انتشرت في العالم الاسفيري مؤخرا صور لطفل صغير يسير على غير هدى في الصحراء بعد افتراقه عن عائلته أثناء هروبها من أتون الحرب في سورية. وكان فريق إغاثة تابع للأمم المتحدة قد عثر على مروان البالغ من العمر أربع سنوات بالقرب من الحدود السورية - الأردنية، متخلفا عن أقاربه. الصور التقطتها كاميرا اندرو هاربر، ممثل الأردن لدى المفوضية الأممية العليا للاجئين، وهو يحمل كيسا بلاستيكيا يضم أغراضه يوم الاثنين الماضي. وقام فريق الإغاثة بمساعدة الطفل على عبور الحدود إلى الأردن وساهمت تغريدة نشرها هاربر على موقعه الالكتروني في الكشف عن انه تم العثور على عائلته. وقال هاربر في تغريدته:" نحيط الجميع علما بأن مروان التحق بعائلته بسلام ". وصاحَب التغريدة صورة لرجل إغاثة وهو يحمل مروان. وليس معروفاً كم هي المدة التي انفصل فيها مروان عن عائلته؟ إلا انه كان على بعد 20 خطوة فقط عندما فقدته عائلته أثناء البلبلة التي صاحبت عبور الحدود. ولامست صورة الطفل التائه وترا حساسا في نفوس الكثير، ربما لأنها ستبقى كتذكرة بالعديد من الأطفال الصغار الذين انفصلوا عن ذويهم نتيجة للصراع. وكانت صورة مروان واحدة من سلسلة من الصور التي نشرها هاربر على مدى الأشهر القليلة الماضية اثنا توثيقه "للمد اللامتناهي" للاجئين الذين يهربون من سورية إلى الأردن. كما قام هاربر أيضا بنشر صور للفتاة ملالة يوسف زاي، الناشطة الشابة في مجال التعليم والتي أطلق عليها مسلحون من حركة طالبان النار في عام 2012، أثناء تواجدها في مخيم الزعتري للاجئين بالأردن، حيث التقت باللاجئين وساعدتهم على عبور الحدود. وكان انطونيو غتريز، المفوض الأممي السامي للاجئين، قد وصف في العام الماضي النزاع في سورية بأنه،"محنة إنسانية شائنة بما فيها من معاناة ونزوح لا مثيل لهما في التاريخ المعاصر." وكانت الحرب الأهلية السورية قد اندلعت عقب تظاهرات شعبية عمت أرجاء البلاد خلال الربيع العربي في عام 2011، ثم تحولت إلى صراع مسلح عقب لجوء الجيش السوري إلى إطلاق النار على المتظاهرين. والآن تقع مناطق مختلفة في البلاد ضمن سيطرة الحكومة أو المعارضة ما أدى ويؤدي إلى اندلاع معارك طاحنة بين الجانبين. ولقي أكثر من 130 ألف شخص حتفهم منذ اندلاع الحرب، بينما وجد مليونان ونصف المليون شخص، منهم حوالي مليون طفل، أنفسهم مرغمين على الهرب من البلاد. وهناك 5 ملايين آخرين نزحوا من مناطقهم في الداخل. وهرب معظم اللاجئين إلى معسكرات في دول الجوار كالأردن ولبنان والعراق وتركيا. واستقبل الأردن النصيب الأكبر من اللاجئين حيث يبلغ عددهم في مخيم الزعتري حاليا 613,104 لاجئين، وفقا لإحصاءات المفوضية. ويؤوي المخيم حاليا160,000 لاجئ، ليصبح خامس أكبر مدينة في الأردن.وأقام اللاجئون 3000 متجر ومطعم في المخيم، وتتوفر فيه خدمات سيارات الأجرة والمدارس وملاعب كرة القدم والمستشفيات. وما يؤكد مرونة اللاجئين وتكيفهم مع واقعهم أن المخيم يضم معارض لمستلزمات الزفاف وتقوم هذه المحلات بتأجير الفساتين وتقدم خدمات تجهيز العرائس مثل "الفيشل" وتصفيف الشعر. وبلغ عدد الواصلين إلى مخيم الزعتري قمته في الفترة بين شهري يناير وابريل 2013 حيث بلغ العدد 4000 لاجئ في يوم واحد. وتدنى العدد في منتصف العام ليرتفع مجددا في ديسمبر 2013 حيث بلغ عدد القادمين 5000 في يوم واحد، وفقا لتقارير رسمية. وتم التوصل لوقف لإطلاق النار في أوائل هذا الشهر، ما يعنى توفر إمكانيةٍ لإجلاء المدنيين المحاصرين في مدينة حمص. وتم إخلاء سبيل الآلاف خلال فترة الهدنة بينما تم السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المدينة. غير أن الأممالمتحدة أوقفت عملية الإجلاء عقب ورود تقارير تشير إلى أن السلطات السورية عمدت لاعتقال الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و55 عاما والذين سعوا لمغادرة حمص. وتسعى الأممالمتحدة حاليا لمعرفة مصير المعتقلين.. مخيم الزعتري أصبح خامس أكبر مدينة في الأردن مسؤولو الإغاثة يحملون مروان للعبور به إلى داخل الأردن مروان يحمل أغراضه وحوله فريق الإغاثة ملالة تساعد اللاجئين في مخيم الزعتري ملالة تمد يديها لحمل أحد أطفال المخيم