في كتابها الجميل (الجنوبي) تروي (عبلة الرويني) قصة حبها لأمل دنقل وزواجها منه وحياتها معه بعد الزواج بصراحة متناهية، فهي -كما تكرر- التي خطبت الشاعر وأصرت أن يتزوجها رغم رفضه المتكرر بحجة أنه لا دخل له، وأنها جامعية وهو مطرود من الجامعة، وكان اللقاء الأول في مقهى (ريش) حيث ذهبت كصحفية لإجراء لقاء معه بعد أن طاردته فلم تجده أو تعرف له أي مواعيد ثابتة: ".. وفي اليوم الأول الذي رآني فيه سألني وهو يحدّق في وجهي: - هل تخجلين من الحبوب المنتشرة على وجهك؟! وخجلتُ بالفعل وارتبكت حتى بادرني: إني أحب هذه الوجوه" ص8. * ورغم أن أمل دنقل كان فناناً بوهيمياً بمعنى الكلمة لا يهتم بمال ولا وقت ولا عمل ولا مواعيد، إلاّ أن عبلة الرويني ظلت تطارده وتعرض عليه الزواج ويتحجج بمختلف الحجج، لكنه خضع أخيراً، المرأة إذا أصرت على أمر حققته، ولكن ماذا حصل ليلة الزفاف؟! ".. في صباح ليلة العرس نزل أمل ولم يعُد ظهراً ولا عصراً.. وكدت أُجنّ.. ولم يعُد إلا بعد الثامنة مساءً.. هكذا أول القصيدة كفر..!" الجنوبي 63. * وظل أمل على حاله لا عمل ولا هم ولا مواعيد ولكن البنت تكافح، وإذا فاض بها كافأها ببعض الشعر: (عيناك لحظتا شروق.. أرشف قهوتي الصباحية من بنهما المحروق..). ومع ذلك تمرُ أيام لا يجدان حتى ثمن القهوة، الزوجة صحفية بمرتب 50 جنيهاً، ودخلُ أمل من وظيفة شرفية لم يداوم فيها قط 20 جنيهاً بينما أجار الشقة المفروشة التي تضمهما 50 جنيهاً!.. رغم ذلك كله ظلت عبلة الفرح الوحيد في حياة أمل، وهو فرح كعمر الزهور لم يدم إلاّ سبعة شهور حيث مات أمل بالسرطان (أيدوم لنا البيت والمرح، نتخاصم فيه ونصطلح، دقات الساعة والمجهول، تتباعد عني حين أراكِ، وأقول لزهر الصيف أقول: لو ينمو الورد بلا أشواك، ويظل البدر طول الدهر، لا يكبر عن منتصف الشهر..).