هو حالة مرضية تحصل حين يتوقف نخاع (نقي) العظام عن إنتاج عدد كاف من خلايا الدم الجديدة، ويكون ذلك نتيجة لحدوث خلل في الخلايا الجذعية أو ما يعرف بالخلايا الأولية. الهدف من إنتاج خلايا دم جديدة هو أن تحل محل تلك الخلايا الهرمة، فمن المثبت علمياً أن لكل نوع من خلايا الدم فترة حياة معينة، فكريات الدم البيضاء تعيش لمدة تتراوح ما بين عدة ساعات ليومين وذلك حسب نوعها، وتعيش خلايا الدم الحمراء لمدة تُقارب الأربعة أشهر، أما الصفائح الدموية فتعيش لمدة أسبوع، ومن المفترض أن يتم تعويض هذه الخلايا بعد أن تهرم وتتلف، ولكن عندما لا يتم ذلك يحدث قصور في تعداد خلايا الدم بشكل عام، مما يؤثر سلباً على صحة الإنسان المصاب. وهناك عدة عوامل تعتبر من مسببات حدوث فقر الدم اللا تكاثري نذكر منها: التعرض المتكرر للإشعاعات النووية أو المواد الكيميائية الضارة كالمبيدات الحشرية أو دهانات الطلاء، والإصابة بعدوى فيروسية، وعوامل وراثية، والإصابة بأمراض مناعية ذاتية، وبعض العلاجات الطبية والشعبية، وهناك أسباب غير معروفة وتشكل نصف عدد الحالات. ومن حيث الانتشار فيعتبر أحد أمراض الدم الحميدة نادرة الحدوث، ويصيب مختلف الفئات العمرية ويتساوى معدل الإصابة لدى كل من الإناث والذكور. وتعتمد الأعراض على حسب النقص الحاصل في خلايا الدم، فعند انخفاض كريات الدم البيضاء التي تعتبر خط الدفاع الأول عن الجسم وحمايته من الأمراض، يحصل ارتفاع في درجة الحرارة نظراً لنقص المناعة مع حدوث متكرر للعدوى، وفي حال نقص خلايا الدم الحمراء المحتوية على الهيموجلوبين والذي هو بدوره المسؤول عن نقل الغذاء والأوكسجين لخلايا الجسم، فنجد أن الشخص المصاب يشتكي من: صداع، تعب وإرهاق عام، دُوار، شحوب عام، خفقان في القلب، أما عند نقصان تعداد الصفائح الدموية المسؤولة عن تخثر الدم فيحدث نزف في: الأنف، واللثة، والبول، والبراز، ونزف تحت الجلد على شكل ظهور كدمات أو نقط حمراء صغيرة تُعرف بالفرفريات. ويتم التشخيص بعمل فحوصات دم شاملة بالإضافة لإجراء خزعة من نخاع العظام وعادة ما يتم أخذها من عظام الحوض الخلفية. وتعتمد طرق العلاج على عوامل عدة منها: عمر الشخص المصاب، الحالة الصحية له، مستوى حدة المرض بناءً على تعداد كل من الصفائح الدموية والخلايا وحيدة النواة، وجود متبرع بنخاع العظام مطابق للمصاب. تكمن الخيارات العلاجية في اللجوء للآتي: العلاجات المثبطة للمناعة كعلاج «السايكلوسبورين». الجلوبيولين (البروتين) المضاد للخلية التوتية المسمى ب «آي تي جي». عمل زراعة نخاع العظام من متبرع مطابق سواء أكان قريبا، كأحد الأشقاء أو الشقيقات من نفس الوالدين، أو أن يكون غير قريب وذلك من خلايا السجل السعودي أو العالمي للمتبرعين. ولا ننسى أهمية نقل كل من الدم والصفائح الدموية عند الحاجة وهذا ما يُعرف بالعلاج الداعم. بما أننا قد وصفنا عددا من الإصابات غير معروفة السبب، فليس هناك وسائل معروفة للوقاية من هذا المرض، ولكن يُنصح دائماً بتجنب التعرض للمواد الكيميائية أو الإشعاعات النووية أو تناول أية علاجات أو خلطات شعبية من غير إشراف طبي. * قسم إدارة مسؤولية الشراكة المجتمعية