخب والإعلام بين اللاعبين تهدم لا تبني، فكل نجومنا يجب أن تكون مسافة إنصافهم والدفاع عنهم ثابتة. فالدفاع عن اللاعبين يجب أن يكون بشكل مستمر لا أن يأتي بشكل متقطع مبني على اللاعب وأين يلعب! فالخطأ يجب أن يكون خطأ لا أن يكون صوابا، والصواب صواب لا أن يكون خطأ، حتى نرى منتخب وطن لا منتخب أندية! بقي أن أُشير بأن رياضتنا بحاجة إلى شجعان، رأيهم ثابت، وقرارهم حاضر، التناقض عدوهم، والتباين لا يعرفهم!!