حينما تزور بيت حائل في مهرجان الجنادرية 29 لتشاهد عشق العرب وهي القهوة والدلة العربية فهي شواهد ترتقي معها تراثنا وتاريخنا العابق بالمجد وذكريات الكرم والكرامة، واستقبال الضيوف، ومدارج الحديث الطيب، والأعراس، والصلحات، واستقبال المعزين، أويضاً تقدم القهوة في دواوين الملوك، ولا يكاد يخلو بيت منها حتى مجامع النساء. وتتكون أدوات القهوة بدئا من نارها ومحماسها ورائحتها الزكية ودلالها وتجهيزها وتقديمها كلها مرتبطة بتاريخ جميل وعزيز على القلوب العربية عامة وللجزيرة وأرجائها خاصة، كما أن البن العدني خير شاهد، والهيل القادم من منابته ليطيب الطعم، وباقي بهاراتها الطيبة، كلها شريكة في دلة القهوة التي تقبع فوق النار تمهيدا لوصولها للفناجين ثم لأفواه محبي القهوة، لا شيء يعلو على القريشيات في مجالس الرجال وهي مصفوفة على جنبات النار لتقدم القهوة العربية بمواصفات حائل. وأكد سعد الشمري وهو من محبي ومقتني الدلال وصاحب مصنع للدلال في حائل أنه امتهن حرفة تصنيع الدلال وبيعها منذ تاريخ 1405ه، أي قبل 30 عاماً، وأنه ظل مشاركاً ثابتاً في مهرجان الجنادرية لأكثر من 17 عاما، مبيناً أن ماجذبه لذلك هو حب الدلة واصفاً إياها بأنها (كيف الرجال). وتكلم عن ميزة الدلة الحائلية وهي الدلة القريشية نسبةً إلى قبيلة قريش في مكةالمكرمة، حيث كانت تصنع في منطقة الحجاز لتتقل فيما بعد إلى مدينة حائل لتصبح مركز صناعتها في القصر بحائل، وأنه يتجاوز عمر الدلة لأكثر من 100 سنة، وما يميزها عن الدلال الأخرى هو شكلها وارتفاع ثمنها حيث يبدأ أسعار طقمها المكون من خمس أو أربع دلال قريشية (حائلية) من أربعين ألف وحتى 60 ألف ريال، وعمر الدلة الذي يتجاوز المئة عام، وأيضاً تصنيعها والنقوش التي عليها (الدقة) لصعوبته لأنه لايمكن أن يتقنه أي شخص، مشيراً إلى أن تصنيع هذا النوع من الدلة يكون بالنحاس الخالص فقط.