كنت أقرأ دراسة أعدتها- ذا بوسطن كونسلتينج جروب - لقياس أثر مرض السكري عالمياً نشرت في ملحق الرياض- وكيف أن حكومات دول الخليج العربي يمكنها أن تحّد من الأعباء المالية لمرض السكري على أنظمتها للرعاية الصحية وتحقيق نتائج أفضل ريثما يتم التوصل إلى علاج لهذا الداء، وهو أمر لا يتوقع حدوثه قبل 2030، حينما فكرت بقائمة صحية أخرى ليس من وجهة نظر عامة او رسمية، وإنما من موقع تفاعل الناس في المجتمع. ووفقاً للدراسة المذكورة فإن هناك ارتفاعاً في نسبة الأمراض المزمنة والمتعلقة بنمط الحياة مثل السكري وضغط الدم المرتفع والسمنة في دول الخليج. ويقول التقرير بان تكلفة رعاية مريض لا يعاني من أي مضاعفات هو 4400 دولار أميركي بينما يقفز الرقم لثلاثة أضعاف في حالة للمريض الذي يعاني من مضاعفات. وبدا الرقم هزيلاً بالفعل أمام آخر يتعلق بكسور هشاشة العظام في الوطن والذي يكلف الدولة 260 مليون ريال سنوياً! والذي ذكر أحد المسؤولين بان الوقاية من المرض عبر حملات التقيف الصحي وصرف الأدوية اللازمة سيوفر قرابة 90٪ من هذه التكلفة. وتمر في خاطري حكايات البيوت عن المرض خاصة لدى أجيال أمهاتنا وجداتنا يرحمهن الله – وكيف نستدعي التفاصيل لجيل البنات كي ينمي وعيهن بالحالة. وكيف ان الكفاح الأمومي ما زال حاضراً فلا تمر أيام دون ألح بالتذكير لبناتي عن أهمية تناول مصادر الكالسيوم من الطعام والتعرض لأشعة الشمس صباحاً" ثبت بانه الوقت الأفضل من النهار للاستفادة من فيتامين د " لتؤكد لي إحداهن بكل مرح بانها تناولت عبوة زبادي ذلك اليوم. وادهش بس؟ وأفكر لماذا ليس للفتيات معلومات كافية عن أهمية الوقاية من مرض هشاشة العظام في الكبر؟ ولماذا لا تستوقفهن معلومة مثل تلك التي نشرت من ان السنوات المبكرة من العمر يجب أن تركز النساء على صحة عظامهن فيهتممن بأنشطة منها الركض البطيء (حتى ولو كان في مكانهن أو جانب من غرفة وهناك تطبيقات رياضية على الهواتف الذكية يمكنهن متابعتها) أيضا قفز الحبل – مرتين أسبوعياً على الأقل لمدة عشرين دقيقة لتتمتع بكثافة جيدة في العظام. الغالب بالطبع أن معظمهن لا يقرأ الجرائد التي تنشر التقارير الصحية وفعاليات التوعية للمجتمع. وعندما يأتيني فوروارد على الايميل او الواتس عن أخبار نشرتها وسائل الإعلام أدرك ان من يرسلها لا يتابع الصحف حقيقة فهم يتعاملون مع القصص وكان مصدرها الأساسي مواقع التواصل الاجتماعي بينما تكون تلك الوسائل ناقلة لما نشر في الصحف أولاً. وعودة للظاهرة فان الاخصائيين ينصحون بأن من أهم عوامل الإصابة بهشاشة العظام هي العادات الغذائية السيئة مثل الإفراط في تناول المشروبات الغازية، التدخين وعدم التعرض لأشعة الشمس وقلة النشاط الحركي بجانب عدم تناول الحليب والأجبان المفيدة للعظام. وأكثر المصابين هن السيدات بعد مرحلة انقطاع الطمث وتوقف هرمون الاستروجين ويشكلن 25٪ من الحالات المصابة أما الرجال فتبلغ نسبة الإصابة10٪ . أخيراً هذه مناسبة نعبر فيها عن ابتهاجنا بقرار مجلس الوزراء الأخير بمنع حظر الإعلان والترويج لمشروبات الطاقة فحتى الشباب الملم ببعض مضارها كان يتناولها أحياناً بينما تبقى آثارها السلبية المنتشرة تطارد أفكار الأهل في نوبات قلق من عوارض جانبية مضرة قد تحدث لهم لا قدر الله.