يتوقع أن ينمو سوق الاستعانة بخدمات المصادر الخارجية بالمملكة إلى 16.3% في عام 2014 مقارنة بالعام الماضي، في الوقت الذي يتوقع فيه تحقيق نمو بنسبة 13.9% في سوق خدمات تقنية المعلومات في مجمله، ومن المتوقع أن يرتفع الانفاق على خدمات الحوسبة السحابية إلى 52.9% خلال الفترة نفسها، وذلك على الرغم من ضعف القاعدة الأساسية، جاء ذلك في تقرير حديث صادر عن شركة IDC العالمية للأبحاث. ويعود ذلك إلى تميز المنشآت السعودية ببطئها في الانفتاح على مفهوم الاستعانة بخدمات المصادر الخارجية والخدمات المدارة، وذلك بسبب رغبتها في الحفاظ على قدرتها على التحكم بمهام تقنية المعلومات الخاصة بها بشكل كامل، في ظل تزايد المخاوف بشأن أمن تقنية المعلومات. وحقق سوق الحوسبة السحابية بالمملكة تطوراً ملموساً خلال فترة الاثني عشر شهراً الماضية، والتي استمر خلالها مقدمو الخدمات المحليون بشكل عام، وشركات الاتصالات على وجه الخصوص، الكثير على تطوير باقة من عروض الحوسبة السحابية. وفي تعليق له، يقول حمزة نقشبندي، محلل الأبحاث الرئيسي للبرامج وخدمات تقنية المعلومات بشركة IDC المملكة "تتعرض المنشآت السعودية لضغوط متزايدة لتحسين فعاليتها في أداء الأعمال وتطوير عمليات تقنية المعلومات بها وتعزيز كفاءتها التشغيلية، وفي الوقت نفسه فإن هذه المنشآت تقوم بإعادة تقييم مواقفها الحالية تجاه تقنيات مثل الحوسبة الافتراضية والحوسبة السحابية والتحليلات، والتي يزداد انتشارها بشكل تدريجي في كافة أنحاء المملكة. وفي الواقع، تدرك العديد من المنشآت وبشكل متزايد أن الاستعانة بخدمات المصادر الخارجية توفر لها القدرة على وضع اتفاقيات مستوى خدمة أفضل مقارنة بإدارة العمليات داخلياً، كما أن النقص في الكوادر المؤهلة في التقنيات المتطورة مثل الحوسبة السحابية، يساعد على انتشار تبني الاستعانة بخدمات المصادر الخارجية." وعلى الرغم من أن المنشآت السعودية قد عبرت عن استمرار مخاوفها بشأن أمن تقنية المعلومات بتفضيلها لاستخدام حوسبة سحابية خاصة بداخلها، فقد لاحظت آي دي سي أن قلة فقط من هذه المنشآت قد أحرزت تقدماً بتحويل بنياتها التحتية الافتراضية إلى بيئات سحابية خاصة ومتكاملة، ولكن من المتوقع حدوث تغيير في ذلك في ظل استمرار مقدمي خدمات الحوسبة السحابية في الاستثمار على تثقيف العملاء، وفهم العملاء بشكل أفضل لمزايا بعض الخصائص مثل الأتمتة والقياس واسترداد التكاليف، والتي هي جزء من نشر الحوسبة السحابية الحقيقية. وقد أصبحت الآن التوقعات التجارية وإدارة المخاطر واعتبارات تقليل التكلفة من أهم المخاوف على مستوى المنشآت، إلى حد أنها تدفع الرؤساء التنفيذيين السعوديين لتقنية المعلومات لوضع استراتيجيات خاصة بالحوسبة السحابية وتحديد أعباء العمل والنماذج الملائمة لمنشآتهم، وفي ظل بدء المنشآت السباقة بالحصول بشكل بطيء على المزايا التي توفرها خدمات الحوسبة السحابية، ما تزال هناك مخاوف بشأن أمن تقنية المعلومات وقابلية الاستخدام وخصوصية البيانات والقدرة على الاتصال. ولاحظت آي دي سي في تقريرها أن السوق السعودي يعاني من نقص الكوادر المؤهلة في مجال تقنية المعلومات، وللمفارقة فإن تزايد النقص في الكوادر المؤهلة سيكون له أثر إيجابي وسلبي في نفس الوقت على تبني خدمات الحوسبة السحابية.