طالعتنا صحيفة الرياض في عددها رقم 16677 الصادر يوم الخميس 20/04/1435ه بافتتاحية قيمة عن الوضع المروري في المملكة، بعنوان (ظاهرة أم كارثة) للكاتب المتميز الأستاذ يوسف الكويليت، وقد أفاد وأجاد كعادته -وفقه الله-، وقد لفت انتباهي قول الكاتب: (الحرب المدمرة لدينا تحتاج وقفة صحيحة من كل المسؤولين حسب مراتبهم وأدوارهم، والحلول مع التحليل والرؤية الصحيحة، وتبادل الأفكار، هي التي تنتج وقف هذه الحوادث)، واتفاقا مع الكاتب أرى أن اللوم لا يقع على إدارة المرور وحدها، فالفوضى المرورية وآثارها السلبية مسؤوليتنا جميعا، والكثير منا ينطبق عليه قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (يُبْصرُ أَحَدُكُمُ القَذَى في عَيْن أَخيه وَيَنْسَى الجذْعَ في عَيْنه)، فتجد البعض منا ينتقد الممارسات المرورية الخاطئة وهو يرتكبها، ويلوم تقصير الجهات المعنية في واجبتها وهو لم يقوم بواجباته المختلفة، وأقربها في هذا الموضوع عدم تطبيق وصية المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: (أعطوا الطريق حقه). الواجب أن نذّكر بعضنا البعض بأخلاقنا الإسلامية وتعاليمه السامية، وأن نقوم جميعا كأفراد ومؤسسات بالتوعية، فالرجل في أسرته ومعارفه، والخطيب في منبره، والمعلم في مدرسته، والدعاة الأفاضل في نشاطاتهم، والمؤسسات الحكومية والخاصة حسب استطاعتها، نتمنى أن نرى حملة إعلامية مميزة هدفها التوعية بالسلامة المرورية والحث على التقيد بالنظام المروري من ناحية شرعية ونظامية، سواء من الإدارة العامة للمرور، أو الرئاسة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث أن ما يحصل من تعدي على حق الطريق وسالكيه يعتبر في الشرع منكرا، والالتزام بحق الطريق معروفا، كذلك وزارة الصحة والقطاعات الصحية الأخرى التي تعاني من الضغط الشديد بسبب الحوادث وعدد المصابين، أيضا شركات التأمين التي تعاني من الخسائر جراء الحوادث، وأمانات المدن التي يتعرض الكثير من مرافقها للإتلاف لذات السبب. أثق بأن الكثير منا يحب الخير للآخرين كما يحبه لنفسه، لذا جدير بنا أن نعمل جميعا ونتكاتف لحل هذه المعضلة، ولا نتواكل ونرمي المسؤولية على طرف دون آخر ونكتفي بالشكوى ونطلب من الآخرين حلا لمشاكلنا.