يُعد الغذاء من أهم مقومات استمرار حياة الانسان؛ لذا لا بد من المحافظة على سلامته من الفساد باعتباره عُرضه للتلوث من عدة مصادر، بدءاً من أماكن إنتاجه ومروراً بمراحل تصنيعه وتجهيزه وانتهاءً بتقديمه للمستهلك؛ لذا حرصت الجهات المعنية على وضع الأنظمة والتعليمات الصحية التي تحميه من التلوث والفساد، عبر وضع لائحة الاشتراطات الصحية الواجب توافرها في المطاعم ومحال بيع الوجبات السريعة، بهدف تقديم أطعمة صحية وصالحة للاستهلاك الآدمي، إلى جانب الوقاية من الأمراض التي تسببها الأغذية، وكذلك الحد من حدوث حالات التسمم الغذائي، إضافة إلى الحفاظ على الصحة العامة. وعلى الرغم من وجود تلك الأنظمة والتعليمات الصحية التي وضعتها الجهات المعنية، إلاَّ أنَّ العديد من هذه المطاعم غير ملتزمة بتطبيقها بشكل جيد، وقد يعود ذلك إلى تهاون العاملين أو نتيجة قلة الحملات الرقابية، الأمر الذي نتج عنه تراخي العاملين وعدم التزامهم بتطبيق تلك الأنظمة والتعليمات. عدم الالتزام بنظافة أواني تحضير الطعام يشكل تهديداً على صحة المستهلك وتؤدي الجهات المعنية بالرقابة على المطاعم دوراً مهماً في الكشف عن الأطعمة غير الصالحة للاستهلاك الآدمي، إلى جانب التأكد من مدى التزام العاملين في تلك المطاعم بتطبيق الأنظمة والتعليمات الصحية في هذا المجال، إلا أنَّه لا يزال هناك حاجة ماسة إلى زيادة الاشتراطات الصحية في هذا الشأن، مع ضرورة العمل على زيادة مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع وتزويدهم بالثقافة المطلوبة على مستوى الإلمام بالشروط الصحية في هذا الجانب. حملات رقابية وأشار "زوار حلال" -صاحب مطعم- إلى أنَّ التزام المطاعم التي تعمل في طهي وتحضير الطعام المُقدَّم إلى المستهلك بالاشتراطات الصحية تختلف من مطعم إلى آخر، موضحاً أنَّ هناك من يتقيَّد بتطبيق جميع اللوائح الصحية، كما أنَّ هناك من لا يعمل على تطبيقها بحذافيرها، مبيناً أنَّ غير النظامي يسيء في هذه الحالة إلى الذي يعمل بشكل منظم، لافتاً إلى أنَّ السبب في عدم تطبيق الاشتراطات الصحية هو التهاون من أصحاب تلك المحال أو نتيجة قلة عدد الحملات الرقابية التي لا تأتي إلا بعد فترات زمنية متباعدة جداً. كثير من العاملين بالمطاعم لا يلتزمون بلبس «القفازات» أثناء تجهيز الطعام وقال :"نحن أصحاب محال الوجبات السريعة نمثل أنفسنا حينما نُقدِّم ما هو أفضل إلى المستهلك، كما أنَّنا لا نتهاون فيما يتعلَّق بنظافة العاملين في المحال ومحاسبتهم عند تقصيرهم في لبس القفازات أو قص الشعر الطويل وغير ذلك من الالتزامات الصحية الأخرى التي يجب مراعاتها والعمل على تطبيقها". مُسببات الأمراض وأوضح "جمشي" أنَّ عملية تقديم الطعام التي تتم من خلال المحاسب الذي يأخذ الأكل ويُقدمه إلى المستهلك، ومن ثمَّ يعود إلى عدّ النقود ولمسها بيده تشكل خطراً على صحة المستهلك، مشيراً إلى أنَّ لمس النقود باليد يترتب عليه انتقال مُسببات الأمراض إلى الطعام الذي يتم تقديمه، مبيناً أنَّ هذا السلوك غير صحيح، إذ يجب في هذه الحالة غسل الأيدي بالصابون بشكل جيِّد ولبس القفازات؛ حتى لا يكون هناك أيّ احتمال لانتقال مُسببات الأمراض إلى الزبائن. عقوبة عدم لبس القفازات لا تزال دون المستوى المأمول فرض العقوبات وشدد "سليمان البقري" -مستهلك- على ضرورة تكثيف الجولات الرقابية على المحال التي تسيء لصحة الزبون عبر استخدام الأواني المتسخة غير الصالحة لإعداد وتقديم المأكولات فيها، لافتاً إلى أنَّ تكثيف الرقابة وفرض أقصى العقوبات على المخالفين الذين لا يعملون وفق الأنظمة الصحية المرعيَّة سيحد كثيراً من الممارسات غير النظامية، ومن ذلك عدم لبس القفازات أو لبسها وهي متسخة أو مقطوعة، وغير ذلك من الممارسات التي قد تصدر من قبل العاملين في محال الوجبات السريعة أو غيرها من المحال التي لها علاقة مباشرة بصحة أفراد المجتمع. من الضروري أن يتم زيادة مستوى الوعي لدى المواطن بالشروط الصحية اللازمة زيادة الوعي وأكد "ناصر السليس" -مستهلك- على أن الوعي لدى المستهلك قليل نسبياً في ما يتعلَّق بخطورة التسمم وأعراضه التي تحدث على المدى القريب أو البعيد من حياة الإنسان، مشيراً إلى أنَّ هناك قصورا في عمل الجهات المعنية في جانب التوعية، داعياً هذه الجهات إلى بذل مزيد من الجهد في هذا الجانب، مشدداً على أهمية زيادة الوعي لدى المستهلك بخطورة انتقال البكتيريا الموجودة في الأيدي العاملة إلى الطعام المُقدم للمستهلك. وأضاف أنَّ العديد من عمالة محال بيع الوجبات السريعة تعمل على تحضير الطعام وتقديمه دون مبالاة بمستوى نظافة الوجبات التي تُقدَّم للزبائن، موضحاً أنَّ جانب الوعي يجب أن يُفعَّل لدى المستهلك بشأن الأمراض التي تحدث نتيجة التسمّم الناتج عن إهمال مستوى النظافة، مرجعاً سبب إصابة البعض بالأمراض المعوية والتسمُّم إلى شرائهم الوجبات السريعة من محال لا تلتزم بتطبيق الاشتراطات الصحية عند تحضير الطعام وتقديمه. وبيَّن أنَّ بعض العمالة التي تعمل في محال بيع الوجبات السريعة غير مهيئين للعمل أو قد لا يوجد لديهم شهادات صحية تؤهلهم للعمل في هذه المحال، مضيفاً أنَّ أعداد المصابين في حالات التسمم يزداد بين فترة وأخرى، موضحاً أنَّ الأمر مُقلق، خاصة أنَّ الأمر قد يصل إلى وفاة المُصابين في حال لم يتم علاجهم على وجه السرعة أو حينما لا يتلقون الرعاية الصحية المُناسبة. صحة المستهلك ولفت "يوسف البيشي" -مستهلك- إلى أنَّ صحة المستهلك أهم بكثير من المردود المالي الذي قد يحصل عليه أصحاب المطاعم حينما لا يتقيدون بالأنظمة التي وضعت من أجل سلامة المستهلك، ومن ذلك لبس القفازات أو نظافة البدن أو المظهر العام للعامل، مضيفاً أنَّ العامل في هذه المطاعم يُعد واجهة للمحل الذي يعمل فيه، موضحاً أنَّ النظافة في المطاعم وغيرها من المحال التي لها علاقة مباشرة بغذاء المواطن بشكل عام غير جيدة، كما أنَّ العديد من الأدوات هذه المحال غير مهيأة للتحضير أو طهي الطعام فيها. وأضاف أنَّ ذلك يعود إلى عدم اهتمام أصحاب هذه المحال أنفسهم، أو نتيجة قلة الرقابة عليهم من قبل الجهات المعنية، لافتاً إلى أنَّ المردود المالي قد يُعوَّض، بيد أنَّ صحة الأفراد لا يمكن تعويضها، موضحاً أنَّ عدم الاهتمام بنظافة أيدي العمالة من الشوائب ومُسببات الإصابة بالأمراض من أهم الأسباب التي قد تصيب المُستهلك بالمرض، داعياً العاملين في هذه المحال إلى الالتزام بلبس القفازات على أيديهم عند إعداد وتحضير الطعام للزبائن. وأوضح أنَّ العديد من المطاعم لا تهتم بوضع المناديل عند المغاسل، على الرغم من أهميتها في نظافة اليدين، مؤكداً على أنَّ البعض لا يضعونها إلاَّ حينما تكون هناك حملات تفتيشية من قبل الجهات المعنية. اشتراطات صحية وأشار "عبد الله محمد" -مستهلك- إلى أنَّ التزام المطاعم بالاشتراطات الصحية اختلف حالياً عن السابق، موضحاً أنَّ معظم المحال تطبق حالياً اللوائح والاشتراطات الصحية التي تضعها الجهات المعنية، مؤكداً على أنَّ الأمور في هذا الشأن كانت تسير بعشوائية وعدم التزام قبل بدء الحملة التصحيحية للحد من العمالة المخالفة، خاصة في ما يتعلَّق بجانب تجهيز الأطعمة، إلى جانب أنَّ العديد من العمالة كانت غير مُهيأة للعمل في هذا المجال، لافتاً إلى أنَّ الحملة التصحيحية ساهمت بشكل كبير في الحد من تلك الممارسات غير النظامية. زوار حلال جمشي سليمان البقري يوسف البيشي عبدالله محمد