أعلنت "الخطوط الجوية العربية السعودية" مؤخراً عن زيادة أسعار تذاكر السفر الداخلية اعتبارا من (20) فبراير الجاري، ووجهت "الخطوط السعودية" موظفيها للعمل بنظام "الأسعار المتعددة" الذي تزيد بموجبه أسعار التذاكر لمن يحجز قبل أقل من عشرة أيام من تاريخ المغادرة، وطبقاً لتعميم للخطوط فإنَّها ألغت درجة الضيافة (Y)، واستحدثت درجتي (U) و(Q)، وشملت (U) الحاجزين قبل عشرة أيام فأكثر من الرحلة بالسعر السابق نفسه، فيما شملت (Q) التغيّر السعري، وهي لمن يحجز بأقل من عشرة أيام من تاريخ الرحلة، وأنَّ درجة (U) لن تكون متاحة خلال (10) أيام قبل الرحلة أو في حال امتلاء الحمولة عليها بنسبة (70%). وأوضح التعميم أن هذه التغييرات تأتي في إطار توحيد الخدمة مع أعضاء تحالف "سكاي تيم" بهدف الارتقاء بالخدمات التي تقدمها على الرحلات الداخلية لعملائها وإتاحة سعة مقعدية أفضل من خلال ضبط الحجوزات وإصدار التذاكر. وأكد عدد من المواطنين ومختصين على أنَّ التخطيط المُسبق للسفر أمر في غاية الأهمية للمشاركة في ترويض وتعويد النفوس على الانضباط اﻹرادي المُتدرِّج نحو التخطيط المُسبق، موضحين أن قرار "الخطوط الجوية السعودية" يصب في هذا الاتجاه، مبينين أنَّ ثقافة التخطيط المُسبق أمر إيجابي لا بد من نقله بشكل مباشر أو غير مباشر للأجيال القادمة، مشيرين إلى أنَّ هناك العديد من العناصر الايجابية في هذا القرار، من أهمها تنمية السلوك الاقتصادي الايجابي الذي يتعامل مع الحالات بإيجابية، لافتين إلى أنَّه استثمار مُخطَّط له يساعد على الضبط والادخار من خلال التخطيط والبرمجة والتنفيذ المقنن بعيداً عن الارتجال والإنفاق العشوائي. أسلوب علمي وأشار "د. سعيد بن علي الفقيه" -موظف بوزارة الصحة، وكاتب- إلى أن هناك حاجة ماسة للتخطيط في العديد من نواحي حياتنا اليومية، سواء كان ذلك تخطيطاً استراتيجياً على المدى البعيد أو تخطيطاً مرحلياً حسب خصوصية كل مرحلة ومستجداتها، مضيفاً أن التخطيط بصفة عامة عبارة عن أسلوب علمي يتم بمقتضاه اتخاذ التدابير العملية لتحقيق أهداف مستقبلية معينة، أو هو الإعداد المقدم للأعمال المقبلة، مبيناً أنَّه يتضمن ما يجب عمله ووقت العمل وكيفيته والوسائل المستخدمة فيه عبر دراسة البدائل وتقييمها واختيار البديل الأنسب والأمثل الذي يحقق النتائج المرجوة. وأضاف أنَّ رفع أسعار التذاكر على المتأخرين في الحجز يعدُّ خطوة جيدة وموفقة لإيقاف عملية التخبُّط والعشوائية في الحجوزات، موضحاً أنَّه من الممكن أن يتعلم المسافر كيفية التخطيط المستقبلي لسفره قبل السفر بعدة أيام، على أمل أن يُطبِّق ذلك التخطيط والتبكير في أي عمل ينوي أداءه قبل فترة كافية من الزمن، مشيراً إلى أنَّه من الممكن أن يُقاس على ذلك أمور كثيرة في حياتنا، ومن ذلك –على سبيل المثال- شراء المستلزمات الرمضانية لشهر رمضان المبارك التي تتم عادة لدى العديد من أفراد المجتمع ليلة دخول شهر رمضان؛ ممَّا يُسبِّب ازدحاماً شديداً، إلى جانب ما يحدث أثناء شراء مستلزمات الدراسة، وكذلك شراء مستلزمات العيد. حالات طارئة وأكد العقيد "معيض بن علي بن جبرة" على أنَّه يؤيد هذه الخطوة التي أقدمت عليها الخطوط الجوية العربية السعودية، مشيراً إلى أنَّ هذا القرار من الممكن أن يعمل على تشجيع عملية الحجز المبكر ووضع ضوابط محددة من شأنها أن تدعم هذه العملية وتُنظم عملية السفر، لافتاً إلى أنَّ هذا بدوره سيساعد على التنظيم ويخلق العديد من الفرص للحالات الطارئة أو المستعجلة؛ لأنَّ معظم المسافرين يكونون قد حجزوا مبكراً. وأيده الرأي "عمر ظافر" -موظف-، مضيفاً أنَّه كان يتمنى أن تعمل الخطوط الجوية السعودية على مُكافأة من يحجز مبكراً عبر خفض القيمة المطلوبة لتذاكره، وإبقاء الأسعار الحالية على ما هي عليه بالنسبة لمن لم يحجز منذ وقتٍ مبكر. عناصر إيجابية ولفت "د.زهير عبدالكريم" -خبير تطوير ذاتي- إلى أنَّ التخطيط المُسبق لسفرياتنا وكافة شؤون حياتنا أمر في غاية الأهمية للمشاركة في ترويض وتعويد النفوس على الانضباط اﻹرادي المُتدرِّج نحو التخطيط المُسبق، موضحاً أن قرار الخطوط الجوية السعودية يصب في هذا الاتجاه، مبيناً أنَّ ثقافة التخطيط المُسبق أمر إيجابي لا بد من نقله بشكل مباشر أو غير مباشر للأجيال القادمة، مشيراً إلى أنَّ هناك العديد من العناصر الايجابية في هذا القرار، من أهمها تنمية السلوك الاقتصادي الايجابي الذي يتعامل مع الحالات بإيجابية، مؤكداً على أنَّه استثمار مُخطَّط له يساعد على الضبط والادخار من خلال التخطيط والبرمجة والتنفيذ المقنن بعيداً عن الارتجال والإنفاق العشوائي. رفع السعر على المتأخرين خطوة نحو تغيير سلوكنا السلبي في عشوائية التخطيط للسفر أماكن سياحية وقال "عبدالله البكري" -موظف-:"لا يخفى على الجميع أهمية التخطيط المُسبق لكثير من أمور الحياة؛ ممَّا يؤدي لنجاح تلك الأمور بعد مشيئة الله -سبحانه وتعالى-"، مشيراً إلى أنَّ هذا القرار قرار صائب حتى إن كان يبدو في ظاهره أنَّه لا يصب في مصلحة المسافر، مؤكداً على أنَّه سيؤدي إلى تشجيع العديد من أفراد المجتمع على الحجز المبكر والتخطيط المسبق لرحلاتهم، مبيناً أنَّ أكثر الأفراد ينوون –مثلاً- السفر خلال عطلة الصيف المقبل إلى مكان ما، سواء كان ذلك في الداخل أو الخارج لقضاء الإجازة، ولكن هل وضعوا لذلك مخططاً؟. وأضاف أنَّه يعتقد أنَّ العديد من هؤلاء لم يضعوا ذلك في حسبانهم، مؤكداً على أنَّهم سيُعانون نتيجة لذلك خلال سفرهم من ارتفاع التكاليف في التنقُّل والحصول على السكن في الفنادق والشقق، مشيراً إلى أنَّهم رُبَّما لا يجدون السكن المُناسب بسهولة، كما أنَّهم قد لا يتمكنون من معرفة الأماكن السياحية المناسبة للتنزُّه؛ ممَّا سيؤدي إلى إرهاقهم جسدياً وذهنياً، علاوة على الإرهاق المادي، لافتاً إلى أنَّهم قد يحرمون أنفسهم وأُسرهم من زيارة أماكن مهمة وجميلة في البلد المقصود بسبب تجنُّبهم عملية التخطيط المبكر. وبين أنَّ للتخطيط المبكر للسفر فوائد كثيرة، منها أنَّه سيقضي على عقدة "الرحلة مقفلة" أو الفندق الفلاني "فل"، إلى جانب أنَّ ذلك سينتج عنه إعداد المسافر برنامجا متكاملا ليتمتع برحلته ويزور الأماكن المهمة في البلد الذي سيسافر إليه. مواقع سياحية وأوضح "خالد العثمان" –موظف- أنَّ عملية الحجز المبكر للرحلة لا يقتصر على تجنب زيادة الأعباء المالية في تذاكر السفر فحسب، بل يشمل العديد من الجوانب المهمة اللازمة لنجاح الرحلة السياحية، ومن ذلك الحصول على أماكن سكن مناسبة بأسعار منافسة وتحديد المكان المناسب للسكن، وغير ذلك من الجوانب في هذا الشأن، مشيراً إلى أنَّ عشقه للسفر والترحال جعله يحرص على التخطيط الجيد والمُسبق لسفره، مؤكداً على أنَّه أفاد من بعض المواقع السياحية العربية والأجنبية على شبكة "الانترنت" في الحصول على المعلومات والإرشادات اللازمة. وأضاف أنَّه تمكن بذلك من تجنُّب استغلال شركات السفر والسياحة له، خاصة تلك التي تُبالغ في الأسعار وتستغل العملاء، مبيناً أنَّه يشتري التذاكر ويحجز الفنادق عبر تلك المواقع قبل سفره بشهر أو شهرين على الأقل عبر استخدام بطاقة "فيزا"، لافتاً إلى أنَّه يحصل في كل مرَّة على خصومات جيدة، مؤكداً على أنَّ هذه الخطوة جعلته يجد أموره ميسرة حينما يذهب إلى الأماكن والجهات التي يسافر إليها، إلى جانب أنَّه وجد في ذلك راحة كبيرة من جشع بعض شركات السياحة الداخلية. تخطيط مبكر ولفت "علي الزهراني" -متقاعد- إلى أنَّه وجد من خلال تجارب عدَّة أن التخطيط المبكر للحجز يوفر حوالي (40%) من تكاليف السفر فيما لو تم السفر بشكل عشوائي دون أيّ تخطيط مسبق، موضحاً أنَّ من يحجز مبكراً يحصل على الكثير من الخصومات والتخفيضات في تذاكر الطيران والفنادق وشركات السياحة ووسائل المواصلات، مشيراً إلى أنَّ العديد من أفراد المجتمع لا يحرصون على عملية التخطيط المسبق للسفر، إذ يتم الأمر بشكل ارتجالي، متمنياً أن يُسهم قرار الخطوط الجوية السعودية القاضي برفع أسعار التذاكر لمن يحجزون قبل السفر بفترة قصيرة في تعديل هذه العادة لدى البعض. وتمنى "الزهراني" أن تكون ثقافة التخطيط المبكر في صلب اهتمامات أفراد المجتمع، مشيراً إلى أن ذلك سيعود عليهم بالنفع والفائدة في كثير من جوانب حياتهم بعيداً عن التخبط والعشوائية في اتخاذ القرارات، الأمر الذي سيكلفهم مادياً ويرهقهم جسدياً ونفسياً؛ مما ينعكس على صحتهم في بعض الأحيان ويزيد من حجم الضغوط عليهم. التخطيط المبكر للسفر يساعد على إتاحة سعة مقعدية أفضل للمسافرين «أرشيف الرياض» د. سعيد الفقيه عقيد. معيض بن جبرة د. زهير عبدالكريم