أعتقد أن تجربة الأمير سلطان بن سلمان في مجال تحفيز المشاركة المجتمعية من قبل الأفراد والجهات وجذبهم لدعم العمل الخيري سواء كان دعما بالجهد الذي لا يقلل من أهميته الأمير سلطان بن سلمان أو المال الذي يعتبره ركنا أساسيا لنمو واستقرار العمل الخيري أوالدعم العيني الذي كان يشجع سموه القطاعات الوطنية المختلفة لتقديمه لمشاريع جمعية الأطفال المعوقين .. أو الرأي والفكر الذي استطاعت من خلاله جمعية الأطفال المعوقين بمراكزها المنتشرة بمناطق المملكة المختلفة ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة.. أو المساندة العامة لواحة الأمير سلمان للعلوم وغيرها كثير من مشاريع الوطن المنضوية تحت ما يمكن أن نطلق عليه مؤسسات المجتمع المدني.. تعد في نظري تجربة وطنية فريدة ومتميزة ومتقدمة أيضا لابد من التفكر فيها والتمعن في آليات تطبيقها ومحاكاة برامجها. ولعل من أميز ما كان يأمر بتنفيذه يتمثل في تقدير الفاعلين والمساندين وخادمي المشروع الخيري أكثر مما يقدمون بل كان هو شخصيا يتجشم الصعاب ويرهق نفسه ومن يعمل معه في سبيل إرضاء أولئك الداعمين والمساندين للفعل الخيري الوطني. تلك الاستراتيجية المتميزة مكنت تلك المشاريع الخيرية الخادمة للوطن من النجاح والتميز والعطاء غير المحدود وهي تجربة أعتقد أنها تمثل مدرسة فكرية من مدارس الإدارة الحديثة في إدارة وتشغيل مؤسسات المجتمع المدني بحيث تتمكن من أن تكون رافدا تنمويا للاقتصاد الوطني وأن تشارك مع الضلعين الآخرين للتنمية الوطنية ( القطاع الحكومي والقطاع الخاص) بفاعلية متميزة كما أنها تجربة يجب أن تحاكى حتى من خلال مؤسسات الدولة أيضا من حيث فتح المجال للمواطن القادر برأيه أو جهده أو ماله لخدمة وطنه من خلال دعم أو مساندة القطاعات التنموية كافة سواء منها ما كان حكوميا أو خاصا أو خيريا أيضا.. وأذكر بكثير من الاعتزاز والإعجاب تجربة جمعية الأطفال المعوقين بمراكزها وبأوقافها الخيرية عندما أطلقت برنامج التسميات اعترافا بالجميل وتقديرا لعطاء الخيرين وهي تجربة لاقت استحسانا وإعجابا وتقديرا من الجميع وهو ما كنت ولا أزال أتمنى تحققه من خلال كافة القطاعات سابقة الذكر عندما تحظى بدعم المواطن أيا كان .. ولعل ما حفزني كثيرا لاسترجاع تلك التجربة والكتابة عنها ما قرأته من دعم ضخم قدمته ولا تزال شركتنا الوطنية الرائدة في مجال الاتصالات "شركة الاتصالات السعودية" عبر برنامجها "برنامج الوفاء" وخاصة ما أطلقت عليه برنامج "الوفاء الصحي" الذي عملت من خلاله ولا تزال تعمل على تشييد عدد من المراكز الصحية في عدد من مدن المملكة ورصدت له مبلغا ضخما تجاوز حسب ما اطلعت عليه مائتي مليون ريال وهو مبلغ ضخم جدا ومبادرة وطنية رائعة كنت أتمنى أن أشاهد تقديرا من وزارة الصحة لها وتشجيعا أيضا من مسؤولي الوزارة لمثل تلك المبادرات الرائعة سواء ما قدمته شركة الاتصالات أو غيرها كما كنت أتمنى أن تسعى وتعمل الوزارة على تشجيع الوقف الصحي الذي يمكن أن يكون رافدا لجهودها في تقديم الخدمة الصحية للمواطن في كافة أرجاء الوطن وهو ما سبق وأن طرحته الوزارة وربما أنها أقرته في فترة سابقة لكنها لم تفعله أو تعطه القدر الكافي من الاهتمام وأجزم أن جهودا من هذا القبيل تقودها وزارة الصحة ستدفع بالميسورين لتقديم عطاءات لا حدود لها خدمة للوطن والمواطن أيضا .. فهل تعمل وزارة الصحة على تحقيق شيء في هذا الخصوص وهل ستعمل على تنشيط مفهوم الوقف الصحي؟ ومتى نقرأ ونشاهد احتفاء من وزارة الصحة وغيرها من القطاعات الحكومية بأبناء الوطن المبادرين لدعم ومساندة جهوده التنموية ولعل تكريم شركة الاتصالات السعودية كمنشأة ومعالي الدكتور ناصر الرشيد الذي بادر بإنشاء مستشفى متكامل لأورام الأطفال كفرد وغيرهم مما لا أعلم عن دعمهم ومساندتهم لجهود الوزارة تكون بدايات مظاهر احتفاء الوزارة وتقديرها لأولئك المبادرين الخيرين .. والرأي لكم