سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مؤتمر رابطة العالم الإسلامي يوصي بإنشاء جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للتضامن طالب بمواجهة التدخلات الخارجية التي تكرس الفتن الداخلية في البلدان الإسلامية
أقر المشاركون في المؤتمر العالمي الثاني "العالم الإسلامي.. المشكلات والحلول"، الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، "ميثاق التضامن الإسلامي"، مؤكدين في ختام أعمال المؤتمر بمقر الرابطة بمكةالمكرمة أمس، أهمية رفعه (الميثاق) إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وأملهم أن يبذل -حفظه الله - جهوده لدى قادة الدول الإسلامية لدعمه والاهتمام بتنفيذه. وطالبو من رابطة العالم الإسلامي تكوين لجنة متخصصة لوضع برنامج تفصيلي للميثاق، يحقق ما تتطلع إليه الشعوب الإسلامية، وأن تستعين بمن تراه في ذلك، وأن تكوِّن وفداً إسلامياً يعرِّف بالميثاق في المجتمعات الإسلامية، مؤكدين أن آمال المسلمين تتطلع - وكلها ثقة - إلى خادم الحرمين الشريفين في مواصلة جهود المملكة العظيمة في دعوة الفرقاء المتنازعين في المجتمعات والدول الإسلامية إلى مكةالمكرمة، والإصلاح بينهم بجوار بيت الله الكريم، كما حصل مع الأفغانيين والفلسطينيين وغيرهم في ما مضى. وأوصوا الرابطة بإنشاء "جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للتضامن الإسلامي"، وأن تقدم للشخصيات والهيئات التي لها جهود متميزة في تحقيق هذا المطلب النبيل. وأصدر المؤتمر في ختام أعماله بياناً أوضح فيه أن المؤتمر انعقد في ظروف حرجة تمر بها الأمة المسلمة، وبمشاركة متميزة لنخبة من علماء الأمة وقادة الجمعيات والمنظمات الإسلامية حول العالم، الذين أدركوا عِظَم التحديات التي يواجهها العالم الإسلامي في ظل التغيرات الدولية السياسية والاقتصادية والثقافية، مشيدين بالجهود المخلصة التي تبذل في استعادة التضامن الإسلامي، وشكروا للمملكة جهدها الريادي في تحقيق التضامن الإسلامي، والمساعي التي بذلها ويبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - لتوحيد الصف الإسلامي، ومواجهة التحديات التي تحدق بالمسلمين. حذر من دعاوى الطائفية التي تغرس العداء بين المسلمين وتشيع ثقافة الكراهية وتفكك النسيج الاجتماعي وأكد على أهمية توفير الوسائل المعينة على فهم الشباب لمبادئ الإسلام وحقائقه، وبيان ما فيه من قيم الرحمة والاعتدال الذي ينأى بالمسلم عن العنف والتطرف والإرهاب، ودعا حكومات الدول الإسلامية إلى إنشاء مؤسسات ومراكز تعنى بنشر ثقافة الوسطية؛ مشيداً بالجهود المبذولة في ذلك. ودعا المشاركون إلى ضرورة مواجهة التدخلات الخارجية في شؤون بعض البلدان الإسلامية؛ ما يكرس الفتن الداخلية، مطالبين الدول الإسلامية بالتصدي ومواجهة الدعوات والتدخلات التي تثير الفتن الطائفية بين شعوب الأمة. وحذر المؤتمر من دعاوى الطائفية البغيضة، التي تغرس العداء بين المسلمين، وتشيع ثقافة الكراهية، وتفكك النسيج الاجتماعي، والاستعاضة عن نبشها بالتعاون في التصدي للتحديات الحقيقية التي تتهدد المسلمين اليوم. ودعا المؤتمر، المجمعَ الفقهيَ برابطة العالم الإسلامي إلى إقامة ندوة علمية متخصصة في "فقه السياسة الشرعية"، وتبصير الشباب المسلم بالنوازل الحادثة، وتجلية المفاهيم الإسلامية كالولاء والبراء، والجهاد وبيان مسوغاته وأحكامه ومقاصده وآدابه. ودعا العلماء والدعاة والمجامع الفقهية إلى ترسيخ احترام المسلمين للفتاوى الشرعية المبنية على الدليل الصحيحن حاثاً في الوقت نفسه الدول الإسلامية على الوقوف في جانب الدول والمجتمعات الإسلامية المظلومة. وطالب بالاهتمام بالشباب المسلم، وتحصينه من أخطار الثقافة الوافدة ومواجهة كافة أنواع التعصب؛ مذهبية أو حزبية أو عرقية أو لغوية؛ في المجتمعات الإسلامية، والتأكيد على أسس الوحدة الوطنية ورعاية الأخوة الإسلامية، مؤكداً أهمية أن تنشئ رابطة العالم الإسلامي مركزاً للبحوث والدراسات الاستراتيجية، يضطلع بقضايا المسلمين ومشكلاتهم الملحة، ويقدم الخطط والحلول المناسبة من خلال دراسات علمية رصينة تجمع بين الرؤية الشرعية والتخصص المعرفي. واستعرض المؤتمر عدداً من قضايا الشعوب الإسلامية, وأوصى رابطة العالم الإسلامي بتكوين لجنة خبراء من الرابطة والمنظمات الإسلامية الكبرى، لمتابعة توصيات مؤتمرات القمة الإسلامية، وبخاصة مؤتمر القمة الإسلامية الاستثنائي الرابع لبحث تحقيق "التضامن الإسلامي"، والعمل على تحويل تلك التوصيات إلى مشروعات عملية تلبي حاجة المسلمين في الميادين الاقتصادية والسياسية والإعلامية والاجتماعية. وفيما أكد المؤتمر على أن قضية فلسطين والقدس هي قضية المسلمين جميعاً، ولا يجوز لمسلم التفريط فيها، أعرب عن عميق الألم والحزن لما يجري في سورية من أحداث، واستنكر ما يحدث في مدنها وقراها من مذابح مروعة راح ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء الذين سقطوا بسبب ظلم النظام السوري وسكوت العالم عن مجازره التي أسهمت فيها بعض الدول والأحزاب التي دأبت على تمزيق الأمة بالطائفية والعصبية المقيتة، وحمّلها مسؤولية ذلك بالاشتراك مع النظام السوري، وطالبها بالانصياع إلى المبادرات الدولية وتنفيذ بيان "جنيف 1" بنقل السلطة إلى هيئة حكم انتقالية تجمع الشعب السوري، وتحافظ على وحدته، وتوقف المجازر والتدمير الذي يحصل في سوريا. ودعا إيران إلى مراجعة مواقفها في نصرة النظام السوري، وإلى الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية في بعض الدول الإسلامية؛ لما في ذلك من تفريق لصف الأمة، وإشاعة الاختلاف والتحزب الطائفي البغيض الذي يستنزف مقدرات المسلمين، ويغرقهم في لجج النزاعات الطائفية وطالبوا المشاركون بإخراج المليشيات الطائفية من سوريا، حاثين مؤسسات العمل الخيري على مضاعفة جهودها في إغاثة السوريين في الداخل والخارج، وأهاب بعلماء الأمة أن يقوموا بواجبهم في الإسهام في علاج ما يجري في سورية والوقوف مع شعبها المنكوب. وحذر المؤتمر من خطر تأجيج الدعوات الطائفية في لبنان، وتداعيات تدخل ما يسمى (حزب الله) في سوريا على لبنان، وطالبه بالانسحاب الفوري من سورية، والكف عن الممارسات الطائفية المستفزة، وأهاب بالحكومة اللبنانية ببذل الجهد لإبعاد لبنان عن الفتن والسعي إلى تحقيق مصالح شعبه. ودعا المؤتمر الأطراف السياسية في العراق إلى التفاهم على بناء عراق موحد يحفظ لجميع طوائفه الدينية والعرقية حقوقهم على قدم المساواة، وينبذ التوجهات العرقية والطائفية، ويوقف التدخلات الخارجية المغرضة التي تسببت في إثارة الفتن والقلاقل التي أعاقت التنمية والاستقرار، واتجهت بالعراق نحو الفرقة والتمزيق وإراقة الدماء. وأكد المؤتمر، أهمية تعاون شعب اليمن مع حكومته في استقراره والمحافظة على وحدته، وعلى أهمية تنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني، وحث علماء اليمن على الإسهام في ذلك ، ودعا مؤسسات العمل الخيري إلى تقديم العون للمحتاجين ومساعدة مؤسسات التنمية فيه لتقوم بواجبها في مواجهة المشكلات الاقتصادية، وحذر المؤتمر من الاتجاهات الطائفية فيه، والمدعومة من قوى خارجية.