يشدني كثيراً ارتفاع مستوى الحس الوطني في كافة جهود الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز.. والمتابع للجهات والبرامج التي تحظى بإشراف سموه عليها يلمس عن قرب حجم "الحس الوطني" في التنفيذ والدقة في الأداء أيضاً والتوفيق في انتقاء الأفراد العاملين.. فمن مركز صغير لجمعية الأطفال المعوقين في الرياض لا يكاد يستطيع تقديم خدماته للمعوقين بمدينة الرياض فضلاً عن منطقة الرياض ويعاني كثيراً في تمويل تكاليف تشغيله إلى مراكز في معظم "إن لم تكن جميع" مناطق المملكة مع تنفيذ استراتيجية اقتصادية مميزة بحيث لا يتم البدء في تشييد مركز خدمي إلا ويتم التجهيز لتشييد وقف خيري له يساهم في توفير متطلبات تكاليف تشغيله ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل اتجه نحو استثمار أموال وأصول الجمعية الفائضة عن حاجتها مما جعل جمعية الأطفال المعوقين تخدم الآلاف من المعوقين الأطفال في وطننا العزيز وتحقق في الوقت نفسه فوائض في ميزانياتها بدلا من وجود عجز في الميزانيات كما هو الحال في عدد غير قليل من قطاعات الوطن الخيرية.. والمتابع أيضاً لأداء مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة الذي يرأسه سمو الأمير سلطان بن سلمان والذي بلغ أكثر من عشرين عاماً يدرك بحق كم هي نتائج "الفعل" بحس وطني فهذا المركز أيضاً أصبح علامة حضارية بارزة ليس على المستوى الإقليمي فقط بل تعداه إلى الحضور الدولي الفاعل في مجالات أبحاث الإعاقة والحد من آثارها ولعل الجهود المتميزة التي بذلها المركز والتي من ضمنها برنامج "الوصول الشامل" والبحث الوطني للإعاقة الذي نتج عن توصياته إصدار قرار وطني يحمل بين طياته نظاما وطنياً متكاملاً للإعاقة وغيرها كثير إضافة إلى العناية البالغة بالشأن الوقفي وتنمية أموال المركز بصورة استثمارية تجعل منه داعماً للبحث العلمي بدلاً من كونه باحثاً عن المال لتغطية تكاليف تشغيله يمثل في نظري ونظر الكثير خطوات غير مسبوقة في مجال اقتصاديات القطاع الخيري ولعل جمعية التراث ومؤسسة التراث الخيرية أيضاً والتي نفذت الكثير من البرامج الوطنية لعل أقربها إلى النفس معرض وملتقى الصور الصحفية التاريخية السعودية وغيرها من اصدارات وجهود وطنية تغوص في الشأن الوطني وتسعى لتأصيله وتوثيقه وكذلك الأرشيف الوطني وجهود تطوير مطار الملك خالد الدولي وغيرها كثير من البرامج والمجالات الوطنية ضمن منظومة مؤسسات المجتمع المدني التي تتم إدارتها والإشراف عليها بأسلوب منهجي تخطيطي ترتفع فيه بحق "الوطنية" مع دقة وتميز الأداء يجعلنا نبارك هذا الجهد ونتمنى محاكاته من قبل العديد من منشآت القطاع الثالث في مسيرة التنمية الوطنية "قطاع مؤسسات المجتمع المدني" .. والمراقب أيضا لجهود الهيئة العامة للسياحة والآثار والتي يتولى رئاستها سمو الأمير سلطان بن سلمان يلحظ "تفوق" الهم الوطني في كافة برامجها فمن استراتيجيات وخطط تنفيذية تساهم في تأسيس ثقافة السياحة الوطنية وتعزيز دورها كمورد اقتصادي مهم ضمن منظومة تكاملية اقتصادنا الوطني إلى أداة تنويرية تثقيفية تمزج المرح بالمعرفة والثقافة الوطنية ولعل ما شدني كثيراً ذلك الجهد الوطني المبذول في برنامج "عيش السعودية" الذي أحال "الفكرة الوطنية" إلى "فعل" وطني رشيد وهو ما يمثل نهجا غير مسبوق في تطوير وتطويع الخدمة الحكومية والخيرية وربما الخاصة أيضاً إلى أداة للغرس الثقافي وتعزيز "وطنية" العمل المقدم فهو من الوطن للوطن أيضاً دون أدنى شك.. أعتقد أن من حقنا على قطاعات متعددة حكومية وخيرية وخاصة وعلى أفراد كثر أيضاً سواء أكانوا عاملين في القطاع الحكومي أو الخيري أو الخاص أن نطالبهم "إضافة إلى المواطن أينما كان وفيما كان" بمزيد من "الحس الوطني" عند التعاطي مع "الفعل" في وطننا .. ودمتم.