بعد أقل من اسبوع من رسالة كان بعث بها الرئيس الجزائري إلى رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق قايد صالح في 11 فبراير الجاري يعزيه في ضحايا تحطم الطائرة العسكرية بأم البواقي مستغلا برقية التعزية لتحذير "زارعي البلبلة"، عاد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الثلاثاء ليوجه مجددا رسائل تحذيرية ليس لطرف محدد بعينه بل للجميع من مواطنين وسياسيين وعسكريين وصحفيين وهذا على بعد أقل من شهرين على استحقاقات تحدث رجّا شديدا في البلاد لم تعهده انتخابات سابقة منذ استقلال البلاد إلى اليوم ما يزال الرئيس بوتفليقة لم يقرر بعد إن كان يستقدم لها أم لا؟ وجاءت تحذيرات الرئيس بوتفليقة في رسالة بعث بها إلى وزير المجاهدين بمناسبة احتفال الجزائر ب"اليوم الوطني للشهيد" الذي يصادف كل عام تاريخ 18 فبراير، وقصفت الرسالة بالثقيل اسماء وشخصيات لم يسمها بوتفليقة لكنها معروفة لدى الشارع والإعلام أنها أدخلت البلاد في الفترة الأخيرة في معارك كلامية وتراشق بالاتهامات على خلفية اقتراع الرئاسة المزمع في 17 أبريل المقبل وانقسام الفاعلين أعلى هرم السلطة حول السماح لبوتفليقة بافتكاك ولاية رئاسية رابعة من عدمه. وفي الوقت الذي تحولت فيه صفحات الإعلام المحلي قرابة الشهر إلى حلبات لصراع الخصوم من المحسوبين على الرقم الأول في جهاز المخابرات الجنرال محمد مدين المدعو "توفيق" الرافضون لاعتلاء بوتفليقة كرسي قصر المرادية لارتباط محيطه بملفات فساد مالي وسياسي بحوزة الاستخبارات والمحسوبين على سعيد بوتفليقة الشقيق الأصغر للرئيس الذي يدفع ومحيطه في اتجاه ترشيح شقيقه للرابعة، يخرج بوتفليقة في رسالة ثانية، الأولى كانت في 11 فبراير، لينفي كل وجود لصراع أعلى هرم السلطة بين مؤسسة المخابرات والجيش والرئاسة بل وصف هذا الصراع ب "مجرد نزاعات وهمية ناجمة عن عملية مدروسة ومبيتة غايتها ضرب الاستقرار من قبل أولئك الذين يغيظهم وزن الجزائر ودورها في المنطقة". وبالنسبة للرئيس بوتفليقة فمرّد التململ والتجاذبات السياسية الحاصلة في البلاد منذ قرابة الشهر مردها "حرب إعلامية جارية حاليا ضد الجزائر ورئاسة الجمهورية والجيش الوطني الشعبي ودائرة الإستعلام والأمن الهدف منها المساس باستقرار منظومة الدفاع والأمن الوطنيين وإضعافهما. ووجه الرئيس الجزائري تحذيرا للإعلام عندما راح يحث الجزائريين على التحلي بالوعي وأن يكونوا على دراية بالمآرب الحقيقية التي تتخفى وراء الآراء والتعليقات التي يعمد اليها باسم حرية التعبير"، وفي نظر بوتفليقة فإن ما يثار حول وجود صراع أعلى هرم السلطة هو مجرد كلام جرائد عندما قال "إن ما يرد في الصحافة مجرد أراجيف ومضاربات تمس باستقرار الدولة والجيش ينعق بها غربان في الداخل والخارج".