رأى استشاري طب الأطفال في صحة جدة الدكتور نصرالدين الشريف، أن نجاح عمليات زراعة النخاع العظمي تتوقف على مناعة المريض ومدى تطابق الأنسجة وغيرها من الاشتراطات اللازمة، لافتا إلى أن ضعف المناعة وخصوصا عند الأطفال يؤدي إلى حدوث التهابات حادة ومن ثم حدوث الوفاة في حالة عدم السيطرة على هذه الالتهابات. وأوضح ل «عكاظ» أن زراعة النخاع العظمي تعتبر علاجا جذريا للعديد من الأمراض مثل أمراض سرطان الدم، وأمراض الدم الوراثية وأمراض عدم المناعة. وأضاف «النخاع العظمي عبارة عن نسيج في داخل العظم يتواجد فيه ما تسمى بالخلايا الجذعية، والخلايا الجذعية تقوم بتقسيم نفسها وتكوين خلايا الدم المهمة ومنها خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية، وتلعب كل من هذه الخلايا دورا مهما في الحفاظ على صحة الجسم، والخلايا البيضاء مهمة لمكافحة الالتهابات ومناعة الجسم والصفائح الدموية تساعد في تخثر الدم والكريات الحمراء تمد الجسم بالأكسجين. ولفت الدكتور الشريف إلى أنه في زراعة نخاع العظم الذاتي يتم جمع الخلايا السليمة من المريض نفسه، وهي الفترة التي يتضاءل فيها المرض أو يختفي من الجسم، ومن ثم إعادتها لنفس المريض فيما بعد، أما في زراعة نخاع العظم من قريب مطابق يتلقى المريض خلايا سليمة من أحد أفراد الأسرة المباشرين، وعادة ما يكون أحد الأخوة أو الوالدين ممن تكون خلاياه مطابقة لخلايا المريض، أما في زراعة النخاع العظمي من متبرع غير قريب للأسرة مطابق فيتلقى المريض الخلايا السليمة من هذا المتبرع، ولكن يفضل دائما أن يكون المتبرع من أحد أفراد الأسرة. وحول مرحلة ما بعد الزراعة أكد الدكتور الشريف أن جسم المريض لن يكون قادرا على إنتاج خلايا الدم بعد زراعة النخاع العظمي مباشرة، حيث إن الخلايا السليمة التي تلقاها المريض من المتبرع تحتاج إلى مدة من الوقت حتي تنمو داخل جسمه، وهذه المدة التي تحتاجها الخلايا السليمة لتنمو تختلف من مريض إلى آخر وتستغرق هذه الفترة ما بين الأسبوعين وأربعة أسابيع، وبسبب قلة الخلايا في جسم المريض سوف يشعر المريض بالتعب والضعف ويكون عرضة للالتهابات، وعند ارتفاع أعداد الخلايا إلى مستوى معين وبقائها مستقرة سوف يشعر المريض بالنشاط واستقرار حالته الصحية، والمهم في هذه الفترة تناول السوائل والتغذية المناسبة والتي تعتبر جزءا مهما من العلاج والمساعدة في الشفاء.